أخي / علي علي2
أشكرك أخي على طرحك الهادئ المتزن لهذه القضية
ولعل من حج تلك الديار يعلم أن المكان لا يتسع في العادة لأكثر من خمسين ألف رجل يقفون إلى جوار بعضهم البعض في وقت واحد
فما بالنا بمليوني حاج يتدافعون وبالذات في يوم العيد لرجم جمرة واحدة فقط ألا وهي جمرة العقبة ، وإن أخذنا في الحسبان أن هذه الجمرة لا ترمى إلا من ثلاث جهات فقط فللقراء أن يتخيلوا هذا المنظر ، وطبيعة الموقف
تعودنا أن نرى في ملاعب كرة القدم العالمية وهي تلك الأماكن المعدة بأساليب علمية ومدروسة بالمداخل والمخارج ووسائل السلامة ، ولا يحضر المباريات إلا الشباب في العادة وهم يتميزون بأجساد قوية وعقول متفتحة يمكنها التصرف وإتخاذ القرار بسرعة وبديهية
أقول مع كل هذا كثيرا ما سمعنا عن تلك الوفيات التي تحدث بينهم لمجرد تدافع أو تزاحم
فما بالنا إن كان الأمر بين خليط من الشباب والشيوخ والنساء والعجائز والأطفال ، وفي يوم العيد وهم منهكين من السير من المزدلفة ومن الوقوف في عرفات والكل يريد أن ينهي نسكه ؟؟؟
نسأل الله للموتى الرحمة والمغفرة وأن يتجاوز عنهم وأن يجعل فقدنا لهم عظة وعبرة للآخرين ليعلموا أن كل من يقف على تلك الصعيد الطاهرة لهعمخ الحق كل الحق في أن يؤدوا حجهم متساوين لا فرق بين القوي والضعيف
وقد رأيت بأم عيني في حج سابق مجموعة من الرجال طويلي القامات ذوي أجساد ضخمة وقد تشابكوا بالأيدي وأخذوا يدفعون الناس أمامهم ويشقون طريقهم فوق أجساد الآخرين
لم يكن لدي القدرة لأمنع هذا .. وقد غادرت المكان حتى حين
وقد أفتى علمائنا الأفاضل بجواز الرمي طوال الوقت ليلاً أو نهاراً دون تخصيص للضرورة ولما فيه من تيسير على حجاج بيت الله الحرام
ما يجري في منى من تطوير وتنمية هي عملية مستمرة
وستبقى الجمرات معضلة تحاول المملكة العربية السعودية بما أوتيت من طاقة وجهد وبالتعاون مع المكاتب والشركات المتخصصة في محاولة إيجاد الحلول العملية لهذه المنطقة بالذات ومن حج في أعوام سابقة يعلم أن المكان يتطور كل عام عن سابقه
وحتى أن هناك قوة من رجال الأمن والحرس الوطني بالذات مهمتها تنظيم جسر الجمرات وعدم الإفتراش تحته
الحديث هنا يطول ويطول
ولم يبق لنا إلا الرضى بقضاء الله وقدرة ، ونسأله تعالى أن يوفق الحجاج لإتمام شعيرتهم في أمنٍ وأمان وهدوء وسكينه
والحمد لله على حال وفي كل الأحوال
تحياتي
