[احمد ياسين/ع]

وأنا أودع احد الأقارب في محطات القطار وفي طريقنا بدا السكون يخيم
كنا نتبادل النظرات
التي توحي إلى أشياء لا يعرفها إلا من ذاق أنواع الهجرة والتهجير
وكنت أفكر حينها في أن أتطرق إلى موضوع
اسمه
متى يعاد الحق لأصحابه
الذي سأكتبه عما قريب بإذن الله
ونحن كذلك وإذا بولدي يطرح علي سؤالا أحيى بعض الجراح التي أحاول أن ا تناساها
وأثار جرحا آخر كنت اعتقد انه ذهب ولم يعد
وإذا بالأهل
يراقبون نظراتي
فالتفت لأخفي حسراتي
واحتسي داخليا دموعي حتى لا أعكر صفو العائلة
وكانت زوجتي التي ترافقني
انفجرت هي الأخرى بالدموع فحاولت أن اهدأ روعها فأجابتني أنها تنهمر من دون إرادة
فأصبح العام والخاص يراقبنا
وبعد أن انتهينا من ذلك الفراق
وإذا بالهاتف يرن يلحق هو الآخر نبا وفاة عمة زوجتي
التي من اجلها كتبت هذه الكلمات
وهي مفردات لم أتعود عليها وليست من أدبياتي
فقد مات من الأقارب والاحباب
من هو اقرب منها إلي دما وروحا وأنا معكم هنا في الخيمة
ولم افكر يوما بذكر احدهم
إنما أردت أن أتطرق إلى هذا المقال والى هذه المرأة
بعدما ضنت بعض العضوات في احمد ياسين الضنونا

إنها امرأة غابت وبقيت قصتها تحكى يحكيها القريب والبعيد وتتلى على منابر المساجد
امرأة ليست ككل النساء
لم أكن اعرفها من قبل
لها نظرات لاتشبه نظرات النساء
ولها صوت كذلك
يهابها الرجال فلا احد يستطيع أن يتجاوزها بل الكثير لا يدخن أمامها
يستشيرها القريب والبعيد
ويخافها العدو والصديق
إنها امرأة ليست ككل الرجال
تمشي بخطوات رجل وترتدي زيا خاصا بها
تحب ا أن تتمشى دون حذاء
لم تضع المساحيق يوما في حياتها
شاركت كالرجال في حرب ضروس ضد اعتي قوة على وجه الأرض
تحصد كما الرجال وتحرث الارض كانها جرار
وكانت ذات يوم
ملحمة من الملاحم تدور رحاها أمام بيتها
فاحتمى بها جنديا من الجنود المعتدين فأراد إقناعها أنها تحمله على ظهرها لتخرجه إلى حيث أراد
فحملته واتت به ووضعته أمام الرشاش صوب احد القناصين الشرفاء
فقتله وضربت رأسه بفأس
إنها غادرت الأهل والأحباب وذهبت إلى رب الأرباب حيث لا ينفع صديق ولا حميم
إلا من أعطاه الله صكا الغفران
فأسال الله لها المغفرة ولأهلها الصبر ووافر الأجر

انها المجاهدة فلانة ابنة فلان

تحية إلى كل النساء في ارض الصمود
فلسطين والعراق وافغانستان والشيشان ولبنان والصومال
وسائر البلدان
وتحية خاصة إلى كل العضوات الشريفات هنا في الخيمة
سواء كتبوا بمعرفات رجال أو نسوة
وتحية الى امي التي لم ارها منذ سنوات
ا