[د. احمد]

	الفكر بوجه عام هو كل تصميم نظري لتجارب البشر اينما كانت هذه التجارب، وبمعنى آخر هو مجموع الاسس النظرية والمفاهيم والمعاني التي تكمن خلف مظاهر السلوك الانساني والتي تعكس التصورات الخاصة بحركة الاصلاح. والفكر ليس شيئاً ينبت من لاشئ فهو يمثل البناء الفوقي الذي يعبر عنه واقع اجتماعي يتمثل في البناء التحتي ورغم ان العلاقة بين البناءين علاقة معقدة متبادلة وليست بالعلاقة الانعكاسية البسيطة، الا ان البناء التحتي يظل هو الاساس دائماً. والفكر يتطور ويتجدد باستمرار ما دامت الحياة تتغير وتتطور على الدوام، ولا يتخذ الفكر صورة واحدة بل ان له صوراً متنوعة، فهناك الفكر السياسي، وهناك الفكر الفلسفي، وهناك الفكر الاقتصادي، وهناك الفكر التربوي ( عبدالمقصود، 2002 ). وتتجلى اهمية الفكر التربوي في انه يمثل الاطار النظري الذي يوجه العمل التربوي التطبيقي وفق فلسفة محددة لتحقيق هدف واضح. والفكر التربوي هو جملة المبادئ الفكرية والمنطلقات الاساسية التي تحكم العمل التربوي، وتحدد طبيعته ومساراته في البيئات الاجتماعية. ويعبر عن هذه المبادئ والمنطلقات من خلال تحديد المفاهيم الاساسية للتنشئة والتربية والتعليم والتدريب والتثقيف والتوعية، وهي العناصر الرئيسية للتربية الشمولية في اي مجتمع بمختلف مؤسساته. وتتألف عناصر الفكر التربوي ومجالاته من: - الفلسفة التربوية الحاكمة والموجهة للجهد التربوي الشامل. - الغايات والاهداف العامة للتربية والتعليم والتدريب والتثقيف والتوعية. - خصائص المتعلم ومطالب نموه. - طبيعة المعرفة والمهارات والاتجاهات القيمية. - اساليب التنشئة والتعليم والتدريب. - معايير التقويم واساليبه. اما مصادر الفكر التربوي فتشمل الفلسفات الانسانية، ومبادئ الرسالات السماوية، والثقافات الاجتماعية التي ينشأ فيها الفكر، والمتغيرات التي تطرأ على الحياة البشرية في المجتمعات، والتطور العلمي الذي يفرز حقائق ومعطيات جديدة باستمرار ( طه، 2007).