عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 05-09-2007, 09:44 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي



أيا أم عبد مالك والتشرد
ومسراك بالليل البهيم لتبعد

ومأواك أوصاد الكهوف توحشا
ومثواك أفياء التصوب وغرقد

وما جاوزت ساقاك من سفح رهوة
وأشعافها ما بين عال ووهد

ومسراك من ذات العميق وكوثر
ونهران مزور القذال الملبد

وما السر إن أبدلت قصرا مشرفا
وعرشا وفرشا بالقرى والتلدد

فما مثل هذا منك إلا لضيقة
من العيش أو من سوء أخلاق معند

فقالت رويدا يا أبا عبد إنما
أضاق بنا ذرعا شديد التوعد

عرمرم جيش سيق من مصر معنفا
يهتك أستار النساء ويعتدي

ويسبي ذراري الأكرمين جبارة
وينظم سادات الرجال بمقلد

فقلت لها من دونكن ودونهم
ضروب حماة بالحديد المهند

وضرب يزيل الهام عما ربت به
ويظهر مكنونات أجواف أكبد

وطعنا ترى نفذ الأسنة لمعا
من القوم يعوي جرحها لم يسدد

قفي وانظري يا أم عبد معاركا
يشيب لها الولدان من كل أمرد

وإن كنت عنها في البعاد فسائلي
ففيها أسود من مغيد بمرصد

وفيها ليوث الأزد من كل شيعة
يصالون نار الحرب حزنا لمفسد

وفيها رئيس عايض حول وجهه
حياض المنايا صدرت كل مورد

خليفة عصر للحنيفي مثقف
لما أعوج منه في حجاز وأنجد

فيا لك من يوم الحفير وما بدا
لريدة من طول الغمام المشيد

ويا لك من يوم اللحوم سباعه
شباع وطير الجو تحظى لمشهد

ويالك من أيام نصر تتابعت
بها من شواظ الحرب ذات التوقد

تطامت رقاب الروم فيها عيوقها
كما غاق دود للجراد المقدد

فأضحى جثاثا في البقاع مركما
تزعزعه ريح العشية والغد

ويالك من يوم المرار لواؤه
تقنع بالصرعى به كل مقعد

كأن تقحام الشريد وعوره
فرود نحاها فجأة أعسر اليد

تخرمها نحر الهجير وأنها
لتعهد منه فرى ناب ومفصد

ويا عجبا من في حبضى وما دنا
لوداي كسان من قتيل مسند

وفي ربوة الشعبين داهية أتت
عليهم فما أغنى دفاع بمسجد

ويوم المقضى قد تقضت أمورهم
بفاقرة الظهر التي لم تضمد

ومن قبل ذا يوم العزيزة عزهم
ذليل بضرب المشرفي المجرد

كتائب فيها ضرموا ثم غودروا
بأشلائهم عانى الدماء المكند

بأيدي رجال من شنوءة جدهم
رقى بهم مجدا إلى حذو فرقد

تداعى عليهم من صميم أصولها
ثبات وجمع كالمحيط المزيد

ففاخر بهم يا خاطبا فوق منبر
على الناس فاقوا بالحسام وسودد

ليهن بني قحطان مجد فخاره
مدى الدهر في نادى بواد وأبلد

فيا راكبا أما لقيت ببيشة
وما دفعته من ضراب وفدفد

فسلم على قبر ابن شكبان سالم
فقد كان قدما قادما كل سيد

يحامي على التوحيد حتى عرى له
من الخلف كأس جرعه ذو تردد

ومر على أجزاع ظلفع قف بها
قليلا وما يغنيك عن ضرب مبعد

على ظهر قباء الكلي لا يريبها
حفا حزن منجاة قفر منكد

تثر الحصا بالخف كالحذف قبلها
وقد ضاق هما صدرها للتبعد

كل ثر من عين برملان وحشه
يجفله قناصة بالترصد

توسمت الوسمى أما بكوره
فمن نقا الدهناء سعدانها الندى

وأما ثوانيه فإن زال ظعنها
فمن حظن حتى الرشاء الممهد

تعللها منه غواد فأشظأت
بقول ورمث زهرها ذو تطرد

فأضحت تسامى في سنام كأنها
بخد تليع الهضب عالي التصعد

فقل لمعد لا تغر بسرحها
فتلقى كماة الحي جنبا بموعد

بسمر العوالي والمواضي دونها
ومبيض موضون الحديد المسرد

وأما إجازتك الدخول فحوملا
فصبحا فعرضا فالسراديح فاعتد

وسقها على نجد يؤمك ليلها
بنات لنعش والضحى فيه تهتدي

وإن خلات يوما لشحط مزارها
فأبدل بها عينا ذات التعرد

ودعها عن التهجير حتى إذا رأت
ورودا بماء من صفار فأورد

وأشرف على وادي اليمامة قائلا
ودمعك سفاحا على الخد والثدي

سلام على عبد العزيز وشيخه
وتابع رشد للإمام المجد

دعا الناس دهرا للهدى فأجابه
فئام فمنهم عالمون ومقتدى

وقفاهما حذوا سعود بسيفه
مميز مجود النقود من الردى

وعرج بها ذات اليمين وقد هوت
على عرصات للرياض بمقصد

وناد بأعلا الصوت بشرى لفيصل
ومن نسل سادات الملوك مسدد

إليك نظاما نشره في وقائع
على جحفل المصري قد شد باليد

فعشرون ألفا من قضى الله منهم
فما بين مقتول وعار مجرد

ولم ينج منهم غير قواد قومهم
على صافنات في قليل معرد

كأن أنين المومقين ومن به
جوارح رمى قاصفات لاعمد

أنين معيز زارها داؤها الذي
بأكبادها أضنى عليها ليعتدي

أو الساكني الأمصار قد حل فيهم
عقاص فأصماهم على كل مرقد

أتاهم بها إذ غاب نجم مشعشع
من الجو في مغرابه نحس أسعد

فكل الذي لاقوه يحسب دون ما
تعكس من حزم الهمام المعمد

فقل لدليل القوم هلا أفاده
من العلم أن البغى قتال معتد

ومهما أعادته الأماني لحربنا
نصبنا لهم أمثالها بالمجدد

ويا قافلا أما ثنيت زمامها
وأقبلت ما استدبرته للتعود

ولاح سهيل ضاحكا لك ثغره
وقد لمحته عينها مفلق الغد

فسلم على الأحباب تسليم موجد
ولا تنس جيران البجير بالحد

وآخر قولي وابتدائي فيهم
صلاة وتسليما على خير مرشد

وآل وصحب كل ما قال منشد
أيا أم عبد مالك والتشرد
__________________
]