تحية لكم أخي محمد
وقبل ان يصبح جهلي مركبا لأنني لازلتُ أحسبه بسيطا إلى حد الان أقول لكم بأني متاكد بان شعوبنا العربية هي من أكثر الشعوب جهلا في المعلومات المتعلقة بالوطن العربي ويؤسفني ان اخبركم بأنه يوجد بين ظهرانينا الكثير من ابنائنا الذين يعرفون جغرافية بريطانيا أو امريكا بولاياتها الخمسين ويجهلون حدود بعض بلداننا العربية أو منتجاتها او حتى اسم عملتها او الوان علمها .... ولعلني اتذكر سؤالا من معيد في الفيزياء حينما سألني ( هل غزة في فلسطين أم فلسطين في غزة ) ؟
لا اقول هذا الكلام لأتهكم أو أسخر من أحد - حاشى لله - ولا ادعي انا شخصيا بأنني ملمٌّ بكل ما يجب عليَّ معرفته عن وطننا العربي ولكني ربما أعزو الأمر لوسائل الاعلام , ومناهج التعليم في بلداننا العربية وربما ( للعنصرية القطرية ) الغير مقصودة من واضعي مناهج التعليم في بلداننا العربية حيث نرى بأن مناهج التاريخ والجغرافيا تخصص جل مواضيعها للتحدث عن منجزات ابناء واعلام القطر التي خصصت له هذه المناهج . وربما أذكر لك مثلا واحد سيغنيكم عن العديد من الامثلة لاقول بأننا في غزة درسنا في التاريخ بأن مينا ( الفرعوني) هو موَّحد القطرين .. فهذه المعلومة لم يقرأها الا اخواننا المصريون ونحن في غزة لأن منهاجنا التعليمي كان من مصر بينما نصف شعبنا الشرقي واقصد الذين يقطنون في الضفة الغربية كانت مناهجهم التعليمية أردنية النشأة والهوى , وبالتأكيد كانوا يقرأون عن فتوحات العائلة الهاشمية ولم يسمعوا بمينا ولا احمس او حتشبسوت .. .ناهيك اخي عن قلة السياحة العربية البينية وربما كانت الاسباب السياسية والعداوات الخفية بين أنظمتنا العربية ( البعثية والقومية والملكية والجمهورية والماركسية و و ) هي من أهم الأسباب التي جعلت من اوروبا وامريكا مهبطا لافئدة الكثير من بني يعرب . . فهل تعلم اخي محمد بأن وثيقة السفر المصرية التي كانت بحوزتي كانت بها الجملة التالية : تصلح لجميع الدول العربية ما عدا ( العراق , سوريا , اليمن , ليبيا, السودان) ها هي خمس دول لا تخولني وثيقة السفر من زيارتها بالاضافة ان بقية الدول - المسموح- لي بزيارتها لا تعطيني تأشيرة لدخولها الا تحت ظروف لا يعلم بها الا الله . هذا ناهيك أخي عن الكرم المخابراتي الطائي الذي يُتحفُ به العرب في المطارات والحدود في بلداننا العربية .
قلت أخي في ختام موضوعك بأنك ستتبعه لاحقا بتكملة , وإنا أعتقد بانني لو استفضت في سرد ما أعتقد به في هذا الموضوع فلن تكفني هذه الخيمة ولا حتى المضارب التي حولها ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وإنني اشكركم واشد على ايديكم على هذا الفكر النير والطرح الموضوعي لمواضيع قلما تخطر على بال الكثيرين منا مع أننا نعايشها يوميا ومنذ عقود بدون أن نلق لها بالا..
واسلم لأخيكم
جمال حمدان ( ق . ج )
قارئ جيد
