[راضية]

بسم الله الرحمن الرحيم
كنت بصدد الكتابة فى موضوع أهمنى وأقلقنى منذ فترة ليست بالقصيرة..فحواه سؤال..وهو:هل الحدود التى نراها كنقاط متقطعة على الخرائط ..هل هى داخلنا أم خارجنا..وهل هى نقاط متقطعة أم أسوار حديدية؟؟
إننا عندما نهاجر من موطننا إلى بلد عربى آخر للبحث عن لقمة العيش أو خلافه …نأخذ معنا فى حقيبة السفر أسوارنا الحديدة حتى إذا وصلنا إلى ذلك البلد العربى الذى من المفروض أنه شقيق أخرجنا أسوارنا ونصبناها حولنا وتقوقعنا..فتجد كل شعب فى حالة انغلاق وتقوقع تام على نفسه لا يينفتح على الشعب المضيف إلا بحسب الحاجة التى تقتضيها الأمور ..لكن يظل كل فى حدوده ..وأنا هنا لا أقصد أن نذوب فى بعضنا البعض بمجرد الاختلاط..فلكل منا نشأة تختلف عن الآخر فى البيئة وظروف المعيشة والواقع السياسى والاجتماعى..لكنى أقصد أن اللغة والدين ليسا هينين إلى الدرجة التى ينحران بها نحرا بسكين البيئات والمجتمعات..بل على العكس من ذلك ..هما قادران على أن يبنيا أمة قوية متحدة شريطة أن يطبقا بعزة..فالمشكلة أننا أصبحنا مؤخرا نعتبرهما معولى هدم لا بناء بسبب ماتبثه وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بل والمقروءة من تفاهات وحماقات جذبت الكثير من الأشخاص الذين مازالوا يخطون خطواتهم الأولى فى ميدان العلم والتعلم لكنهم وياللهول اعتبروا أنفسهم عندما استطاعوا أن يحلوا رموز الحروف ويقرأوا أول كلماتهم..اعتبروا أنفسهم من العلماء وراحوا يصولوا ويجولوا فى الإعلام الذى فتح ذراعيه لكل من سولت له نفسه أن يحط من شأن اللغة والدين.. فتهنا فى أهواء الضائعين…
ومن أعجب الأقوال التى سمعتها وكأنها تلخص اتجاهات الناس جميعا فى أسطر ما قاله السلف الصالح فى أن الناس على سبل أربع:
رجل يدرى ويدرى انه يدرى فذاك عالم فاتبعوه..
ورجل يدرى ولايدرى أنه يدرى فذاك نائم فأيقظوه..
ورجل لايدرى ويدرى أنه لا يدرى فذاك مسترشد فأرشدوه..
ورجل لا يدرى ولايدرى أنه لايدرى فذاك جاهل….فاجتنبوه..
ترى..أين نندرج نحن؟؟