عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 27-01-2005, 09:51 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي


الأخ الفاضل hwar
===============
لاشك أن كل أنسان يولد على الفطرة , و تتبلور شخصيته تقريبا فى السبع سنين الأول فى حياته , ويكتسب ولاء فطرى لأسرته , كل من خالف أسرته لا اعتبار له , وهذه الأسرة فى حد ذاتها وطن صغير ، ثم يكبر قليلا و يختلط بأقرانه و يتسع محيط دائرة بيئته و لنقل مثلا الحى الذى يعيش فيه , و يتسع معه وطنه فيصبح وطنه هو حيه الذى يقطنه ، و هكذا .. من مرحلة لأخرى حتى يكون له إنتماء و ولاء لوطنه ...

هذا أمر مفروغ منه و لاداعى للتكلف فيه ... فالولاء للوطن لا يتعلمه إنسان بل يكون مكتسب من نشئته الأجتماعية ....
و لأن الدين مهذب للفطرة و مجمل لها و يحد و يفصل بين الناس و طباعهم الفطرية , أو بمعنى أدق يحدد المسموح من الممنوع لابد و أن يكون هو لب الأهتمام بالأنتماء و الولاء
لا أقول الدين أولا ثم الوطن ثم فلان .... لالا
أقول الدين فقط ... لماذا الدين فقط ؟
لأن نتيجة الولاء للدين سيكون الولاء متجه لما يريده صاحب الدين و هو الله
الولاء لكل بلد فيها لا إله إلا الله ...
ليس الولاء لسوريا ولا لمصر و لا للسعودية .... ولا ئى لهذه الأمة .. أمة محمد صلى الله عليه و سلم
ويقول الله تعالى ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون )) َ [آل عمران : 104]

((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) [البقرة : 143]

((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)) [آل عمران : 110]

هذه هى الأمة ومن حاول أن يخصص مفهوم للوطن غير ذلك فلا شك أن مفهومه هذا سيختلف من شخص لآخر و من زمن لآخر .. بمعنى أن هناك من يكون وطنه نجد لأن قبيلته أستوطنتها من عصور بعيدة .. وتجد فيهم مثقفين يعتبرون أن وطنهم هى كل المملكة و قس على ذلك كل أقطار الأرض .
الشاهد و المقصد مما سبق
كلنا نعلم أن الدين معتقد .. وهو نفس المعنى الذى جاء فى المقال بمعنى كلمة ((الفكرة )) و لو وسعنا المفهوم لصار أيدولوجية
فالولاء للفكرة هو الأساس ... لأن الولاء للفكرة يتولد عنه الولاء للوطن و كل ما وازى ما أراده الله لنا من الولاء و تبرأ من كل ما تبرأ منه الله

(( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )) [المائدة : 55]
((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير )) ُ [الممتحنة : 4]


نعم كما قال كاتب المقال ((الولاء للوطن لا يترجم بمجتمع شديد التطابق إلى حد الموت...))
ولكنى أختلف كل الأختلاف فى قوله ((الولاء للوطن التزام أخلاقي مقدس، بتقديم المصلحة الوطنية على نداء الفكرة مهما كان بهرج العالمية والكونية الذي نتوشح به))
إن الفكرة هى الأساس الأيدولوجية هى الروح الذى يزول الجسد بزواله ... وهل ضحى النبلاء و الصالحين بأنفسهم رخيصة إلا من أجل فكرة ...
وهل مفهوم الوطن عند القوميين و المتأسلمين و الشيوعيين إلا فكرة ....
وهل ديننا إلا فكرة تقول ان لا إله إلا الله فكرة قامت عليها الحياة .... فكرة و معتقد نشا من أجله وطن له إنتماء فى قلوبنا من أجل هذه الفكرة ..

نعم ((الولاء للوطن يعني تقديم الهموم المحلية على أوهام القومية، ))
و لكن مع تحفظات

تقول يا أخى hwar
((قد يحتقر البعض كلامي....
إلا أن البدايات هي الأساس والمنطلق والملاذ النهائي.
والعش هو الذات ثم المجتمع ثم الوطن ثم الفضاء الواسع والدين والقيم ليست دائماً بالتغريد خارج السرب! لنبدأ خطوة صحيحة.
...))

لا اخى لن أحتقر كلامك
و لن يحتقر أحد كلامك لو كان منبعه قوله تعالى ((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)) [الرعد : 11]

و حذارى أخى من كلمة الوطنية و القومية .... ففى المقال بعض التلميحات لنغمة الوطن و النتيجة التى أخاف أن يخرج بها كل قارئ ذلك الرد الذى علقت أنت عليه بقولك
((هل افهم من اقتباسك انك مؤيد لهذه العبارة؟؟ الوطن قبل كل شيء؟ ))

لذا أقترح عليك أن توضح لنا فكرتك بطريقة مباشرة كما تكلمت معك ومع الأخوة الأعضاء بطريقو و اضحة و مباشرة

مع خالص تمنياتى لك بالتوفيق

الهلالى