[matar996]

لن أتكلم بلغة الفلاسفة أو بلغة الأدباء أو بلغة الحب والكراهية أو أن أستعير قلم الشعراء والرواة وأبحر في الخيال سأتكلم بلغة البسطاء وسأكتب بريشة القدماء لعلي أقع في واحة الحكمة أو أن أستقطب من عالمهم شيئاً أُُفسر به ما يدور حولي من أمور لم أعد أفهمها كسابق عهدي . مهما تعلمنا وقرأنا , مهما سمعنا ورأينا ومهما عاصرنا من الشخصيات أو جمعنا من التجارب والخبرات التي نظن أننا بها من أهل الوعي وأننا أصبحنا بها نرى ما تشابه أو التبس من أمور الحياة إلا أن هذا كله لا يغني عن كلمات بسيطة نفيسة أوهي كالدرر تنصب في آذننا بصوت رخيم ومن عقل حكيم تأتي من قبل آباءنا وأجدادنا .نعم ليسوا بالمتعلمين لكنهم يعيشون الواقع بصدق كما هو وليس كما يريدون وليس للوهم مكان بينهم يعلمون أن الصدق منجاة وقول الحق راحة وفضيلة وأن ليس لك إلا ما هو لك فقط وأن الله يرانا وأنه الكافي الشافي وأن القريب قريب والصديق أخوُ والبعيد عابر سبيل وأن العطاء منك اليوم يُغنيك في الغد عن المسألة وأن القليل خير من الكثير وأن الجميل من القول والفعل رصيدك في الشدة وأنك بين الناس بعلمك لا بلسانك ,والصمت علامة الحكمة ودوام التقدير والإجلال .
قليلة هي شعاراتهم يسيرة على من يسرها الله عليه , وأروع ما في الأمر أنهم يعملون ويتعلمون ليسوا أمثالنا نأكل ونتعلم كي نعمل لنأكل ما أبعد المُنى علينا.
إنهم أفضل حالا ًمنا ربما يُغلف الشقاء حياتهم لكنهم بالرضا سعداء , حين يتحدثون إلينا يتحدثون وكأننا في أعمار تقرُب منهم هنا سنفهم ما نفهم وننسى مالا نفهم حتى نقع فيه ونستدرك كلماتهم بعد أن ندفع ضريبة ذلك من أعمارنا أياماً ومن أعيننا أدمعاً ومن قلوبنا آلاماً,هم الجيل المشرق وكأنما نحن اليوم بعدهم نقطن بلاد الظلمات في القرون الوسطى ,نحن لا نبحث كي نجد أنفسنا مثلهم وإنما نبحث عما يُسعد النفس ويُريح الجسد نبحث عن نفائس الدرر وهي بحوزة من انطلقنا نحُثُ السير من ديارهم , أين الجيل القديم الأصيل كي يُنقذ الجيل الحديث المتخبط؟
رحم الله من غادرنا منهم وحفظ من بقي منهم أحبةً على قلوبنا وتيجاناً مضيئةً على رؤوسنا.

رفيقة القلم/ خديجة أبو حديد
وارجو ارد