عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 05-05-2006, 03:29 PM
الثأر الثأر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: بلاد الاسلام
المشاركات: 233
إفتراضي وعاد حكمتيار .... [حسين بن محمود] 6 ربيع الثاني 1427هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمه التي لا يحصيها غيره ، والصلاة والسلام على رسول الهدى ونور الدجى محمد بن عبد الله وعلى صحبه وآل بيته ومن والاه ، أما بعد ..


كم كنت أعجب - بعد قيام الدولة الإسلامية في أفغانستان - من تأخر القائد قلب الدين حكمتيار عن بيعة أمير المؤمنين الملا محمد عمر ، حفظ الله الجميع .. ولا أدري كم مرة مرت على ذهني تلك الرسالة اللطيفة الأخوية الخالدة التي كتبها الوليد بن الوليد لأخيه المقدام خالد بن الوليد في عمرة القضاء ، والتي فيها :

"بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد : فاني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الاسلام وعقلك عقلك ومثل الاسلام جهله أحد ! وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك وقال : أين خالد ! فقلت : يأتي الله به ، فقال : مثله جهل الاسلام ! ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين كان خيرا له ولقدمناه على غيره . فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالحة"

لقد كنت أحزن أشد الحزن لتأخره ،واسأل نفسي : أين حكمتيار مما يجري في أفغانستان !! وكنت أتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم "إن القلوب بين اصبعين من أصابع الله يقلبها" (صحيح : أحمد والترمذي) ، فكنت أدعو مقلّب القلوب أن يثبت قلب الرجل على دينه لما علمت منه من صدق وإخلاص في الجهاد وخدمة الدين ، وعزفت عن الكتابة عنه حتى يأتي الله بأمر من عنده ..

وكم كنت أستاء لإتهام بعض الإخوة له بالعمالة والخيانة وغيرها من الإتهامات التي دعوت الله أن يكذّب أصحابها .. فالحمد الله الذي لم يخيب ظننا في الرجل ، والحمد لله الذي أظهر الحق وأبطل الباطل ، سبحانه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ..

لم يكن حسن الظن بالرجل نابع من أماني أو جهل بالحال ، فقد تواترت الأخبار وتكلم الثقات عن مواقفه الجليلة وصدقه الذي يباري همته وعزيمته في إقامة الحكم الإسلامي على ربوع أفغانستان ، ومحاربة كل من تسول له نفسه المساس بعرين الدين ..

كانت دهشة المندهش مبررة ، إذ كيف يغيب عن ساحات الوغى من أوقد نارها وبدأ شرارتها وأطلق أول طلقة جهادية في زماننا دوى صداها مشارق الأرض ومغاربها لثلاثة عقود !!

قال الشيخ عبد الله عزام رحمه الله "ولقد استطاعت أجهزة البث والتوجيه في الخليج (القبس ، السياسة ، الوطن ، ...) أن تشكك الناس بهذا الجهاد الصادق وببواعثه وبأصالته وبإسلاميته ، حتى كاد الناس ينسون أن هذا الجهاد قام منذ اليوم الأول في أيام داود سنة (1975م) لتكون كلمة الله هي العليا ، ولإقامة دين الله في الأرض عندما أطلق حكمتيار رصاصته الأولى وصوبها نحو عرش داود ، ولم يكن في الساحة روس أبدا ، بل كان القتال بين الأفغان المسلمين والأفغان الكافرين الملحدين من الشيوعيين والعلمانيين واللادينيين" (انتهى كلامه رحمه الله وتقبله في الشهداء) ، وهذه السابقة ، وتلك اللحظة التاريخية ، وهذه الشهادة العزّامية لم يكنِ الله – وهو المنعن المتفضل الكريم اللطيف سبحانه – ليحرم أجرها هذا الرجل الذي أشعل وأحيا سنة الجهاد في الأمة بعد غياب طويل ، نسأل الله أن يغفر للرجل زلاته ويتجاوز عن خطاياه ويجعل هذا الجهاد المبارك في ميزان حسناته .

لقد كانت لهذا الرجل مواقف ثابتة ، وعقيدة راسخة شهد له من عاشره وعاصره وخبره ، ولا شاهد عندنا خير من موقد جذوة الجهاد الشيخ المجاهد عبد الله عزام رحمه الله ، فقد قال "ثم دخل حكمتيار بثقله العسكري ، وحزبه يشكل قوة ضخمة بالإضافة لانضباطه والتفافه حول قائده حكمتيار ، وهو إلى جانب كبير من الإلتزام الإسلامي والوضوح العقيدي ورؤية الهدف الذي لا لبس فيه ولا غموض" ..

فهذا الإلتزام الإسلامي ، والوضوح العقدي جعل من هذا الرجل الرجل أسطورة أقضت مضاجع الشرق والغرب لسنوات طويلة .. يقول الشيخ عبد الله عزام رحمه الله :

"الأمريكان حاولوا كثيرا كثيرا .. حاولوا أن يلتقوا بحكمتيار ، ريجان عرض نفسه على حكمتيار في دورة الأمم المتحدة (سنة 1985م) ، مكث السفير الباكستاني إحدى عشرة ساعة في نيويورك وحاول إقناع حكمتيار أن يلتقي بريجان .
قال [حكمتيار] : لن ألتقي بريجان [وكان ضياء الحق ينتظر حكمتيار مع ريجان] ،
فقال له السفير الباكستاني : أنت مجنون ؟ ستون ملكا ورئيسا على قائمة ريجان (دورة الأمم المتحدة) ويرفض مقابلتهم أو يؤخرها وهو بنفسه يطلب مقابلتك وترفض ،
قال له: نعم ، وإذا أصررتم سأغادر أمريكا الان ..
ريجان أرسل رسالة أخرى مع إبنته مورين ريجان ، حملت رسالة الى حكتيار ، "والدي ينتظرك هذه الليلة في البيت الابيض 29/اكتوبر / 1985م" ،
فقال: عندي موعد مسبق مع المهاجرين الأفغان في إنديانا ، ورفض أن يقابل ريجان ، طلب الكونغرس مقابلته قال : لا أقابلهم ، أنا [والكلام للشيخ عبد الله عزام] رأيت الرسالة التي وجهت لحكمتيار [وفيها] "وقد ضربتم المثل لتحرير الشعوب المستعبده من عبوديتها ولنا الشرف أن ندعوكم لحفلة شاي في الكنغرس الأمريكي" ،
قال [حكمتيار] : ريجان والكونغرس وجهان لعملة واحدة ، لا أقابلهم ، ريجان والكونغرس يريدون أن يتصوروا معي ، اللقاء مع غورباتشوف في الشهر الذي يليه إما في نوفمير أو ديسمبر سنة 1985م ، حتى يُري ريجان الناس أن المجاهدين الأفغان تحت إبطي وهذه هي صورة ممثلهم في الأمم المتحدة .. رفض ، عقد مؤتمرا صحفيا ، قالوا : كم قدمت لكم أمريكا ؟
قال [حكمتيار] : نرفض أن نستلم درهما واحدا من أمريكا، لم نستلم دولارا واحدا من أمريكا ، الأمريكان غضبوا غضبا شديدا

(انتهى كلام الشيخ رحمه الله)

وهذه العاطفة الدينية ليست عصبية قبلية أو إنتمائية قطرية أو جاهلية قومية كما ادعى الإعلام المنافق وأعداء الأمة آن ذاك ، بل هي سياسة رجل يحمل هم الأمة الإسلامية ويرى أن الجهاد لا يتوقف بتحرير أفغانستان ، ولذلك كانت الدول الكافرة تحاربه أشد المحاربة آن ذاك ، ولعبت وسائل الإعلام العربية دورا كبيرا في تشويه صورة الرجل ووصفه بكل شنيع كي لا يمسك بزمام الدولة ويقيم فيها حكما إسلاميا ودولة تكون نواة وقاعدة للجهاد وتحرير بلاد الإسلام ، فمكروا ومكر الله ، والله خير الماكرين

..

وانظر إلى هذا الموقف الجميل بين هذين الرجلين ، شهادة عملاق لعملاق ، قال الشيخ عبد الله عزام رحمه الله "حكمتيار قبل فترة قال لي : بم تفكر بعد الجهاد الأفغاني ؟ بعد انتصارنا ؟ قلت له : مهمتي وأملي الكبير أن أوصلكم إلى كابل منتصرين ثم نعود إلى بلادنا ، لعل الله يفتح علينا ثغرا نجاهد فيها ، قال [حكمتيار] : لا ، تبقى معنا سنتين حتى نقيم أركان الحكم الإسلامي ثم أذهب وإياك إلى فلسطين نقاتل في فلسطين ، ثم قال مازحا بعدها ، قال لي : أنت فاتح مكتب خدمات المجاهدين لخدمة الجهاد الأفغاني وأنا الان أمير ، فأنت في فلسطين تكون أمير وأنا أفتح مكتب خدمات الجهاد الفلسطيني.

(انتهى كلام عزام رحمه الله)

__________________



انا
الثأر

سأثأر ولـكن لرب وديــن *** وأمضي على سنتي في يقين


فإما إلى النصر فوق الأنام *** وإما إلى الله في الخالديـــن