الموضوع: الجهاد سياحتنا
عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 20-10-2002, 12:30 PM
~~ ظايم الضد ~~ ~~ ظايم الضد ~~ غير متصل
تحت البحث والدراسة
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 693
إفتراضي

كيف نقرأ واقعنا من كتاب الله؟

فإن كتاب الله فيه المحكم والمتشابه والأمثال التي يصرّفها الله في الكتاب تصريفا يناسب أحوالهم وأمورهم ومستجداتهم, كما يصرّف الرياح لينزل الماء مصرّفا حيث يحتاج إليه الناس.
"ولقد صّرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل" الكهف 54, و"كذلك يضرب الله للناس أمثالهم" محمد3
. فلا شك ضرب الله لنا مثلنا ومثل ما نحن فيه من الهوان والاستضعاف, ومثل ما فيه عدونا من الاستكبار والظلم والفساد.
فإذا استطعنا أن نجد مثلنا في القرآن استطعنا أن نحدد موقفنا ونبصر موقعنا في الفتن التي كقطع الليل المظلم, فالقرآن نور وبرهان, والقرآن مليء بالأمثال الحية النابضة, التي جعلها الله عبرة للناس,"لقد كان في قصـصهم عبرة لأولي الألباب". يوسف

فأين مثلنا إذا؟
لن يجهد أحد في البحث عن مثل هو كعين الشمس في الوضوح, فما يجري على ألسنة الناس اليوم من أن أمريكا اليوم قد "تفرعنت" وتكبرت, وصف ومثل ليس بعيدا عما نبحث عنه, فنحن دون تكلف نشبه أمريكا بفرعون بظلمه وعدوانه وفساده.

فهذا هو مثلنا بوضوح وجلاء وهذه قصتنا بالتفصيل!
أمريكا مثل فرعون الظالم المفسد الذي علا في الأرض واستضعف المؤمنين واستعبدهم.


وسورة القصص تقص علينا ماضيا وقع وانقضى وواقعا حاضرا يتكرر معنا مرة أخرى.

"طسم * تلك آيات الكتاب المبين * نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون * إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم ُيذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين * ونريد أن نَمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونُمكّن لهم في الأرض ونُريَ فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون". القصص 1-
والمتتبع لوصف فرعون في هذه الآيات يذهل للتطابق بينه وبين أمريكا وعلوها وفسادها في الأرض وتقتيلها للمستضعفين من المؤمنين في الأرض عامة وفي أفغانستان خاصة.

والمتدبر لهذه السورة يلاحظ فيها إشارة خفية ل"التثنية" والزوجية, فموسى فيها وجد "رجلين" يقتتلان, ووجد "امرأتين" تذودان, واتفق مع الرجل الصالح على "أجلين", وفيها فقط من دون كل السوراسم الإشارة للمثنى"ذنك", وآتاه الله فيها "برهانان", وقال قوم فرعون "سحران تظاهرا", ثم تختتم التثنية بنص صريح الدلالة "أولئك يؤتون أجرهم مرتين".

فهل لنا أن نفهم من هذا أنها قصة تقع مرتين؟!


هل بالضرورة أن تجري الأحداث كما جرت في المرة الأولى؟


هذا ما يقرره القرأن ويؤكده, فالله قد خلق هذا الكون على سنن وقوانين لا تتبدل ولا تتحول, وصرّف أمور الناس بهذه السنن. "قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين * هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين" آل عمران. و"استكبارا في الأرض ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله, فهل ينظرون إلا سنّة الأولين, فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا". فاطر 43
فكونها لا تتبدل ولا تتحول إشارة إلى التطابق والتماثل, فسنه الله أن يهلك الظالم, فإذا لم يهلكه فقد تبدلت سنته, وإذا أهلكه على غير ما أهلك أمثاله فقد تحولت سنته, "وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبّرنا تتبيرا". الفرقان 39
ولقد أخبرنا الله في كتابه عن أمم كذبت وعصت فأهلكها وجعلها مثلا, وضرب لها الأمثال.
وأهلك الله كل أمة بما يناسب جرمها, فكل سنن الله بقدر وعدل, "سنّة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا".الاحزاب 38 فكان قضاء الله على قوم نوح مثلا أن يغرقهم بالماء عدلا وتقديرا, علما أنهم لم يكونوا بجنب بحر, ولذلك سخر منه قومه لما صنع السفينة, فلو أراد الله أن يهلكهم وحسب لأهلكهم بما حولهم من الأرض, ولكن الله صنع لهم بحرا ليغرقهم فيه, ولو لم يكن عندهم بحر, لأن العدل أن يغرقوا بالماء!! "وهي تجري بهم في موج كالجبال" هود 42.
فيظهر لنا أنه إذا كثر الخبث في الناس أغرقهم الله وغسل الأرض من خبثهم, فقد لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما وهم لا يلدون إلا فاجرا كفارا.

وعاد استكبروا وقالوا من أشد منا قوة؟ فأرسل الله عليهم الريح, والريح قوة تدمر كل شيء بأمر ربها, "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم", الانفال46 أي قوتكم وطاقتكم, فالجزاء من مثل العمل, "ومن جاء بالســيئة فلا يجــزى إلامثلـها" الانعام 160.. وهكذا.

لندخل في صلب قصتنا في المثل القرآني!


سوف نواصل لاحقاً أن شاء الله

سلام
__________________
عفوا أيها الادارة الحكيمه

لماذا تم ايقافي هل من سبب مقنع؟؟
ام انه خطأ ؟؟

اتمنى ان اجد الرد قريبا...!!!