عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 02-07-2005, 08:11 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،

خير إن شاء الله أخي الفاضل علي..

بارك الله في الإخوة والأخت امينة..وجزاهم عنا خيرا..قالوا فأحسنوا..

وإليك بإذن الله تعالى اخي الفاضل المزيد إن أردت:


فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39)

تفسير الجلالين:

فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَة" أَيْ جِبْرِيل "وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِي الْمِحْرَاب" أَيْ الْمَسْجِد "أَنَّ" أَيْ بِأَنَّ وَفِي قِرَاءَة بِالْكَسْرِ بِتَقْدِيرِ الْقَوْل "اللَّه يُبَشِّرك" مُثَقَّلًا وَمُخَفَّفًا "بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ" كَائِنَة "مِنْ اللَّه" أَيْ بِعِيسَى أَنَّهُ رُوح اللَّه وَسُمِّيَ كَلِمَة لِأَنَّهُ خُلِقَ بِكَلِمَةِ كُنْ "وَسَيِّدًا" مَتْبُوعًا "وَحَصُورًا" مَمْنُوعًا مِنْ النِّسَاء "وَنَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ" رُوِيَ أَنَّهُ لَمْ يَعْمَل خَطِيئَة وَلَمْ يَهِمّ بِهَا.

إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)


تفسير الطبري

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَة يَا مَرْيَم إِنَّ اللَّه يُبَشِّرك بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اِسْمه الْمَسِيح عِيسَى اِبْن مَرْيَم } يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَة } وَمَا كُنْت لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ , وَمَا كُنْت لَدَيْهِمْ أَيْضًا إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَة يَا مَرْيَم إِنَّ اللَّه يُبَشِّرك . وَالتَّبْشِير إِخْبَار الْمَرْء بِمَا يُسِرّهُ مِنْ خَبَر . وَقَوْله : { بِكَلِمَةٍ مِنْهُ } يَعْنِي : بِرِسَالَةٍ مِنْ اللَّه , وَخَبَر مِنْ عِنْده , وَهُوَ مِنْ قَوْل الْقَائِل أَلْقَى فُلَان إِلَيَّ كَلِمَة سَرَّنِي بِهَا , بِمَعْنَى : أَخْبَرَنِي خَبَرًا فَرِحْت بِهِ , كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { وَكَلِمَته أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم } 4 171 يَعْنِي بُشْرَى اللَّه مَرْيَم بِعِيسَى أَلْقَاهَا إِلَيْهَا . فَتَأْوِيل الْكَلَام : وَمَا كُنْت يَا مُحَمَّد عِنْد الْقَوْم إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَة لِمَرْيَمَ : يَا مَرْيَم إِنَّ اللَّه يُبَشِّرك بِبُشْرَى مِنْ عِنْده , هِيَ وَلَد لَك , اِسْمه الْمَسِيح عِيسَى اِبْن مَرْيَم . وَقَدْ قَالَ قَوْم , وَهُوَ قَوْل قَتَادَة : إِنَّ الْكَلِمَة الَّتِي قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ , هُوَ قَوْله : " كُنْ " . 5555 - حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَسَن بْن يَحْيَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة قَوْله : { بِكَلِمَةٍ مِنْهُ } قَالَ : قَوْله " كُنْ " . فَسَمَّاهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ كَلِمَته , لِأَنَّهُ كَانَ عَنْ كَلِمَته , كَمَا يُقَال لِمَا قَدَّرَ اللَّه مِنْ شَيْء : هَذَا قَدَر اللَّه وَقَضَاؤُهُ , يُعْنَى بِهِ : هَذَا عَنْ قَدَر اللَّه وَقَضَائِهِ حَدَثَ , وَكَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { وَكَانَ أَمْر اللَّه مَفْعُولًا } 4 47 يَعْنِي بِهِ : مَا أَمَرَ اللَّه بِهِ , وَهُوَ الْمَأْمُور الَّذِي كَانَ عَنْ أَمْر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هِيَ اِسْم لِعِيسَى سَمَّاهُ اللَّه بِهَا كَمَا سَمَّى سَائِر خَلْقه بِمَا شَاءَ مِنْ الْأَسْمَاء . وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : الْكَلِمَة : هِيَ عِيسَى . 5556 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله : { إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَة يَا مَرْيَم إِنَّ اللَّه يُبَشِّرك بِكَلِمَةٍ مِنْهُ } قَالَ : عِيسَى هُوَ الْكَلِمَة مِنْ اللَّه . وَأَقْرَب الْوُجُوه إِلَى الصَّوَاب عِنْدِي الْقَوْل الْأَوَّل : وَهُوَ أَنَّ الْمَلَائِكَة بَشَّرَتْ مَرْيَم بِعِيسَى عَنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِرِسَالَتِهِ وَكَلِمَته الَّتِي أَمَرَهَا أَنْ تُلْقِيهَا إِلَيْهَا , أَنَّ اللَّه خَالِق مِنْهَا وَلَدًا مِنْ غَيْر بَعْل وَلَا فَحْل , وَلِذَلِكَ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : { اِسْمه الْمَسِيح } فَذَكَّرَ , وَلَمْ يَقُلْ اِسْمهَا فَيُؤَنَّث , وَالْكَلِمَة مُؤَنَّثَة , لِأَنَّ الْكَلِمَة غَيْر مَقْصُود بِهَا قَصْد الِاسْم الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى فُلَان , وَإِنَّمَا هِيَ بِمَعْنَى الْبِشَارَة , فَذُكِّرَتْ كِنَايَتهَا كَمَا تُذَكَّر كِنَايَة الذُّرِّيَّة وَالدَّابَّة وَالْأَلْقَاب , عَلَى مَا قَدْ بَيَّنَّاهُ قَبْل فِيمَا مَضَى . فَتَأْوِيل ذَلِكَ كَمَا قُلْنَا آنِفًا , مِنْ أَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ : إِنَّ اللَّه يُبَشِّرك بِبُشْرَى , ثُمَّ بَيَّنَ عَنْ الْبُشْرَى , أَنَّهَا وَلَد اِسْمه الْمَسِيح . وَقَدْ زَعَمَ بَعْض نَحْوِيِّي الْبَصْرَة , أَنَّهُ إِنَّمَا ذَكَّر فَقَالَ : { اِسْمه الْمَسِيح } وَقَدْ قَالَ : { بِكَلِمَةٍ مِنْهُ } وَالْكَلِمَة عِنْده : هِيَ عِيسَى , لِأَنَّهُ فِي الْمَعْنَى كَذَلِكَ , كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { أَنْ تَقُول نَفْس يَا حَسْرَتَا } 39 56 ثُمَّ قَالَ : { بَلَى قَدْ جَاءَتْك آيَاتِي فَكَذَّبْت بِهَا } 39 59 وَكَمَا يُقَال : ذُو الثُّدَيَّة , لِأَنَّ يَده كَانَتْ قَصِيرَة قَرِيبَة مِنْ ثَدْيَيْهِ فَجَعَلَهَا كَأَنَّ اِسْمهَا ثَدْيَة , وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ تَدْخُل الْهَاء فِي التَّصْغِير . وَقَالَ بَعْض نَحْوِيِّي الْكُوفَة نَحْو قَوْل مَنْ ذَكَرْنَا مِنْ نَحْوِيِّي الْبَصْرَة , فِي أَنَّ الْهَاء مِنْ ذِكْر الْكَلِمَة , وَخَالَفَهُ فِي الْمَعْنَى الَّذِي مِنْ أَجْله ذُكِرَ قَوْله { اِسْمه } وَالْكَلِمَة مُتَقَدِّمَة قَبْله , فَزَعَمَ أَنَّهُ إِنَّمَا قِيلَ اِسْمه , وَقَدْ قُدِّمَتْ الْكَلِمَة , وَلَمْ يَقُلْ اِسْمهَا , لِأَنَّ مِنْ شَأْن الْعَرَب أَنْ تَفْعَل ذَلِكَ فِيمَا كَانَ مِنْ النُّعُوت وَالْأَلْقَاب وَالْأَسْمَاء الَّتِي لَمْ تُوضَع لِتَعْرِيفِ الْمُسَمَّى بِهِ كَفُلَانٍ وَفُلَان , وَذَلِكَ مِثْل الذُّرِّيَّة وَالْخَلِيفَة وَالدَّابَّة , وَلِذَلِكَ جَازَ عِنْده أَنْ يُقَال : ذُرِّيَّة طَيِّبَة , وَذُرِّيَّة طِيبًا ; وَلَمْ يَجُزْ أَنْ يُقَال : طَلْحَة أَقْبَلَتْ , وَمُغِيرَة قَامَتْ . وَأَنْكَرَ بَعْضهمْ اِعْتِلَال مَنْ اِعْتَلَّ فِي ذَلِكَ بِذِي الثُّدَيَّة , وَقَالُوا : إِنَّمَا أُدْخِلَتْ الْهَاء فِي ذِي الثُّدَيَّة لِأَنَّهُ أُرِيدَ بِذَلِكَ : الْقِطْعَة مِنْ الثَّدْي , كَمَا قِيلَ : كُنَّا فِي لَحْمَة وَنَبِيذَة , يُرَاد بِهِ : الْقِطْعَة مِنْهُ . وَهَذَا الْقَوْل نَحْو قَوْلنَا الَّذِي قُلْنَاهُ فِي ذَلِكَ . وَأَمَّا قَوْله : { اِسْمه الْمَسِيح عِيسَى اِبْن مَرْيَم } فَإِنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْبَأَ عِبَاده عَنْ نِسْبَة عِيسَى , وَأَنَّهُ اِبْن أُمّه مَرْيَم , وَنَفَى بِذَلِكَ عَنْهُ مَا أَضَافَ إِلَيْهِ الْمُلْحِدُونَ فِي اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ النَّصَارَى , مِنْ إِضَافَتهمْ بُنُوَّته إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ , وَمَا قُذِفَتْ أُمّه بِهِ الْمُفْتَرِيَة عَلَيْهَا مِنْ الْيَهُود . كَمَا : 5557 - حَدَّثَنِي بِهِ اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا سَلَمَة , عَنْ اِبْن إِسْحَاق , عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الزُّبَيْر : { إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَة يَا مَرْيَم إِنَّ اللَّه يُبَشِّرك بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اِسْمه الْمَسِيح عِيسَى اِبْن مَرْيَم وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ } أَيْ هَكَذَا كَانَ أَمْره , لَا مَا يَقُولُونَ فِيهِ . وَأَمَّا الْمَسِيح , فَإِنَّهُ فَعِيل , صُرِفَ مِنْ مَفْعُول إِلَى فَعِيل , وَإِنَّمَا هُوَ مَمْسُوح , يَعْنِي : مَسَحَهُ اللَّه فَطَهَّرَهُ مِنْ الذُّنُوب , وَلِذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيم : الْمَسِيح الصِّدِّيق . .. 5558 - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ إِبْرَاهِيم , مِثْله . * - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا اِبْن الْمُبَارَك , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ إِبْرَاهِيم , مِثْله . وَقَالَ آخَرُونَ : مُسِحَ بِالْبَرَكَةِ . 5559 - حَدَّثَنَا اِبْن الْبَرْقِيّ , قَالَ : ثنا عَمْرو بْن أَبِي سَلَمَة , قَالَ : قَالَ سَعِيد : إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَسِيح , لِأَنَّهُ مُسِحَ بِالْبَرَكَةِ .

وفي أمان الله..