[كريم الثاني]

الزميل الفاضل الطاووس ،،، حياك الله .


أولا" : أن الدليل والبرهان هو الأساس في معرفة الحقيقة .

فلا حقيقة بدون دليل أو برهان لا ينسجم مع العقل .

ثانيا" : أما الحديثين الذين أوردتهما " اللهم اجعله هادياً مهدياً و اهد به ،،،، اللهم علِّم معاوية الكتاب و قِهِ العذاب " فهذين الحديثين إن صحا على ما فيهما من فضل لمعاوية إلا أنهما لا يحملان أي دليل لا من بعيد ولا من قريب على أن معاوية هو من كتبة الوحي .

ثالثا" : وأما الجزء الذي أوردته من الحديث الأول " (( فقال للنبي : يا نبي الله ثلاثٌ أعطينـهن قـال: نعـم ـ منـها ـ قال : معـاوية، تجعله كاتباً بين يديك، قال: نعـم .. )) ) .

فهو سيكون محور الحديث .

وانا من البداية عندما سألت سؤالي إنما أردتك أن تذكر هذا الحديث ،،، ولكنك بترت الحديث ونقلت لنا جزء منه وتحرجت من ذكره كاملا ،،، وانت تعرف السبب !!!!!

لذلك سأضع الحديث كاملا" بين يديك وبين يدي الزملاء حتى يتسنى للجميع قراءته والإطلاع عليه وتدبره جيدا" .

الحديث كما جاء في صحيح مسلم :

صحيح مسلم


فضائل الصحابة


من فضائل أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه :




((( ‏ ‏حدثني ‏ ‏عباس بن عبد العظيم العنبري ‏ ‏وأحمد بن جعفر المعقري ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏النضر وهو ابن محمد اليمامي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عكرمة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو زميل ‏ ‏حدثني ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏ :


‏كان المسلمون لا ينظرون إلى ‏ ‏أبي سفيان ‏ ‏ولا يقاعدونه فقال للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يا نبي الله ثلاث أعطنيهن قال ‏ ‏نعم قال عندي أحسن ‏ ‏العرب ‏ ‏وأجمله ‏ ‏أم حبيبة بنت أبي سفيان ‏ ‏أزوجكها قال نعم قال ‏ ‏ومعاوية ‏ ‏تجعله كاتبا بين يديك قال نعم قال وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قال نعم ‏

‏قال ‏ ‏أبو زميل ‏ ‏ولولا أنه طلب ذلك من النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما أعطاه ذلك لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال نعم ‏ )))

http://hadith.al-islam.com/Display/D...Doc=1&Rec=5852




ويكفي قراءة الحديث جيدا" وقراءة شرح الإمام النووي عليه لمعرفة أن من روى الحديث ليس لديه حتى أدنى فكرة عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .

**********

1 - كما قال الإمام النووي أن الرسول تزوج ام حبيبة قبل أن يُسلم حتى أبا سفيان .

2 - أن طلب أبا سُفيان بالتأمير " إمارة " هو أصلا" طلب مرفوض لإنه يتعارض تماما" مع الحديث الذي يقول " من طلب الإمارة فلا تؤمروه "

لنصل الى نتيجة أن هذا الحديث إنما وضع حتى يُثبت كتابة الوحي لمعاوية فقط ، ولكنه وُضع تحت باب فضائل أبي سُفيان !!!!!!!



وهذا ما اكده إبن حزم وقال ابن حزم : هذا الحديث وهم من بعض الرواة ; لأنه لا خلاف بين الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة قبل الفتح بدهر , وهي بأرض الحبشة , وأبوها كافر . وفي رواية عن ابن حزم أيضا أنه قال : موضوع


ولا أعتقد أن هناك من يحترم عقله أو عقول الناس يقبل بمثل هذا الحديث ،،،


وهذا النوع من الأحاديث يفتح الباب أمامنا لدراسة هذه الظاهرة

" تأثير السياسي على الديني "

*******

وهذا ما سأقوم به إن شاء الله بالأيام القادمة على صفحات هذا المنتدى.

وشكرا" لك .