عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 27-06-2006, 04:41 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

"في مثل هذه الأجواء يتبجح اليهود بحق اليهود بالحياة والبقاء وينحون باللائمة على مطلقي القسام ولذا فإنني لو كنت فلسطينية لاستجبت لنداء الحكمة وأوقفت العمل بهذه "الخراطيش الإستراتيجية" المسماة بالقسام وأقول للعالم نحن الفلسطينيين نريد التفاوض وعندها ننتظر ونرى من بين الإسرائيليين سيمد أياديه للمفاوضات.. وبذلك تنجلي صورة الواقع ويضع الفلسطينيون الكرة في ملعب إسرائيل والمجتمع الدولي كي يضطلع بمهامه والتزاماته لإقامة دولة فلسطينية تشمل القدس والربط بين القطاع والضفة".

ولكن العالم سبق أن عرف الحقيقة طيلة عقود وقبل العمليات الاستشهادية دون أن ينتصر فعلا للفلسطينيين كما يجب؟

"هذه مسيرة طويلة ولكن كل صاروخ قسام أو عملية انتحارية داخل إسرائيل تصب الماء على طاحونة الكذب الإسرائيلية وتمنح المؤسسة الحاكمة الوقود لحملة "غياب الشريك" في الجانب الفلسطيني وعليهم المبادرة والتحلي بالذكاء بدلا من الاقتتال الداخلي الدائر اليوم. لا يكفي أن تكون محقا بل عليك أن تتحلى بالذكاء لفضح إسرائيل التي كانت ستتمسك بموقف غياب الشريك حتى لو خسرت حماس في الانتخابات كما حصل خلال وبعد وفاة الرئيس عرفات. كما ينبغي فضح مساعي إسرائيل الدائمة لعرقلة أبو مازن فكلما لاحت فرصة للتقدم سارع الجيش إلى اغتيال ناشط أو قائد ولماذا يدخل هو أصلا لنابلس ولجنين ويقتل المدنيين انتقاما من الفلسطينيين, ولماذا يتم التسريب عن نية إسرائيل تزويد أبو مازن بالسلاح.. أليست هذه محاولة للنيل من مكانته بين شعبه؟"

ولماذا لم يتحقق السلام مع الفلسطينيين حتى الآن برأيك؟

"هل تعلم لماذا لم نحقق السلام مع العرب بعد؟ لأننا التففنا حول الفكرة الصهيونية الإنسانية وسرعان ما تحوّلنا إلى مستعمرين. نحن حسودون وشهوانيون ونريد كل شيء لأنفسنا فقط، فبأي ديمقراطية تتغنى إسرائيل؟! هذه ديمقراطية منقوصة تحرم النساء والأقليات من المساواة المدنية ولا زالت تعاملهم بموجب نظام "الملة" العثماني. نحن لا نختلف عما كانت عليه جنوب أفريقيا من ناحية تعاملها مع العرب والفلسطينيين. حتى اليوم لا زالت إسرائيل تستخدم قوانين الطوارئ الانتدابية ضد المواطنين العرب داخلها، هذه القوانين إياها وصفها ديفد بن غوريون بأنها قوانين نازية. على سبيل المثال امتنعت إسرائيل عن هدم بيت قاتل إسحق رابين او بيت منفذ مذبحة الخليل باروخ غولدشتاين لكنها تقوم بهدم بيوت أسر منفذي العمليات الانتحارية. في إسرائيل يوجد قانون خاص باليهود وآخر للعرب".

وكيف ترين أثر احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967 على إسرائيل ومجتمعها حتى اليوم؟

"كوطنية إسرائيلية أقول جازمة إن أهم مصيبة لإسرائيل تكمن باحتلالها هذه الأراضي. نحن الإسرائيليين نلف أرجاء المعمورة ونملؤها بالحديث عن القيم اليهودية ولكن أين هي هذه القيم إزاء ما نصنعه بأيدينا للفلسطينيين. المدعي العسكري لا يخجل عندما يحجم عن محاكمة سائق جرافة يهدم بيتا ويقتل ساكنيه من الأطفال، أو جنود دخلوا صالونا لقص الشعر في الخليل وحلق رؤوس بعض الشباب فيها حتى العظم وهذا يذكرني بالنازيين. يتمتع الإسرائيليون بقوة بيد أنهم لا يدركون حدودها. كما أثر الاحتلال على إسرائيل بدفعها نحو المزيد من الكراهية العمياء وغمط حقوق المواطنين العرب فيها أكثر فأكثر. في مثل هذه الدولة فقط يستطيع أن يصل قاتل ومرتكب جرائم إلى مرتبة وزير للدفاع لافتة إلى أن ذلك ينعكس أيضا في تعامل إسرائيل مع المواطنين العرب الذين نخشى حتى الموت من تكاثرهم ولذلك يقترح بعض الوزراء ترحيلهم أو إقامة برلمان لليهود في العالم ومنحهم مواطنة إسرائيلية حفاظا على الصبغة والأغلبية اليهودية. هذا جنون وتأكيد على وجود برتوكولات "حكماء صهيون" فعلا. في أوروبا تمتع اليهود في دول عديدة بحكم ذاتي ثقافي واجتماعي لكن عندما يطالب عزمي بشارة بذلك للعرب في إسرائيل فإنهم ينعتونه بالخائن والمتطرف".
ــــــــــ
مراسل الجزيرة نت