عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 27-07-2006, 02:26 PM
الشاطري الشاطري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 127
إفتراضي

إن لحزب الله كل الحق في أسر جنود اليهود ، وله كل الحق في المطالبة بالإفراج عن أسراه ، وله كل الحق في ضرب العمق اليهودي في فلسطين ، وله كل الحق في مطالبة الحكومات العربية بالوقوف بجانبه ، ولكن ليس لحزب الله الحق أن يطالب المسلمين من أهل السنة بالوقوف إلى جانبه ، لأن الحزب لم يقف بجانب المسلمين في العراق وهو يرى إخوان مذهبه يقتلون المسلمين ويهتكون الأعراض ولا زالوا يفعلون ..

إن هذا الإنشقاق في الموقف من الحزب والبعد عنه ، ليس لكون الحزب حزب مغامر أو مورط للمسلمين أو حتى لكونه مجرد حزب رافضي ، بل هذا الموقف نتيجة خذلان الحزب للمسلمين وظهوره بوجهين : وجه يقف مع رافضة الفرس في قتلهم المسلمين في العراق ، ووجه يطالب المسلمين العرب بالوقوف معه ضد العدوان اليهودي !!

نحن نسأل الحزب :

ما الفرق بين قتال النصارى الذين يقاتلهم المجاهدون في العراق وبين اليهود الذين يقاتلهم الحزب ، أليس الفريقين من أعداء الإسلام ، أليس اليهود أنفسهم يقتلون المسلمين في العراق وجيوش إستخباراتهم تملأ الأراضي العراقية ، وقنابلهم تفتك بالقبور والمساجد والمناطق السكنية ، أتريدون أن تقفوا مع اليهود والنصارى ضد المسلمين في العراق ، ويقف المسلمون معكم ضد اليهود في لبنان !!

ما الفرق بين خذلان الرافضة للمسلمين في العراق ووقوفهم بجانب العدو المحتل ، وبين تصريحات حكام العرب الخونة ووقوفهم بجانب أمريكا واليهود في لبنان !!

ما الفرق بين فيلق غدر (المسمى بدر) الذي يقتل المسلمين ويعذبهم ويهتك أعراضهم ويستبيح منهم كل شيء في العراق وبين الموارنة الذين والو الأعداء والذين كانوا يحاربون اللبنانيين والفلسطينيين لصالح يهود ، وبين يهود الذين يقتلون المسلمين في لبنان وفلسطين !!

ما الفرق بين الرافضة الذين قتلوا ولا زالوا يقتلون المسلمين الفلسطينيين في العراق ويطردونهم من بيوتهم ويهجرونهم ، وبين يهود الذين يقتلون ويهجرون الفلسطينيين في فلسطين !!

لقد أتتنا أسئلة كثيرة من لبنان تستفسر عن جواز إطلاع يهود على أماكن تواجد حزب الله وقواعدهم السرية انتقاما لما فعله الرافضة بإخواننا في العراق ، وكان الجواب منا ومن غيرنا بأنه : لا يجوز ذلك ولا ينبغي ، ولو كان بنا واحد من الألف من جهل وحقد الرافضة لقلنا لهؤلاء بجواز هذا العمل ، ولكن أهل السنة أعقل من هذا وأحرص على مصالح الأمة ، وليس في قلبهم الغل والحقد الذي ملأ جوف الرافضة في إيران والعراق ..

ليست هذه الكلمات من باب الشماتة أو التخذيل ، فالموقف لا يحتمل ذلك ، ولكنها من باب البيان والتذكير ، فإن الأمور لم تخرج من الأيدي ، وقد يستطيع الحزب تدارك بعض الأمور ، ولكن عليه أولا أن يتغلب على نفاقه وحقده المذهبي ليقف مع الحق ضد الظلم في كل موقع ويجعل هذا دستوره ومنهجه ، فعقلاء الناس لا تُعجبهم التقلبات المزاجية ولا اللعب على الحبال المختلفة ولا تغرهم الفرقعات الإعلامية ، فإن كان الحزب جادا فعليه مراجعة مواقفه ومسائلة نفسه قبل غيره ..

لقد سأل الكثير من الناس عن موقفنا من الحزب في هذه الظروف : هل نساعده أم نخذله !! هل نقف معه أم ضده !! هل نفرح أم نحزن لتدميره !! والحقيقة التي غابت عن الكثير بأن هذه الحرب ليست حرب حزب الله ، بل هي حرب اليهود والنصارى (بقيادة أمريكا) على العامل الإسلامي كله ، وحزب الله عقبة صغيرة في وجه مخططهم العالمي المعد منذ سنين طويلة ..

لقد أراد هؤلاء الأمريكان إعادة "تنظيم" العالم الإسلامي وإخضاعه إخضاعا نهائيا لهم عن طريق إجراء بعض التغييرات وإزالة بعض العقبات (في ما يسمونه بمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يصلح أن يطلق عليه : مشروع الإفساد الخطير) ، فكانت حرب أفغانستان ثم حرب العراق ثم حرب لبنان وربما سوريا بعدها ، فحزب الله ليس عاملا رئيسا في المعادلة ، فهذه الحرب خطوة في طريق تحقيق هذا المخطط النصراني اليهودي الخطير ..

إن من أولويات المجاهدين في العراق وأفغانستان إفشال هذه الخطة الأمريكية اليهودية في العالم الإسلامي ، ولهذا انحاز المجاهدون في أفغانستان إلى الجبال لعلمهم بالوضع ولمعرفتهم بطول أمد هذه الحرب ، وقد كان تجهيز المجاهدين في العراق على أشده قبل اجتياح النصارى بغداد وبعد الإجتياح وسقوط النظام البعثي ، وكان أسد الفرات - برباطة جأشه وعظيم صبره وحنتكته ودهائه - يعد عدته للأمر ، فأفسد عليهم حلمهم وشتت تفكيرهم وحطم أحلامهم في بلاد الرافدين ما أدى إلى استعانة النصارى بالرافضة بعد أن أعياهم أسد الفرات رحمه الله تعالى ، ويعد موته من أعظم ما ألم بالمسلمين في هذه الحرب الضروس ..

إن الأمر الذي كان ينتقده "نصر الله" على الأمير الزرقاوي - رحمه الله – قد انقلب عليه ، فقد كان يتهمه بقتل الأبرياء وسفك الدماء (وهو يعلم علم يقين كذب ما ادعاه) وها هو اليوم يُتهم من قِبل أصحابه وأحبائه رؤساء الدول بالتسبب في قتل اللبنانيين وتدمير بلادهم ، فالتهمة هيه هي !! لقد ظلم أسد الفرات بكذبه فسخر الله من يرد عليه الصاع صاعين في أحلك الظروف ، فإن كان نعت الزرقاوي بالإرهابي فها قد نعته القوم بـ "سندباد" ..

سواء كان نصر الله يعمل لصالح إيران أم لصالح سوريا فالأمر لا يعنينا كثيرا لأن الأمر خرج عن سيطرة الدولتين ، والمبادرة في لبنان اليوم زمامها بيد الأمريكان الذين أرسلوا الصواريخ الذكية هدية لحليفتهم إيران جزاء تعاونها معهم في العراق وأفغانستان .. وها هي أمريكا تقترب من الحكومة السورية وتغازلها وتمنيها الأماني ، فماذا سيكون حال "حزب نصر الله" إذا عقد النصيريون اتفاقا مع الحكومة الأمريكية !! النصيريون ليسوا "إثنا عشرية" ، والإثنا عشرية يكفّرون النصيرية والنصيريون يبادلونهم التكفير ، وكل يعمل لمصلحته ، فما هو موقف حزب الله إذا باعهم النصيريون ، وسيفعلون !!

ماذا لو عقدت إيران صفقة مع أمريكا : تغض فيها أمريكا طرفها عن البرنامج النووي في هذا الوقت وتعطي الفرس الإيرانيين جنوب العراق مقابل تنازلهم عن حزب الله العربي اللبناني !! لو قدم الأمريكان هذا العرض فإنهم الإيرانيون سيتنازلون !!

إن خنفساء البيت الأسود "رايس" ما أتت للمنطقة للنزهة ، بل أتت لتساوم وتعقد صفقات مع الحكومة اللبنانية وحكومات الدول العربية وحتى حكومة إيران المصلحية ، فدولة يهود عند رايس وبوش وتشيني ترخص لها بعض التنازلات ، فصفقة هنا وأمر هناك وضغط هنا كفيل بأن يبيع الجميع "حزب الله" ليهود ..

إن هذه اللعبة اليهودية الأمريكية ما كانت لتنطلي على المسلمين وما كانت لتفرق جمعهم لولا المغامرات الرافضية الغبية في العراق ، فالكل اليوم يربط موقف حزب الله بموقف السستاني الفارسي الحاقد ، فما يفعله السستاني والمالكي والحكيم في العراق ينعكس على موقف المسلمين من حزب الله ، وما فعله هؤلاء في العراق يدفع حزب الله ثمن السكوت عنه الآن ..

لقد نادى العقلاء في العراق بوقف اعتداءات الرافضة الغبية على المسلمين ، ولكن القوم أعماهم الحقد الرافضي الممزوج بالبعد الفارسي ، ولقد كانت لبعض الرافضة مواقف عاقلة في العراق لكن الغالب عليهم سياسة الجنون والعمالة والخسة والدناءة والوقاحة ، وهذا ما غرس روح البغض والكراهه في قلوب المسلمين استفاد منه اليهود والنصارى ومرتدي العرب من الحكام وغيرهم ..
__________________
ضجت نجوم الليل من حسراتي
وشكى الفرات إلي من عبراتي
يا إخوة الإسلام يا أهل النهى
في الأرض يا من تسمعون شكاتي
يا إخوة الإسلام دونكم اللظى
مازال يحرق دجلتي وفراتي
ما ذنب أرملة تكفكف دمعها
ودموع أبناء لها وبناتي
أواه من جور الحصار ومن يد
تغتالني وتنام فوق رفاتي
انفخ ياوزغ فلن تعلو قدرك