عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 26-12-2006, 10:59 PM
fadl fadl غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 437
إفتراضي الصومال: انتصار اثيوبي مكلف

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...&storytitle=ff


الصومال: انتصار اثيوبي مكلف

27/12/2006

يشهد الصومال حالياً غزوا مسلحا اثيوبيا يحظي بدعم الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية. وتقف معظم الدول الافريقية والعربية موقف المتفرج تجاه ما يترتب علي هذا الغزو من آلاف الشهداء والقتلي من الصوماليين الذين يدافعون عن بلدهم وسيادته ووحدته الترابية.
السيد ميليس زيناوي رئيس اثيوبيا وقف يوم امس مثل الطاووس معلنا الانتصار علي قوات المحاكم الاسلامية، وهو انتصار قد يكلفه غاليا فيما هو قادم من ايام، لان القوي الكبري مثل بلاده التي تملك احدث الاسلحة الامريكية والطائرات يمكن ان تقصف مواقع الثوار والمتمردين وتلحق بهم خسائر كبيرة، ولكنها لا يمكن ان تنتصر عليهم، وله في الشعب الاريتري خير مثال. فكم من مرة اعلن حكام اثيوبيا الكبار، مثل منغستو هيلا مريام، الانتصار علي الثوار الاريتريين، وماذا كانت النتيجة النهائية للاحتلال الاثيوبي غير الهزيمة المهينة المذلة، والانتصار الاريتري!
قوات المحاكم الاسلامية هي مجموعة من المؤمنين الاطهار التي ارادت ان تضع حدا للفوضي الدموية، التي رسخها لوردات الحرب، وزعماء الميليشيات، وتعيد الاستقرار والوحدة لهذا البلد الممزق الفقير المعدم، ولقيت مسيرتها في هذا الاتجاه المشرف تأييد ومساندة الغالبية الساحقة من الصوماليين، الامر الذي مكنها من طرد قطاع الطرق وعصابات المافيا، وتحرير معظم المدن الصومالية من هيمنتهم واجرامهم، واعادة توحيد البلاد خلف نظام اسلامي وطني نظيف وعادل.
الولايات المتحدة التي مزقت وحدة الصومال، واطاحت بحكومته، ونسفت استقراره، وجوعت شعبه، لم ترض بهذا الانجاز، وتحركت لاسقاطه، والابقاء علي الصومال مرتعا للفوضي والميليشيات ولوردات الحرب، من خلال الايعاز للرئيس زيناوي بالتحرك عسكريا لمحاربة الاسلاميين، واسقاط حكومتهم، وهكذا فعل ويفعل.
الولايات المتحدة تدخلت وغيرت نظام الحكم في العراق، ودعمت عملاءها بالمال والسلاح، وارسلت اكثر من مئتي الف جندي لانجاح مشروعها، ومع ذلك لم تستطع توفير الامن لثلاثة كيلومترات مربعة من مدينة بغداد تسمي المنطقة الخضراء. فهل سينجح زيناوي في الصومال فيما فشل فيه الامريكان اسياده في العراق؟
اثيوبيا ستدفع ثمنا غاليا لتدخلها في الصومال من امنها الداخلي ووحدتها الترابية، والشيء نفسه يقال ايضا عن الولايات المتحدة التي تدعم هذا التدخل. فالصومال سيتحول الي حالة من الفوضي، ومرتع للجماعات الاسلامية، الداخلية منها والخارجية، ولكن بدعم شعبي صومالي هذه المرة. فمثلما انقلب الشعبان العراقي والافغاني ضد الولايات المتحدة والحكومات التي ارادت تنصيبها من خلال عملية ديمقراطية مغشوشة، سيفعل الشعب الصومالي الشيء نفسه، ولن يقبل بحكومة في مقديشو تفرضها اثيوبيا والولايات المتحدة بقوة السلاح.
اثيوبيا لم تعرف الاستقرار الا بعد وقف تدخلها في اريتريا والتسليم بحق شعبها في الاستقرار. الآن تعود قيادتها الجديدة لتكرار الخطأ نفسه، وتتدخل في الصومال بطريقة فجة، وهو تدخل سيعيدها الي مربع التوتر الاول. وربما يؤدي الي خسارتها اقليم اوغادين ناهيك عن تحريك ملايين المسلمين الاثيوبيين ضد النظام الحاكم في اديس ابابا.
__________________
abu hafs