الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #82  
قديم 14-05-2004, 01:53 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

رفعت رأسي وألقيت بناظري عليهما..فوجدته يقبل يدها.. وقتها لم أطق الإحتمال أكثر.. صبرت وتحملت..ولكن لا أستطيع.. نفذ صبري ولم أعد أطيق الإحتمال!
أمسكت حقيبتي.. وانسحبت بخفة تسبقني عبرتي التي أحسست بها تجري على خدي.. لم أحاول أن أرى أمامي فنظرت إلى خطواتي.. لم أرفع رأسي حتى وصلت إلى الباب.. خرجت بسرعه وكأني أهرب من شبح مخيف يلحقني..لم ألتفت ولم أفكر في النظر خلفي.. لم يكن يستقر في بالي سوى منظره وهو ممسكا بيدها يقبلها..كلما تذكرت تلك الصورة..كلما ركضت مسرعة حتى وصلت أخيرا إلى السياره..فتحت بابها وقفزت فيها بسرعه وهمست للسائق بألم: إلى البيت!

عينا نواف لازالت تبحثان.. ولكن عن ماذا تبحث؟ وعن أي شيء؟ اقتربت منه اخته نجوى وقالت: نواف هل تبحث عن شيء؟
نظر إليه وقال بعد أن طال صمته: أهل صاحبي سعود.. ألم يحضروا؟
أخذت تفكر قليلا ثم قالت: وما أدراني أنا؟ كنت مع صديقاتي هناك...
واشارت بيدها إلى ناحية من القاعه ثم استطردت بزهو: انظر تلك هي غادة وبجانبها فجر والأخرى الجميله تلك اسماء.. وتلك..
قاطعها نواف قائلا: نجوى! ألا تخجلين؟ تشيرين لي لأرى صاحباتك؟
نكست نجوى رأسها بخجل وتمتمت معتذره..قال لها نواف: اذهبي لحصه واخبريها أني اريدها حالا...
بتململ قالت: حسنا سأفعل..
ذهبت نجوى بين الجموع تبحث عن حصه حتى وجدتها على أحد الطاولات تتحدث مع سيدة ما.. همست في أذنها: حصه..يريدك نواف..
التفتت اليها وقالت: حسنا حسنا.. سأذهب له الآن..ثوان فقط..
قالت نجوى: يقول الآن ولا تأتي بدونها..
بابتسامة مصطنعه قالت حصه: حسنا نجوى قلت لك سآتي. .
أعادت نجوى حديثها فصاحت بها حصه: قلت لك حسنا..اغربي عن وجهي الآن!!
ذهبت نجوى وهي تضحك..فلقد كانت هوايتها.. أن تثير أعصاب من حولها.. وخصوصا حصة ونواف..
استأذنت حصه ممن كانت تحادثها وذهبت لترى أخيها.. اقتربت منه وقالت: خير يا نواف..
نظر إليها وقال: حصه.. ألم يأتوا أهل صاحبي ؟؟
- تقصد أهل سعود؟؟
- أجل أقصدهم..ألم يأتوا؟؟
هزت رأسها نافية وقالت: لا لم يأتوا..
فتح عينيه ذاهلا فاستطردت: لم يأتي منهم أحدا سوى روز.. أخته..
فغر فاه وتمتم: روز؟
أجابت باسمه: أجل اسمها روز أتصدق؟ وكم هم جميلة ومحترمة روز هذه..
حاول نواف جاهدا ضبط نفسه فقال: أين؟ لا أرى أين هي جالسه!
- انظر هناك بالطاولة التي أخبرتني!!
نظرت هي حيث أشارت ونظر هو راجيا من كل قلبه أن يراها ولو للمرة الأخيره!!
صاحت حصه: أين هي؟؟ أرحلت؟؟ آه يبدو أنها رحلت.. ولكنها كانت تجلس هنا.. على هذا الكرسي هناك..
نظر نواف إلى الكرسي الفارغ.. فأحس وكأنه يتجرع كأس مر تسري محتوياته الكريهه في كل جسده وأوصاله.. روز رحلت؟؟ ودون أن يراها؟ كانت هنا..على هذا الكرسي بالذات كما خطط.. أمام ناظريه..فلم يميزها.. أجل أطال النظر إليها ليس لأنه عرفها.. بل لأنه سرح يفكر فيها.. ولم ينتبه إلى اين ينظر..
أجل نظر إلى تلك الهاربه منذ دخوله.. ولكنه لم يعتقد أنها هي.. روز هي الهاربه.. ربما دق قلبه بعنف لأجلها.. ولكنه لم يعتقد أبدا أنها روز.. يا إلهي ما أغباني.. هنا أمامي ولا أراها؟ تلك كانت فرصتي الأخيرة..وقد أضعتها..فأي فرصة أخرى بقيت لي؟ لا فرصة.. ولا أمل.. لن اراك يا روز أبدا.. ويحي.. ما أغباني.. سامحيني أرجوك.. سامحيني لأني لم أميزك.. ولكن القلب ميزك..دق بعنف عندما رآك.. ولكن يا ويح قلبي.. لم يترجم عقلي دقات قلبي ترجمه صحيحة..فلم يعرف أنه دق لأنه رآك..وليس لأنه خائف.. ليتك تعودين.. تطلين من الباب فأراك.. أرى عينيك فتبقى ذكراهما للأبد في مخيلتي.. فقط لثواني عودي.. أطلي واذهبي.. أعيدي الفرحه في قلبي ثم انتشليها فلا رغبة لي بها من بعدك.. أرجوك عودي.. ولو لثوان!!
قطع دعواته وأمنياته..صوت أزعج أذنه في بادئ الأمر..إلا أنه أكتشف..أن الصوت..هو صوت زوجته..التفت إليها بسرعه فقالت: وأخيرا يا نواف؟
- مابك يا عزيزتي؟
- أنت ما بك؟ إلى أين ذهبت؟
- ذهبت؟
سكت هنيهة ثم قال بتألم: إلى حيث تكون السعاده..
ابتسمت بعذوبه وقالت: وهل تجد السعادة مع شخص آخر غير معي؟
أجاب: أنت سعادتي.. ولا سعادة لي إلا بإسعادك حبيبتي..
همست له: هيا إذن.. حان وقت المغادرة.. أم أن المكوث هنا أمام أعين الجميع الفضوليه يعجبك؟
- بالطبع لا هيا نغادر..
تأبط ذراعها ووقف معها.. ساروا تزفهما أشجى الألحان وأعذبها وهما يتوجهان إلى الخارج.. حيث سيغادران.. إلى عشهما السعيد!


يتبع..
الرد مع إقتباس