الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #83  
قديم 14-05-2004, 01:55 PM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

امر ما حصل!


كانت الدنيا ليل.. وكل شيء مظلم من حولي.. وكذلك هي عيناي.. مظلمه.. لا ترى النور.. ولا ترى ما أمامها..
كانت الشوارع مضاءة إنما أراها معتمه.. مظلمة وكئيبه.. لم أرى فيها بصيص نور..كيف أرى النور ولم أعد أرى الدنيا سوى بمنظاري الأسود؟
كانت السيارة تسير.. وأنا في حالة لا يعلم بها إلا رب العالمين.. كنت هائمة على وجهي.. لا أحس بما حولي..ولا أشعر بما يدور.. كأني فاقدة الوعي.. فاقدة الإحساس.. أحس بأني أتحرك بتحرك السيارة.. ولكني لا أعي ما يحدث.. أتحرك؟ وما يعني هذا..وإلى أين؟
فكري سارح بلا شيء.. يشغله الفراغ.. لا لم أكن أفكر.. أبدا..فقط.. كنت بلا وعي..
صوت قوي تبعه وقفة عنيفة للسيارة جعلت جسمي يصطدم بالكرسي أمامه بقوه.. صحوت من غفوتي وصحت: ماذا هناك؟ ماذا حصل؟
أجابني السائق: هل أنت بخير؟؟
- أجل ولكن ماذا حدث؟
- لا تخافي.. حادث بسيط..
صرخت فزعه:
- حادث!!!
- أجل ولكن لا تخافي حادث بسيط.. اتصلي بسعود وأخبريه أن يأتي..
بحثت في حقيبتي ولم أجد محمولي..عرفت أني من العجله والخوف لم آخذ محمولي قبل خروجي من المنزل!!
- لم أحضر محمولي! ما العمل؟؟
- سأكلمه من المحل القريب هناك..
وأشار يده إلى محل يبعد بضعة مترات..
ترجل السائق من السيارة وتبعته أنا بعيني.. وبدأت أرجف.. لا أدري أكانت رجفتي خوفا من الموقف.. أم أنها كانت بتأثير حرارتي المرتفعه!!
أراهم يتحدثان.. يؤشران بأيديهما إلى مكان الاصطدام.. يعاين كل منهما سيارته.. فيعاودان الحديث..وبعد برهة..عاد السائق ومعه شيء بيده..وقف أمام نافذتي ففتحتها له.. مد يده ليعطيني ما كان بيده..سألته بذهول: ما هذا؟ من أين أحضرته؟
أجابني: هذا محمول الشاب الذي اصطدم بسيارتنا.. أخذته لأحادث سعود..خذي يريد الحديث معك..
أخذته بأصابع مرتجفه وهمست بصوت متحشرج:
- ألو سعود..
- روز هل أنت بخير؟
- أجل أنا بخير.. أنا بخير يا أخي ولكن صدمنا احدهم ونحن عائدون إلى المنزل
- أخبرني السائق بذلك.. ولكن أخبريني ألم تتضرروا؟
- لا نحن بخير.. ولا أعلم عن من صدم السياره.. سعود أرجوك تعال بسرعه.. أرجوك لا تتأخر أنا خائفه..
- لن أتأخر يا روز أعدك.. ولا تخافي..فقط أعطني السائق ليخبرني بمكانكم..وأنتي ابقي في السياره حتى آتي..
- حسنا..
مددت يدي وأعطيت السائق المحمول وقلت له:يريدك سعود..
ومن ثم عدت وانزويت في مكاني.. ارتجف حتى كانت ضلوعي تصطك ببعضها وتحدث صريرا مهولا..
وفعلا سعود دائما عند وعده.. فلم يتأخر.. قليلا وإذا هو عندنا.. عندما رأيت سيارة سعود توقفت بقربنا.. نزلت مسرعة من السيارة ووقفت في مكاني.. اقترب مني سعود.. نظر إلي متفحصا وهو يمسك بيدي ويعاين وجهي وسائر جسدي ثم قال:
- هل أنت بخير؟
لم أجبه..بل ارتميت بين ذراعيه أرجف باكيه.. أدفن وجهي بين ضلوعه فلا أرى ما يدور حولي..
مسح على رأسي من فوق حجابي وقال: روز صغيرتي لا تخافي.. لم يحدث شيء.. أنظري أنتم بخير.. والسيارة بخير.. لا تخافي ولا تبكي.. لا يستحق الموضوع كل هذا البكاء.. أتريدين أن تنظري إلى السياره؟؟ هيا تعالي..
هززت رأسي بالنفي ..رفعت رأسي ونظرت إليه وقلت: الشاب.. كيف حاله؟؟ هل هو بخير؟؟
نظر سعود بعيدا لوح بيده ثم قال: أجل إنه بخير.. أنظري هاهو أمامك معاف لا شيء به.. أجلسي يا روز هنا وسأذهب لأتفاهم مع الشاب..
دخلت السيارة وتسمرت في المقعد ناظرة إليهم.. محاولة أن أعرف ما يحصل بينهم ولكن دون جدوى..
اقترب سعود من الفتى فمد له الفتى يده مصافحا.. فصافحه سعود.. أبتدأ الشاب حديثه قائلا:
- أعذرني يا أخي لم أكن أقصد ولكني لم أنتبه أن الإشارة أصبحت حمراء.. كنت أحسبها لازالت خضراء.. أعرني يا أخي.. وأنا مستعد لتحمل كل شيء.. أنا أعترف أنها غلطتي.. وأنا مستعد لتحمل كل ما تأمر به..
ابتسم سعود فقال للفتى: ما اسمك يا شاب؟
- اسمي زياد.. زياد عبدالرحمن..
- ونعم بك يا زياد..
- اسمع يا زياد.. يبدو أن الحادث ليس بذلك السوء..
قاطعه الفتى: ولكن أنا المخطئ وأنا من يجب أن يتحمل تكاليف تصليح السيارة..
هم سعود أن يتكلم إلا أن السائق هتف يناديه: سعود.. تعال بسرعه..
- ما بك؟
- روز.. لا أعلم ما بها.. يبدو أنها تعبه..
- روز؟؟
شرع أن يغادر إلا أنه تذكر الفتى فقال له: أعذرني يجب أن أذهب.. نتحدث لاحقا..
- خير ماذا حدث؟؟
- لا اعلم سأذهب لأرى.. إلى اللقاء..
ركض سعود نحونا إلا أن زياد استوقفه قائلا: كيف لي أن أتصل بك؟ لا أعرف رقمك؟؟ولا أعرف اسمك حتى!
- لا أدري لاحقا لاحقا..
لم يعرف سعود كيف يجيبه.. فلقد أخافه السائق بقوله..(لا أعلم مابها).. فجاء راكضا ليرى ما حل بي..
جاءني سعود.. هتف يناديني: روز.. روز..
لم أجبه فقد كنت فاقدة الوعي.. ولم أشعر بما حولي..
مس جبيني بيده فوجد أن حرارتي مرتفعة جدا.. قال: ويحي.. حرارتها مرتفعه.. يجب أن أوصلها للمستشفى..
التفت إلى السائق فلم يجده.. لا يعلم أين ذهب.. صاح يناديه فلم يجده حوله..
- سليم.. أين أنت؟؟
ولكن بلا فائده.. لا أعلم أين هرب سليم.. لم يعرف سعود كيف يتصرف.. يريد أن يوصلها للمشفى ولكن كيف يقود وروز أخته الصغيرة بهذه الحاله.. لا يستطيع.. يريد المساعده.. ولكن من يساعده؟؟


يتبع..
الرد مع إقتباس