[ميموزا]

المعتمد ... انتبه لما ذكره الرذاذ ، فهو يصلح محاور لأسئلة لشاعرنا الكبير في المكاشفة ، وإن كنت أظن أنه كثيراً ما وجهت له مثل هذه الملاحظات !

الرذاذ ... نتفق جميعاً على صدق انتماء العشماوي لأمته ، وصواب توجهه للنهوض بها ، وهذا أمر لا يخفى .
ولكن نختلف قليلاً في جوانب تجربته الإبداعية :
1) لا أظن أن العشماوي قد ضحى بالصورة في سبيل الفكرة ، فدواوينه زاخرة بالصور الجميلة المعبرة المبتكرة ، ولا تكاد تخلو قصيدة له من جديد في التصوير ، القراءة المتأنية للعشماوي تنصفه في هذا المجال .
2) إلقاء العشماوي مميز وساحر حقاًّ ، ولكن هذا الإلقاء الجميل لا يسلب القراءة متعتها ، وإلا فإن ما ينطبق على العشماوي ينطبق على نصوص شعر الحماسة من العصر الجاهلي إلى عصرنا ، فجمال الشعر الخطابي يكمن في إلقائه المعبر .
3) الغزل عند العشماوي ليس معدوماً ، وحسبك أنت تقلب صفحات ديوانه ( إلى حواء ) ، ثم إننا لا نستطيع أن نرغم الشاعر على الكتابة في شيء يصطنعه اصطناعاً ، وكعب وغيره من الشعراء الفحول تغزلوا ؛ لأنهم لم يتحرروا بعد من قالب القصيدة الجاهلية ، بدليل تمرد الشعراء في العصور اللاحقة على هذا القالب النمطي للقصيدة .
هل تقدح أيها الرذاذ في شاعر ينأى بنفسه عن الشعر السياسي في عصرنا ؟؟؟ لا أظنك تفعل . فكيف تعيب على العشماوي بعده عن الغزل ، وإن كنت لا أسلم لك بهذا فالعشماوي له غزل رقيق ، وله قصائد يرد بها على من يعاتبه في قلة شعره في هذا الغرض الإنساني ، وإن كنت لا أستبعد أنه يحتفظ لنفسه بقصائده الغزلية ؛ لأن الصورة المتوارثة تقول إن المناضل يجب أن يكون بلا قلب ؛ ليصدقه الآخرون ، أو بعبارة أخرى عليه أن ينحي قلبه ، فلا ينافس القضية التي نذر نفسه لها !
جانبت الصواب أيها الرذاذ عندما قلت إنه وسط !!! نعم نحن مثلك نتوقع من العشماوي المزيد ، فهو يملك الموهبة الناصعة ، ويملك ناصية اللغة والعلم الذي يحقق له السبق والتفرد ، ولكنه رغم تقصيره في هذا الجانب الفني قليلاً ، ليس شاعراً وسطاً ، ونصوصه تشهد له .