عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 02-03-2006, 12:23 AM
noor35 noor35 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 30
إفتراضي

والان هل رأيتم كم هي غبية النخبة الايرانية الحاكمة التي تحفر قبر ايران عبر ضربات فؤوسها في العراق ؟ وهل رأيتم كيف يقودها غباءها وحقدها التاريخي على الامة العربية الى ان تخدم مخطط امريكا ، وهي تظن انها تنفذ مخططا يخدم ايران ويمهد لاقامة اقليم نفطي ايراني يضم المنطقة الشرقية من السعودية مستغلة السرطان الطائفي ، وما تستطيع السيطرة عليه من مناطق الخليج ذات الكثافة السكانية الايرانية ، اضافة لفدرالية الجنوب والوسط في العراق ونفط وغاز الاحواز ؟ بهذه الثروة الهائلة تظن ايران انها قادرة على اقامة اول امبراطورية فارسية تحكم العالم الاسلامي تحت غطاء الاسلام الصفوي ! لكنها نسيت ان امريكا ومعها اوربا تقفان ضد هذا التوجه بقوة .

توطين الفلسطينيين والشرق الاوسط الكبير

اذا درسنا المخطط الامريكي الاسرائيلي بدقة نجد ان تقسيم العراق الى ثلاثة فدراليات ما هو الا تمهيد لتوطين الفلسطينيين في غرب العراق في اطار صفقة اقليمية كبرى ، فعزل غرب العراق وافقاره عمدا ، بتجريده من نفط بغداد الغزير، سيجعله محتاجا للدعم الدولي والعربي ماليا ، وسيمهد ذلك لقبوله بحتميتين لا مفر منهما : الحتمية الاولى توطين الفلسطينيين فيه لحل المأزق الكبير الحالي في عملية التسوية ، المتمثل في رفض اسرائيل عودتهم الى وطنهم مقابل اصرار الشعب الفلسطيني على العودة وحقها ، خصوصا وان ذلك سيقترن بتقديم مساعدات مالية للموطنين وللمنطقة التي سيوطنون فيها . اما الحتمية الثانية فهي دمج غرب العراق فيما بعد بكونفدرالية اردنية – اسرائيلية يخطط لها ان تصبح قوة اقليمية مهيمنة تخفي السيطرة الاسرائيلية الفعلية وتموهها . وهذا الحل سيسمح بازالة العراق نهائيا من خارطة المنطقة ، وهو هدف اساس للصهيونية الامريكية ولايران .

وبقيام الكونفدرالية هذه وحل اشكال عودة اكثر من أربعة ملايين فلسطيني ستمهد الطرق لقيام (الشرق الاوسط الكبير) ، وهو كيان قوي يتشكل من تحالف اقليمي يضم تركيا وما سيتبقى من ايران ، التي ستصل الى زعامتها عناصر موالية لامريكا علنا ودون غطاء ، وانظمة عربية ستصل اليها زعامات جديدة . اذن ما يجري في العراق ليس مجرد مبادرة ايرانية حرضت عليها امريكا عبر تصريحات السفير الامريكي بل هي تنفيذ لخطوات اساسية في مخطط امريكي- اسرائيلي واسع يشمل المنطقة كلها .

ولكن المقاومة بالمرصاد لامريكا وايران

كل هذه الخطط الامريكية ، المنطوية على اهداف اسرائيلية ، والايرانية المكملة لخطط امريكا والخادمة لها ، لم تفلح ، فكما افشل الشعب العراقي بقيادة مقاومته المسلحة الخطط السابقة لاثارة فتنة طائفية او اقتتال عراقي – عراقي فان فتنة تفجير مرقد الامام علي الهادي فشلت هي الاخرى . كيف فشلت ؟ ومن افشلها ؟ لقد فشلت المؤامرة الامريكية - الايرانية بسبب تلاحم ابناء الشعب العراقي بمختلف اطيافه ووقوفهم ضد أي فتنة طائفية او اثنية تقود الى تقسيم العراق ، وكانت الخطوة الاولى هي رفض الانسياق وراء جرائم ودعوات ذوي الملابس السود، من جيش المهدي وغيرهم ، والذين كانوا راس الحربة في تنفيذ المخطط التقسيمي ، بل حدث العكس فلقد تعاون كل ابناء العراق كل في منطقته لحماية الامن والمواطنين العراقيين كافة ، وكان لتوجبهات الحركة الوطنية العراقية ، بكافة تنظيماتها الحزبية ، دور حاسم في تشكيل اللجان الشعبية الوطنية في اغلب المناطق التي تعرضت لانتهاكات المقدسات الدينية وللقتل على الهوية الطائفية .

اما الخطوة الثانية البالغة الاهمية فكانت نزول المقاومة الوطنية العراقية الى الشارع لحماية المواطنين من حملات التصفية الجسدية وتخريب المساجد ، واشتبكت المقاومة مع عصابات الاجرام التي انتشرت في محافظات القطر بحماية وتشجيع القوات الامريكية ، والحقت بها هزائم كارثية واسرت عددا من افرادها اعترفوا بانتمائهم لجيش المهدي وفيلق بدر وان الاوامر لديهم كانت ابادة السنة في كل مكان يصلون اليه لتفجير فتنة طائفية . ان المعارك البطولية للمقاومة في بغداد خصوصا في الاعظمية والدورة والشرطة الخامسة والتي حسمت معارك العراق ، كانت نتيجة اوامر صارمة من قيادة المقاومة بالقضاء الفوري والسريع على مثيري الفتنة ومرتكبي الجرائم ضد العراقيين ومساجدهم وحسينياتهم .

وكان التوجيه الاول الذي عممته المقاومة وحزب البعث العربي الاشتراكي في صفوف العراقيين يؤكد على ان ما يجري ليس صراعا طائفيا ابدا بل هو مؤامرة امريكية - ايرانية لتقسيم العراق ، ولذلك فان كل العراقيين ودون استثناء مسئولين عن دحر المؤامرة بالتقيد التام بالثوابت الوطنية العراقية ، وفي مقدمتها ان مشكلة العراق الاساسية والتي تتحكم بالقضايا الاخرى هي الاحتلال الامريكي للعراق ، وليس أي موضوع او مشكلة اخرى ، بما في ذلك الدور الايراني الاجرامي والذي يعد امتدادا للدور الامريكي وخادما له ومعتمدا عليه . ويجب ان لا ننسى ابدا انه لولا امريكا لما دخلت عصابات ايران العراق ، ولولا التعاون الامريكي – الايراني لما بقي عملاء ايران في العراق ولما استطاعوا تولي وزارة الداخلية غيرها وارتكاب جرائمهم ضد الشعب العراقي ، ومن ثم فان زوال الخطر الايراني مرتبط بزوال الاحتلال الامريكي ولا يمكن قبول رؤية الاعور الدجال الذي يقول يجب ان نتحالف مع امريكا ضد عملاء ايران فتلك لعبة امريكية مكشوفة هدفها كسب عملاء جدد لدعم احتلالها للعراق .

وحينما رأت عصابات الاجرام العميلة لايران وامريكا ان المقاومة مستعدة لوأد الفتنة اخذت تهرب من الميدان كلما رأت المقاومة تحرس الناس واماكن العبادة ، كما حصل في شارع الربيع عندما أتى جيش المهدي في باصات كثيرة واراد حرق جامع الملا حويش هناك ورأى افراد المقاومة منتشرين فوق السطوح وزوايا الشوارع المؤدية الى الجامع، فهرب بسرعة متجنبا الاشتباك مع اسود العراق . ومما له دلالات مهمة تتعلق بالدور الامريكي ملاحظة ان القوات الامريكية كانت تتفرج على اعمال القتل والتخريب ولا تتدخل مادام عملاء ايران ينجحون في تنفيذ المخطط التقسيمي ، لكنها كانت تتدخل حالما تلاحظ ان المقاومة تلحق الهزيمة بالعملاء من جيش المهدي وفيلق بدر ، وهذا هو ما حصل في الاعظمية والدورة بشكل خاص ، حيث تدخلت الطائرات الامريكية والمارينز لمساعدة جيش المهدي ضد ابناء الشعب العراقي .

والسؤال المهم هنا هو التالي : هل ما حصل حربا اهلية كما روجت الجهات الاعلامية المعادية ؟ الجواب القاطع كلا ، فالمعارك التي دارت وتدور ما هي الا امتداد طبيعي لمعارك التحرير التي ابتدأت منذ غزو العراق ، وكان فيها دائما طرف عميل للاحتلال، افراده في المرحلة الاولى جاءوا من الخارج مع الاحتلال ولكن تطور حرب التحرير وانتصارات المقاومة اجبر الاعداء المشتركين في الغزو، وفي مقدمتهم امريكا وايران ، على الزج بعناصر اخرى لم تات من الخارج بل تشكلت في الداخل وفي مقدمتها جيش المهدي . ان اشتراك عراقيين في حرب التحرير الى جاني المحتل امر طبيعي في كل حروب التحرير ولم تقع حرب تحرير من الاحتلال الا وبرزت ظاهرة وجود جيش او تنظيمات مسلحة محلية تعاون مع الاحتلال ضد المقاومة الوطنية المسلحة ، لقد حدث هذا في الجزائر وفيتنام وغيرهما .

يتبع ص3