عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 02-03-2006, 12:24 AM
noor35 noor35 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 30
إفتراضي

ان اشتراك مواطنين محليين في العمل المسلح ضد المقاومة الوطنية المسلحة لا يعني نشوب حرب اهلية ، فالقتال ضد قوات الاحتلال ومن ينخرط تحت قيادتها هو احد اهم قوانين حروب التحرير ، بغض النظر عن حجم الاطراف المحلية الداعمة للاحتلال ، فمثلا كان الجيش الفيتنامي العميل لامريكا في جنوب فيتنام يبلغ تعداده مليون جندي فيتنامي ، مزودين بافضل الاسلحة الامريكية الثقيلة والمعقدة ورغم هذا العدد الضخم من العملاء والاف الدبابات ومئات الطائرات ، لم ينظر احد الى حرب فيتنام على اساس انها حرب اهلية ، بل كان هناك اجماع على انها كانت حرب تحرير وطني ، وهذا ينطبق على حرب تحرير الجزائر ايضا ، حيث شكل جيش من الجزائريين المتعاونين مع الاحتلال الفرنسي هرب مع هروب الجيش الفرنسي .

ان الحرب الاهلية تعني تحديدا انقسام المجتمع الى قوتين متقاتلتين على اساس الانتماء الطائفي الصرف او غير ذلك من الاسباب ، وفرز الخنادق بوضوح بين المتقاتلين بلا غموض او ارتباك ، فهل ينطبق هذا على العراق ؟ الجواب هو كلا لان ماجرى لم يكن قتالا بين السنة والشيعة كما روج عملاء امريكا وايران بل كان بين عملاء الاحتلال ، مدعومين من قبل قواته ، وبين القوى الوطنية العراقية كافة وطليعتها : المقاومة المسلحة . والجديد في هذا التطور هو ان جيش المهدي بعد ان كان يدعي انه ضد الاحتلال انضم رسميا الى معسكر العملاء بزعامة ابراهيم اشيقر ، واكمل هذا الالتحاق بقيامه بالدور الاخطر في عمليات القتل والتدمير ضد ابناء العراق ومساجدهم ، وهذا امر متوقع وطبيعي من تنظيم قام على اساس تغليب الولاء للطائفة على الولاء للوطن . لقد شاهد العراقيون جميعا روح الوحدة الوطنية العراقية وهي تتجسد في اللجان الشعبية التي ضمت الشيعي والسني والكردي والتركماني والمسيحي وغير ذلك من مكونات الشعب العراقي والتي حمت المواطن ومقدساته من الاعمال الاجرامية للعصابات الصفوية الايرانية .

ويجب هنا ان نوضح بعض الحقائق المهمة ، فمنذ شهور تجري محاولات امريكية ، تنفذ بادوات عربية وايرانية ، لتصفية او احتواء المقاومة المسلحة عبر شقها ، وشن حملة اجتثاث كبرى وسريعة للبعث جسديا، مقترنة بنشاط واضح لمخابرات انظمة عربية توجهها المخابرات الامريكية ، يهدف الى اصطياد مغفلين من داخل الحزب باسم التفاوض مع الاحتلال وترتيب حل معه ، احيانا باسم مبادرات معينة ، بعيدا عن مواقف المقاومة والحزب . وهذه الخطة تنفذ بعد ان رفض البعث والمقاومة الوطنية عقد أي مساومة تتناقض مع الاهداف المعلنة للمقاومة ، والمتجسدة في البرنامج الستراتيجي والسياسي للحزب والمقاومة ، وفي مقدمتها الانسحاب الكامل وغير المشروط لقوات الاحتلال واستلام المقاومة للسلطة وليس التكنوقراط تحت اشراف الامم المتحدة او الجامعة العربية ، كما تقترح بعض الجهات الهامشية التي وقعت في احدى مصائد المغفلين ، والتي ورطتها سذاجتها المفرطة في موقف لا تحسد عليه .

وفي هذا الاطار اصدرت المخابرات الايرانية الاوامر لعملاءها في العراق منذ اكثر من شهرين باعداد قوائم اغتيالات لكل البعثيين وبغض النظر عن مستواهم الحزبي ، على ان يتم ذلك قبل شهر نيسان – ابريل القادم ! ما معنى هذا ؟ ولماذا قبل نيسان ؟ دعونا نشرح هذا الامر . لقد شهدت الشهور الاخيرة حملات منظمة في الانترنيت وباسماء وهمية وبدون اسماء وباصدار بيانات مزورة بأسم البعث او تهاجمه وتشكك في دوره في المقاومة ، وتستفز رموزا وطنية بكلام بذئ وساقط لاجل جرها الى معارك جانبية ، وكان ابرز ما في هذه الحملة التاكيد المتكرر على وفاة المجاهد عزة الدوري القائد الميداني للمقاومة الوطنية العراقية ، رغم الرسائل التي صدرت عنه . وبسرعة عرفت المقاومة والحزب ان الاحتلال يختنق اكثر مما مضى وانه مقبل على مغامرات دموية جديدة ضد الحزب والمقاومة .

كل هذه المحاولات كانت عبارة عن مخطط كبير ارادت به امريكا ان تهيأ لانسحابها من العراق بتغيير واقع بغداد ، اما بالقضاء على امكانيات المقاومة الوطنية فيها ، او بتحييدها من خلال اضعافها وشقها او اغتيال كوادرها ، وتحويلها من قوة متحكمة ببغداد شعبيا وعسكريا الى قوة ضعيفة او ثانوية ، وبذلك يفك الحصار عن المنطقة الخضراء وتصبح بغداد عاصمة لحكومة تتمتع ببعض مقومات أي حكومة ومنها انها تسيطر جزئيا على العاصمة ، وتستطيع توقيع اتفاقيات ستراتيجية واقتصادية مع امريكا .

اذن ما جرى ليس مظهر قوة للاحتلال او عملاءه بل هو على العكس دليل ضعف ويأس امريكي – ايراني ، وهذا اليأس تعزز وترسخ بفضل الرد الحازم والقوي للمقاومة العراقية على عصابات الجريمة المنظمة ، من جهة ، وافشالها لهدف جرها الى معركة غير معركتها التي تعد لها في اللحظة التي سينهار الاحتلال فيها او يضطر للتفاوض ، من جهة ثانية .

واخيرا وليس اخرا لقد نجحت المقاومة في منع امريكا من اكتشاف نقاط الضعف والقوة لديها عسكريا وبشريا وماليا واستخباريا ، والتي كانت المعارك التي نشبت بعد تفجير المرقد تستهدف التوصل اليها استعدادا للمعارك الكبرى الحاسمة التي سيشهدها العراق اعتبارا من نيسان – ابريل القادم والتي يهيأ لها طرفي الصراع وهما امريكا والمقاومة الوطنية العراقية . ان قرار الانسحاب الامريكي هذا العام لن ينفذ الا اذا جرت عملية اضعاف كبيرة للمقاومة ، سواء بالاغتيالات او بالشغب واختراق المقاومة والحزب ، كي تستطيع حكومة العملاء البقاء في الحكم دون تهديد كبير لها من قبل المقاومة الوطنية . وعلينا ان نتذكر ان هنري كيسنجر شيطان الصهيونية الامريكية قد قال ، وكرر القول، ناصحا ادارة بوش بان تنسحب ولكن بعد توجيه ضربات قاسية للمقاومة لمنعها من تهديد العملاء .

اما خطة ايران تنفيذ حملة اغتيالات للبعثيين بحيث تقتل كل بعثي قبل نيسان القادم فان هذا المخطط الايراني فاشل سلفا ، رغم اغتيال عشرات العسكريين الوطنيين والكوادر المناضلة من البعث والاسلاميين ، لان المقاومة، بكافة فصائلها ، والحزب اقوى بكثير من كل امكانيات امريكا وايران ، كما اثبتت تجارب الاعوام الثلاثة السابقة ، فالرد الذي ارعب عملاء ايران في المعارك الاخيرة لم يثبت ان المقاومة هي القوة الاعظم المقررة في العراق فقط بل اكد ايضا ان البعثيين المتغلغلين في كل مفاصل الحياة في العراق والذين يملكون اكبر واقوى الاذرع السياسية والعسكرية والاستخبارية والاجتماعية في العراق هم العامل الحاسم والمقرر الرئيسي ، وان لا تغيير في العراق بدون ارادتهم وقرارهم الحاسم هم وحلفاءهم الاسلاميين وغيرهم .

المجد لشهداء تحرير العراق .

عاشت المقاومة الوطنية العراقية المسلحة الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي .

النصر او النصر ولا شيء غير النصر .

salahalmukhtar@hotmail.com

منقول