عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-05-2006, 12:52 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي الأزهر .. تعيش وتفتكر .

هايدى إبراهيم – ولاد البلد :

--------------------------------------------------------------------------------
الأزهر كما يقول التاريخ مسجد بناه جوهر الصقلي بعد عام من فتح الفاطميين لمصر، وبعد أن أنشأوا قاعدة ملكهم الجديدة مباشرة، وفتح للصلاة في شهر رمضان عام 361هـ، وزاد كثير من ولاة الفاطميين في بناء المسجد وجعلوه معهداً علمياً وأنشأوا به ملجأً للفقراء، وتغيّر الحال في عهد الأيوبيين، فمنع صلاح الدين الخطبة من الجامع وقطع عنه كثيراً من المال وانقضى نحو قرن من الزمان قبل أن يستعيد الجامع الأزهر مكانته التى كانت عليه فى عهد الفاطميين، ولما جاء الملك الظاهر بيبرس زاد في بنائه وشجّع التعليم فيه وأعاد الخطبة إليه في عام 665هـ،وحذا حذوه كثير من الأمراء. ومنذ ذلك العهد ذاع صيت المسجد وأصبح معهداً علمياً يؤمه الناس من كل بلد.

ومن يشاهد أفلام زمان هيعرف ان الأزهر وعلمائه كانت لهم مكانة خاصة جداً فى المجتمع، فالأزهر كان منارة للعلم والإسلام، وعالم الأزهر كان يتمتع بمهابة لا يتجرأ أحد على المساس به أو حتى انتقاده، بل أن كلامه كان مثل القانون.

لكن الآن أصبح الأزهر مجرد مؤسسة إعلامية متخصصة في الإدانة فقط –فى حال موافقة الحكومة على التعليق على القضية – أما شيخ الأزهر فحدث ولا حرج فقد أصبح مجرد أداة من أدوات الحكومة ولهذا أصبحنا نشاهده فى الكاريكاتير وأى حد يقدر ينتقده، ونسى مذاهبنا الأربعة والقواعد الفقهية وتذكر فقط القوانين والدساتير العلمانية والعلاقات السياسية.

والنقاط التالية هي جزء من كل جعلنا نترحم على منبر الإسلام :

1 – مؤخرا وافق الأزهر على صدور وثيقة تنص على إباحة عمليات التنصير وتعطي الحق لأي شخص في اعتناق أو رفض اعتناق دين من الأديان دون التعرض لأذى من قبل أي جهة دينية أو سياسية.

2- كما نجحت جماعات الضغط النسائية فى جعل الأزهر يصدر فتوى لإباحة إثبات النسب عن طريق التحليل رغم حديث الرسول الصريح الولد للفراش وللعاهر الحجر، ورغم موقف كثير من علمائه من هذه الفتوى وتأكدهم على ضرورة وجود عقد صريح أو شهود لأثبات النسب معللين ان التحليل يحتمل الخطأ والصواب.

3- وكلنا شاهدنا موقف الأزهر من الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول، فالأزهر أكتفى بالأدانة واقام مظاهرة بسيطة بعد عدة شهور من نشر الرسوم.

4- قضية حجاب المذيعات، حيث أعلن الأزهر ادانته لمنع المحجبات من الظهور لكنه لم يهاجم المسئول عن هذا المنع ويضغط عليه، ولو اشترط شيوخ الأزهر الظهور في برامج تقدمها فقط مذيعات محجبات ربما لاستجاب التليفزيون ولو بشكل جزئ لكن الشيوخ يظهرون مع كل المذيعات ابتداءا من نجوى ابراهيم وحتى هالة سرحان دون أدنى اعتبار للحجاب المستبعد من الشاشة .

5- وكان للأزهر موقف دبلوماسي فى قضية حظر الحجاب بفرنسا فقد أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بأنه "من حق" فرنسا فرض قانون يمنع ارتداء الحجاب على المسلمات المقيمات بهذا البلد باعتبارها دولة غير إسلامية،وأضاف أنه من منظور شرعي فعلى المسلمات المقيمات بفرنسا أن يتعاملن "مضطرات" مع هذا القانون، معتبرا أن حظر الحجاب شأن فرنسي داخلي، ولهذا وجه مسجد باريس برقية شكر وتأييد للإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر حول تصريحاته الأخيرة في مسألة الحجاب ورأيه في صدور قرار فرنسي بمنعه في المدارس والمؤسسات الحكومية، مشيرا إلى أن ذلك الرأي كان له أثر طيب في كل الأوساط الفرنسية.

6- وقضية الحجاب لم تكن الأزمة الأولى التي اختار فيها الأزهر "موقفا محايدا" إزاءها، فقد اتخذ موقفا مشابها، عندما طلب منه فتوى دينية بشأن شرعية مجلس الحكم الانتقالي بالعراق المعين من قبل سلطات الاحتلال، حيث سارع شيخ الأزهر إلى إلغاء فتوى "حرمت التعامل مع المجلس" وقرر معاقبة من أصدرها، واعتبر ما يجري في العراق شأنا عراقيا داخليا لا يجوز للأزهر التدخل فيه، وأعاد النظر في فتاوى سابقة، بشأن العمليات الاستشهادية بفلسطين، كما انتقد عمليات المقاومة في العراق وساوى بين كل ما يحدث من جهود لطرد المحتل .

ولهذا أصبح الأزهر مؤسسة ملحقة بالسلطة التنفيذية، ومن ثم تحولت فتاواه من "فتاوى دينية" تعتمد فقط على حسابات شرعية، إلى "فتاوى سياسية" تضع الاعتبارات السياسة الخاصة بعلاقات ومصالح الحكومة المصرية مع الخارج في حسبانه، لهذا كله لم يعد غريباً أن تخرج نكتة تقول، أن أحداً سأل على دور الأزهر في أزمة العبارة، فردوا عليه "الأزهر.. تعيش وتفتكر".