عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 06-03-2001, 04:06 PM
البازي البازي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 66
Post

المسلك الرابع :
الانحــراف عـن الأصــول الواضـحـة إلى اتباع المتشابهات كما قال تعالى: ((فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابـْـتِـغَـاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ))[ آل عـمــران 7]، فمـثـال ذلك احتجاج النصارى على ألوهية عيسى - عليه السلام - وأنه ولد الله بقوله تعالى: ((ورُوحٌ مِّنْهُ))[النساء 171] وقوله تعالى عن نفسه في آيات كثيرة بضمائر الجمع : (إنا)، (نـحـن)؛ وهذا يقتضي التعدد في زعمهم ، وقوله تعالى : ((ومَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَـخْــنَـا فِيهِ مِن رُّوحِنَا))[التحريم 12] ، ولم يردوا ذلك إلى صريح قوله تعالى : ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَــدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ * ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ)) [الإخلاص ] ، وإلى قوله الـمـحـكــم : ((يَا أَهْلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ولا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إلاَّ الحَقَّ إنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ ولا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْراً لَّكُمْ إنَّمَا اللَّهُ إلَهٌ واحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ ولَدٌ))[النساء 171]، بل أخذوا من هــذه الآيــة فقط قوله ((ورُوحٌ مِّنْهُ)) وتعلقوا بها مع أن بقية الآية فيها الرد على زعمهم وكفى بذلك دليلاً على اتباع الهوى في الاستدلال.
ومثل احتجاج المعتزلة لـخـلــق الـقــرآن بقوله تعالى: ((اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ))[الزمر 62] ، والمراد خالق كل شيء مخلوق وإلا فـقـد أجـيـب علـيهـم بقوله تعالى: ((قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ))[الأنعام 119] فهل يقولون أن الله مخـلـوق؟ سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً. والواجب في ذلك كله وما ماثله من المتشابه أن يرد إلـى المحكم ليعرف من معناه ، وهذا ما عليه العلماء والراسخون في العلم الناهجون نهج أهل السنة والجماعة.