عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 11-01-2006, 01:29 AM
يحى عياش يحى عياش غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 592
إفتراضي بعد ثبوت تورط الرياض فى فضيحة خدام بقناة العربية:




أزمة سياسية مكتومة فى العلاقات المصرية السعودية

تواجه العلاقات المصرية السعودية أزمة سياسية مكتومة، فى اعقاب تأكيدات تلقتها القاهرة مؤخرا من مسؤولين بارزين فى دمشق، تشير الى تورط المملكة فى التصريحات التى أدلى بها نائب رئيس الجمهورية السورى عبد الحليم خدام الى قناة العربية، واتهم فيها النظام السورى بالتورط فى حادث مقتل رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى.
وعلمت العربى ان معلومات على درجة عالية من الاهمية تلقتها القاهرة قبل ايام، أشارت الى دور بارز لعبته الرياض فى التصريحات المفاجئة التى أطلقها نائب الرئيس السورى، وقالت مصادر رفيعة إن دمشق ابلغت القاهرة مؤخرا بأن مسؤولا سعوديا كبيرا، توسط قبل فترة لدى الرئيس بشار الأسد للسماح لخدام بالخروج من دمشق، الى العاصمة الفرنسية باريس وأشارت المصادر الى إن الحوار الذى أدلى فيه عبد الحليم خدام بتصريحاته ضد النظام السورى، لقناة العربية، تم فى قصر الملياردير الشهير أوناسيس، وهو نفسه القصر الذى اشترته عائلة الحريرى فى وقت سابق لخدام، مقابل صفقة ما بين الطرفين.
وحتى ادلاء عبد الحليم خدام بحديثه الصدمة لقناة العربية، لم تكن القاهرة على علم بما يحدث، وهو ما كان يعنى ان السعودية لعبت منفردة فى الخفاء لتوريط النظام السورى، وهو الأمر الذى قابلته مصر بانزعاج شديد، لأن السعودية لم تطلع القاهرة على تفاصيل القصة، حتى ان الرئيس مبارك حسبما اشارت المصادر فوجئ بتصريحات خدام على شاشة العربية مثل اى مواطن عربى.
وتسعى الرياض عبر تورطها فى فضيحة عبد الحليم خدام الى أن تكون اللاعب الوحيد فى المنطقة، وهو ما يؤشر على وجود صفقة ما بين النظام السعودى والولايات المتحدة الامريكية، عبر سيناريو ليس ببعيد عما يحدث فى العراق، يتحول بمقتضاه عبد الحليم خدام الى وسيلة ضغط قوية على النظام السورى، أو بديلا سنيا يتم اعداده لمواجهة النظام العلوى فى دمشق.
وترى مصادر مطلعة ان سبب الاستياء المصرى يرجع بالاساس الى اختيار السعودية اللعب بمفردها فى هذا الملف، انطلاقا من اسباب شخصية اكثر منها موضوعية، مشيرة الى ان الرياض باتت تنظر الى عملية اغتيال رفيق الحريرى باعتبارها عملية موجهة ضد شخص سعودى الجنسية يتعين الانتقام لمقتله، حتى لو كان ذلك على حساب شعب عربى شقيق.
وكان الرئيس مبارك قد زار السعودية خلال الشهور القليلة الماضية، اربع مرات متتالية منذ رحيل الملك فهد، وتولى الملك عبد الله مقاليد الحكم فى اغسطس الماضى، وهى الزيارات التى تعكس بنظر مراقبين، عمق الأزمة التى تضرب القاهرة والرياض، فى ظل غياب استراتيجية واضحة على مستوى القمة بين البلدين.
وعلمت العربى أن القاهرة كثفت من تحركاتها خلال الفترة الأخيرة لاحتواء الازمة السورية، باعتبار أن دمشق احد محاور الأمن القومى، ويقوم التحرك المصرى على أربعة محاور بين باريس ودمشق وبيروت وواشنطن، وهو مبنى على اساس أن سوريا لا يمكن بأى حال من الاحوال ان تتحول الى عراق جديد، استنادا على موقف امريكى فرنسى لا يرغب فى سقوط الرئيس بشار من ناحية، وأن الانظمة العربية ليس من مصلحتها سقوط النظام السورى، حسبما جرى مع العراق من قبل، باستثناء بعض اصحاب الصفقات المريبة، وان سقوط نظام الرئيس بشار معناه من ناحية اخرى تفجير المنطقة، بخلق قاعدة انطلاق جديدة لتنظيم القاعدة فى دمشق على غرار ما حدث فى بغداد من قبل.
وكانت زيارة اخيرة للرئيس مبارك قد نجحت فى اقناع الرئيس الفرنسى جاك شيراك باستبعاد الرئيس بشار من قائمة المستجوبين امام لجنة التحقيق الدولية، قبيل ايام من زيارة سريعة لبندر بن سلطان، رئيس مجلس الأمن القومى السعودى، والسفير السابق بالولايات المتحدة الامريكية الى دمشق، أبلغه السوريون خلالها باستيائهم الكبير من الموقف السعودى تجاه الأزمة السورية الاخيرة.
وعلى صعيد متصل ارسلت القاهرة بعدة رسائل الى بيروت مفادها:لا تلعبوا بالنار عبر استفزاز سوريا فى اشارة الى ما قد يدفعه اللبنانيون من ثمن فادح اذا ما استمرت موجة التحامل تجاه دمشق، وهو الأمر الذى دفع ميشيل عون الى سرعة انجاز زيارة مرتقبة له الى القاهرة، من المقرر لها ان تتم عقب اجازة عيد الاضحى مباشرة.
وظلت العلاقات السياسية بين مصر والسعودية تتسم على مدار سنوات طويلة، بقدر كبير من التقارب والخصوصية والتميز، والتنسيق المتواصل على مستوى القيادة السياسية فى البلدين، وهو التنسيق الذى عكسته الزيارات المتبادلة على مستوى عال، والتى انتهت الى عقد العديد من اللجان العليا المشتركة بين القاهرة والرياض، كانت آخرها الدورة الحادية عشرة التى عقدت فى القاهرة فى ابريل الماضى، برئاسة وزيرى خارجية البلدين، واتفق خلالها على عقد اجتماع كل ستة أشهر، أو كلما دعت الحاجة برئاسة رئيسى اللجنة التحضيرية فى البلدين لمتابعة نتائج اعمل اللجنة.
وتعد المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة، أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، سواء من حيث حجم التجارة أو من حيث الاستثمارات المشتركة، حيث يبلغ إجمالى المشروعات المشتركة 668 مشروعا، بتكاليف استثمارية قدرت بنحو 32 مليار جنيه، منها 6.3مليار جنيه مساهمة سعودية، فيما بلغت الاستثمارات المشتركة بين القاهرة والرياض نحو 91.3مليون دولار، بما يمثل 6.7% من إجمالى الاستثمارات الأجنبية بالسعودية. وكان مجلس لرجال الأعمال المصريين السعوديين قد تأسس فى العام 1989، وعقد ستة اجتماعات، كان آخرها فى القاهرة فى مارس من العام 2005


العربى القاهرية