عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 15-05-2006, 10:43 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي


الماسونية والحرم الشريف ( نظرة من الغرب )

بقلم: هشام القروي*

يوجد فرع في الماسونية البريطانية يؤمن بما يسمى "اسرائيلية بريطانيا", وهو اعتقاد يقوم على أساس الافتراض القائل ان الاسرة المالكة لها سلطات "باطنية" لكون انجلترا وقع احتلالها من قبل احدى قبائل اسرائيل التالفة! ولئن كانت الكثير من هذه الافكار الغريبة أسطورية وخيالية فان ذلك لم يمنع لورد نورثامبتون من الادعاء في بعض احاديثه أن "تقليد القبالة راسخ في انجلترا, لان احدى القبائل اليهودية المفقودة أتت الى هنا. واتصور أنه بامكان المرء أن يجد أثرهم في عائلات انجلترا القديمة."

هل كان مثل هذا الاعتقاد وراء الدور الرهيب الذي لعبته بريطانيا من خلال وعد بلفور؟ لست أدري. ولكن بعض هذه الاخبار الغريبة تسربت في الفترة الاخيرة. وهي تؤكد ان الماسونية لها دخل فيما حدث منذ استفزاز شارون في ساحة الحرم الشريف.

في ديسمبر/كانون الاول 1995 أنشئت في جوار الحرم الشريف غرفة "القدس" الماسونية, وتحديدا في "مغارة الملك سليمان من أجل العمل لبناء معبد سليمان", حسب قولهم. وراحت تلك الغرفة تعمل جنبا الى جنب ويدا بيد مع شبكات المتعصبين اليهود والمسيحيين, من أجل اشعال حرب دينية هدفها السيطرة الكاملة على ما يسمونه "جبل المعبد", أي ساحة الحرم الشريف عند المسلمين. ومن الملاحظ أن هذه الغرفة الماسونية أنشئت من طرف رئيس المحفل الماسوني الايطالي جيوليانو دي بيرناردو, وهو يعتبر حسب بعض المصادر الساعد الايمن للورد نورثامبتون, في ما يتعلق بمشروع "جبل المعبد". وخلال حفل التدشين في القدس أعلن دي بيرناردو: "ان اعادة تشييد المعبد هي جوهر دراساتنا". وفي يونيو/حزيران 1996 نشر دي بيرناردو كتابه "بناء المعبد", الذي نشرت نسخته الانجليزية بعد ذلك من طرف غرفة "كاتيور كوروناتي". ولم يخف الماسوني الايطالي أنه حاول أن يركز على العلاقة بين "القبالة اليهودية واعادة تشييد المعبد". وهو يرى ان "يوتوبيا جديدة يمكن أن تقام على أساس القبالة."

ويضيف: "انني أرى يوتوبيا أساسها الصوفية اليهودية ... أعني بذلك الصوفية اليهودية كمكان مادي ...أي معبد سليمان."

وفي هذا السياق, يتوجب أن نلاحظ أن هذا المشروع الذي يشارك فيه عدد من المنظمات اليهودية والمسيحية الاصولية المتطرفة الى جانب الماسونية, يأتي تمويله من مصادر ومؤسسات في أوروبا والولايات المتحدة. ولقد وجد اليمين الحاكم في اسرائيل بالتحالف مع العماليين ضالته في هذه المؤامرة الرهيبة التي تستهدف ثالث الحرمين الشريفين. وقد كلف ارييل شارون بتنفيذ الخطة التي أعدت سلفا.

فشارون لمن لا يعلم بعد, هو عراب المتعصبين الذين يستهدفون تدمير الحرم الشريف واعادة تشييد معبد سليمان الاسطوري. وعلى سبيل المثال فان شارون مثل نتنياهو لعب دورا مهما في جمع الاموال لأصدقاء "عطيرت كوهانيم يشيفا" خلال اجتماعات وحفلات مخصصة لهذا الموضوع في نيويورك. وهذه المنظمة التي تتخذ من القدس القديمة مقراً لها هي في الواقع احدى أكثر المنظمات اليهودية تطرفا ولها نشاطات ارهابية وحربية, وهدفها هو القضاء على المقدسات الاسلامية, حتى تصبح القدس كلها تحت السيطرة اليهودية. وهناك أخبار تسربت عن ملايين الدولارات التي جمعها شارون من أصدقائهم في الولايات المتحدة خاصة لحركات مثل "غوش ايمونيم" بزعامة الحاخام موشي ليفنغر الذي خلف تسفي يهودا كوك, وهي حركة اصولية ارهابية لها نشاطات في العديد من المستوطنات, ولا سيما في "كريت اربع" قرب مدينة الخليل. وكيف لا نذكر بالمناسبة أن باروخ غولدشتاين الذي أطلق النار على المصلين في الحرم الابراهيمي في شباط/فبراير 1994 هو من أعضاء هذا التنظيم, بل هو يعتبر أحد ابطال "غوش ايمونيم"؟.

ويبدو أن دور شارون السياسي كان ضروريا لاستمرار هذه المؤامرة التي يشترك فيها أعتى الصهاينة مع الماسونيين. فهم الذين مولوا ذلك التحرك الذي قام به شارون في الحرم الشريف. فلم تكن المسألة مجرد "زيارة" قام بها زعيم المعارضة الاسرائيلية كما ادعوا. انما كانت خطة قائمة الذات جرى تمويلها قبل تنفيذها, ورصدت لها ملايين الدولارات مسبقا. وفي الوقت الذي كان بعض المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين في نيويورك على وشك الوصول الى تفاهم لاستئناف عملية السلام, أخرجوا شارون كالمارد من قمقمه ودفعوا به الى ساحة الحرم الشريف, وهم يعلمون مسبقا ماذا ستكون النتيجة.

*كاتب وصحافي تونسي يقيم في باريس.