عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 04-09-2007, 01:55 AM
بيلسان بيلسان غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
الإقامة: في جسد امرأة خرافية
المشاركات: 2,221
إفتراضي يتبع

السعودية والناصرية

يقدم البعض تبريرا لنكوص السعودية عن وعد النهضة الشاملة بظهور الثورة
الإسلامية في إيران وما شكل هذا من تهديد مباشر للمملكة، واضطرها الى الدخول في سباق لأثبات جدارتها بحمل لواءالصحوة الإسلامية ولذلك تخلت عن أحلامها النهضوية التحررية وانجرفت في مزايدة ضد إيران على من منهما صاحب الهوية الإسلامية الأكثر نقاء وأصولية وسلفية.ولكن هذا العذر هو أقبح من الذنب. وقد كان يمكن للسعودية، لو امتلكت الرؤية
الحضارية التاريخية والمستقبلية الصحيحة المتوثبة، أن تختار الخيار النقيض،
فتكون هي رائدة التحرر الإسلامي والعصرنة الإسلامية في مواجهة نظام إيراني يمنح آيات الله مكانة وسلطة فوق بشرية جاء الإسلام بتعاليم واضحة تنهي عنها. وقد كان يمكن للسعودية أن تنتهز هذه الفرصة لانتزاع دور قيادي روحي واصلاحي معا بأن تواكب النقلة العمرانية بنقلة موازية
لتحديث الوهابية وتحرير رؤيتها المتشددة. ولكن كان ذلك سيتطلب مواجهة مع أركان الوهابية وجماعة الأمر بالمعروف المتسلطة على رقاب العباد باسم الدين. واختارت القيادة السياسية عدم القيام
بهذه المواجهة وبهذا أهدرت فرصة تاريخية للريادة الحقيقية لعصر جديد يؤسس لبناء
الحجر والبشر معا. وكان خيار المواجهة هذا هو ما فعله عبد
الناصر حينما حاول الإخوان اغتياله في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1955 فضربهم ضربة أقعدتهم خمسة عشر عاماً كاملة حققت مصر فيها معدلات تنمية اقتصادي واجتماعية وثقافية شاهقة واقتربت من عصرها بشكل مثير وجميل حقا. واللافت أن عبد الناصر وجد نفسه مضطرا للدخول في
مواجهة مع النظام السعودي الذي وقف موقف معاديا لخطاب الثورة بأبعاده
الجمهورية الشعبية الوحدوي العلمانية (أي الفاصلة بين الدين والسياسة وليس "الإلحاد")، ولذلك نعت عبد الناصر النظام السعودي بالرجعية العربية. ورغم عدم شغفي بمثل هذه الصفات الجاهزة، إلا أن النظرة التاريخية الموضوعية تجعلنا اليوم نكتشف كم كان هذا الوصف دقيقا.فها هي السعودية تجهض أحلامها الواعدة بنفسها وتجبن عن مواجهة قوى الوهابيةالخارجة عن العصر وتزايد عليها في صفقة مع الشيطان تبيع له فيها روحها في مقابل أن تحصر الوهابية "جهادها" خارج
المملكة، وراحت تغدق عليها بالأموال بما يصل اليوم الى حوالي مائة بليون
دولار! وهو رقم خرافي كان بإمكانه أنيحدث نقلة نوعية لو كان قد استثمر في تحديث التعليم والإعلام السعوديين.
__________________

سيدي البعيد جداً من موقعي,,

القريب جداً من أعماقي,,لا أعلم

هل تضخم بي الحزن فأصبحت أكبر من الوجود

أم ضاق بي الوجود.. فأصبح أصغر من حزني

النتيجة واحدة يا سيدي

فبقعة الأرض هذه، ماعادت تتسع لي

فبقعة الأرض التي كنت أقف عليها,,أصبحت الآن تقف علّي