عرض مشاركة مفردة
  #26  
قديم 29-03-2007, 08:03 PM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
إفتراضي

فقالت: ذهبت لمنزل عمي الذي حزن على حالي في البداية.. ولكن معاملته تغيرت بعد أن أصبحت حملا مستقبلي عليه.. فالان تعليمي ومصروفي على حساب السلطة، ولكن بعد التخرج أين سأجد العمل ووو (هكذا فكر عمها) تابعت: فعرض علي أن أتزوج إبنه البكر.. وأنا رفضت لان إبنه لايطاق وكاذب ودلوع الماما ووالده يصرف عليه ووو فهنا عمي أجبرني على الزواج وتم ما أراد.. تزوجت (ج) وكان رجل منحط بكل معنى الكلمة، يسهر كثيرا ويعرف الكثيرات.. حتى أنه لوطي ويتعاطى المخدرات.. حملت وأنجبت أحمد الذي مات وهو بعمر 8 أشهر عندما كان يلعب بأغراض والده وإذ به يضع في فمه من السم الذي يتعاطاه (ج) ومات إبني الذي كان يربطني بهذا الرجل الحيواني.. وهنا صممت على الطلاق ولكن عمي رفض فذهبت للشرطة وتم تطليقي ورمي في الخارج ولا أحد لي سوى عمي في هذه الدنيا...
فكرت وقلت آها هذه هي مشكلتها إذن؟؟ ومشكلتها بسيطة .. وحلها أبسط..
فقلت لها ومتى كان الطلاق (ن)؟ قالت منذ عامين؟؟؟ قلت لها عامين؟؟؟ قالت أجل سأكمل لك..
هي جميلة جدا ماشاء الله، وها قد أصبحت وحيدة.. فماذا ستفعل؟؟
قالت: كنت أعرف سيدة كبيرة في السن وهي مسيحية ومحافظة جدا، فذهبت عندها، وقد إحتوتني خصوصا أن إبنتها الوحيدة إستشهدت فقد عملت عملية استشهادية بأول الانتفاضة، وكستني وأطعمتني ودللتني.. ثم تقدم لي للزواج رجل ثري ووسيم أنا وافقت ولكن هي رفضت وقالت لي هذا رجل سيئ ولا أريدك أن تتزوجيه.. فقلت لها أنت لاتريدين أن أتزوجه لانه مسلم وانت مسيحية صح؟؟ فأقسمت لي أنها سترفض أي رجل مسيحي كان إن تقدم لي لأنها تؤمن بأن المسلم للمسلم والمسيحي للمسيحي.. ولكن الرجل سيئ وهي غير مرتاحة له.. فقلت لها غير مرتاحة؟؟؟ أوقف زواجي لأنك غير مرتاحة؟؟ وتم ما أردت وتزوجت (م) والسيدة (ش) لم تترك شيئ إلا وقدمته لي.. هي سيدة رائعة حقا..
وبالفعل زوجي(م) ظهر على حقيقته بعد الزواج مني بأسبوع واحد... كان يضربني كل يوم وبخيل جدا ودرجة وقاحته سمحت له بشتمي شتائم منحطة كثيرا.. ومنعني من الخروج من المنزل أو حتى فتح النافذة...إستمريت اربع اشهر على هذا الوضع ولكن لكل منا قوة للتحمل ...فهربت من عنده وذهبت للسيدة (ش) ولكنها كانت قد ماتت من فترة قصيرة... فعدت لزوجي اليوم التالي لان الطرق كانت مغلقة فالسيدة(ش) تعيش بغزة وزوجي برفح والطرق كانت مغلقة... وصلت لمنزلي ليلا، ولكن زوجي طلقني وقال أنني كنت مع رجل آخر ولم يصدق أنني كنت بغزة والطرق مغلقة مع أنه يعلم ان الطريق كانت مغلقة...
ذهبت تلك الليلة أجوب الطرقات.. ووجدت الشارع يفتح لي أحضانه ....
صدمت هنا وفهمت عبارتها( أنت لاتعرفين شيء ولاتعرفين ماتفعلين ..) أجل لا أعرف شيئا ولا اعرف ما أفعل، ماذا أفعل؟؟

قالت لي إستمريت على هذا الحال أكثر من سنة ونصف، مات أبي وماتت أمي ولم أودع أي منهم..
تعرضت لإهانات كثيرة... وأخطأت كثيرا وها أنا أعود تائبة وأحمد ربي على كل شيئ... أتذكرين يوم لقيتيني في المحكمة؟؟؟ أجبتها بالايجاب، قالت يومها كنت في المحكمة لكي أجد لي محامي يساعدني للعودة للاردن، أريد حلا...
قلت لها أنا محامية مشهود لي ولن آخذ منك شيئ... ولكن أريد دراسة الحالة أولا ومراسلة الداخلية الأردنية... فقالت وما علاقة الداخلية الاردنية؟؟ قلت لها لان قصتك غريبة جدا... فأنت فتاة يا (ن) إضافة إلى أن غزة فيها فلسطينيين جواز سنتين ومع ذلك بقيت معهم جنسيتهم.... فلما أنت بالذات؟؟؟
وتريدين حلا لماذا بالضبط عزيزتي؟؟؟ للجنسية ولا لعملك الآخير؟؟هي اجهشت بالبكاء.. وأنا صمتت... لأن الظروف هي السبب فلا داعي لأقسو عليها أنا أيضا... تكفي جراحها التي تركتها الايام...
إعتذرت لها وقلت لها سأجد لك حلا أعدك... ومساعدتي لك صدقة لروح والدي الحبيب رحمه الله...
وبدأت قصة حل المشكلة...

أول خطوة كانت هي مراسلة الداخلية الأردنية، التي ردت أن عائلة المذكورة كثيري المشاكل، فأخيها قبض عليه متلبسا بقتل شيخ عجوز من سنة وأخيها الاخر متعامل مع القاعدة ومخرب... فكان تسكير الموضوع يكفيه أن أخيها قتل من سنة وهي تم سحب جنسيتها من أكثر من سنتين.. وأن أخيها الاخر مع القاعدة ولكن القانون الاردني لايعلق شماعة واحد على الآخر فلايحق لهم إتهام الاخت بأخيها... إضافة إلى أنها لامكان لها سوى بين أهلها بعمان ولا مكان لها بغزة سوى للدراسة.. في هذه الاثناء كانت (ن) قد عادت لمقعد الدراسة... وتحاليلها ممتازة دائما.. فأنا أحتاط على عمل تحاليل كاملة كل ستة أشهر، ومن يعيش معي لابد أن يتقيد بهذه الواجبات النظامية...
وبالفعل لمحت للمسؤول.... في الداخلية أنني ربما أرفع قضية عبر حقوق الانسان فأنا أصلا متطوعة بها والمسؤولة عن ملف الأسرى... وتم وعدي بالنظر إلى الموضوع بوضع جدي... لأن الاردن لاتريد مشاكل مهما كانت فما فيها يكفيها من مشاكل من الخارجين عن الصفوف وووو

إستيقظت من نومي في إحدى الليالي على صوت مدبرة المنزل وهي تفتح باب غرفتي لتقول لي أن (ن) سقطت مغشيا عليها بالصالة.. فذهبت مسرعة وكان وجهها أحمر وحرارتها مرتفعة جدا.. أذكر يومها أنني أخذتها للمشفى بملابس نومي، حملها الحارس للسيارة وذهبنا، وهناك لم يجدو أنها تعاني من أي شيئ كان...وحلل الطبيب حالتها على أنها فقدت الوعي بسبب السهر الطويل دراسة.. فالسهر والدراسة مجهود كبير جدا... لكن الحقيقة أنني شككت في الموضوع لأنه من حوالي 6 أشهر كانت عندها حرارة ومع ذلك كانت تحاليلها ممتازة تماما...
في الصباح إتصلت بطبيبة أبي رحمه الله بمشفى ( آسوتا ) وقلت لها عن حالة (ن) فقالت لي أرسلي لي التحاليل،، وأرسلتها كاملة عبر الايميل.. وهنا قالت لي نريد أن ترسلي لنا عينة من دمها.. وبالفعل أرسلت من غزة لتل أبيب عينة من دم (ن) عن طريق الصليب الأحمر، فوزارة الصحة هنا ترسل عينات المرضى ولكن الحواجز العسكرية في كثير من الأحيان تُرجع العينات.. ولذا أرسلتها مع الصليب الأحمر لأضمن النتيجة التي جاءت إيجابية... تحليل الايدز كان إيجابي...

إيدز؟؟؟؟؟؟؟ سيدا؟؟؟؟؟؟ نقص المناعة المكتسبة؟؟؟؟؟ كانت صدمتي يومها لاتوصف... ماذا سأقول لـ(ن)؟؟ هل أوبخها؟؟ أو أبكي حالها؟؟ ماذا بالضبط؟؟ حياتها أيام معدودة.. ولها الله.. ولذا قررت ألا أخبر أي كان.. قررت أن يبقى السر عندي للابد، قررت ألا تعرف هي أي شيئ كان وتستمر بحياتها العادية ولأن هناك دواء فسأقول لها أنها تعاني من إلتهابات في الكلى وفقط...
سألتني حبيبتي الصغيرة (ن) عما حدث بما يخص الجنسية... فقلت لها الاسبوع القادم سيتم الرد.. وفكرت .. هل ستحيا للاسبوع القادم؟؟؟ قالت أريد زيارة أبي وأمي.. لي حنين لهما حتى وهما أموات... فقلت لها أفهم رغبتك هذه.. فأنا أيضا أريد زيارة قبر أبي... كنا لانقطع فرضا.. وكنا نصلي كل صلاة بحينها إن إستطعنا... كنت أنا من يوصل (ن) للجامعة وأنا من يحضرها... أحببتها حقا.. فقد ملأت لي حياتي... كانت مرحة لآخر لحظة وآخر نفس فيها..
وبدأت تتعب .. وبدأ جسدها الهزيل لايقوى على حملها... وتأخر الرد على مطلبنا... ومازالت هي تسأل.. فحتى الكلام كان مجهود كبير... وماتت بعد أن أدت صلاة الفجر على سجادتها... ولا أذكر أنني تألمت لرؤيت ميت كما تألمت لرؤيتها... رحمها الله ورحم الجميع برحمته الواسعة...توفيت (ن) يوم الجمعة 27/01/2006

وبعد مرور سنة كاملة – اليوم- 28/ 01/ 2007 ، وافقت الداخلية الاردنية على إعطاءها تأشيرة دخول إنسانية لزيارة أهلها هناك... ولازلت أكتب لهم رسالة كرد لقرارهم المتأخر فقط سنة لا أكثر.. مع إرجاعي التأشيرة لهم بلاشك....( وكم أنت حكيمة وإنسانية ياوزارة الداخلية حفظك الله)

____________________

أعتذر عن أي أخطاء فأنا لم أُصحح لا التعابير ولا الإملاء ووو لأنني أردت أن أكون المشاركة رقم ( 1 ) وفقط

دمت بخير وعافية عزيزي الأخ الغالي السيد عبد الرازق ..
__________________

لا تُجادل الأحمـق..فقد يُخطـئ الناس في التفريـق بينكمـا
الرد مع إقتباس