الموضوع: السلام عليكم
عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 21-08-2002, 07:54 AM
ALAMEER99 ALAMEER99 غير متصل
عضــو
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 4,541
إفتراضي

بسم الله ..... وبه نستعين
أما بعد :-

الاخوة الأعضــــاء ..

(( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ))

السلام .. عبارة أصبح إلقاءها اليوم شيئاً مستغربا عند الكثيرين ..
وقد مررت في حياتي الشخصية بتجربة ظريفة نوعاً ما ، واستأذنكم في أن أضعها بين أيديكم لتحكموا على ما أقول ...
استعنت بالله الذي لا يستعان بغيره وقررت أن ( ألقى السلام على من أعرف ومن لا أعرف ) في كل مكان المكاتب والإدارات الحكومية والخاصة والشوارع والطرقات والأسواق والمطارات وغيرها ، وأنا واثق من أن هذا الأمر مطلب شرعي وواجب فإلقائه سنّه ورده واجب ، ولكن الناس اليوم قد نسوه أو تناسوه ( وأنا واحدٌ منهم ) والله المستعان .
واستطعت أن أحدد ردود الفعل عند الناس خلال ما مررت به من مواقف في الفترة الماضية ، فقد كانت ردود الفعل لا تخرج عن واحد مما يأتي :-
( 1 ) – صنف من الناس كان يرد السلام بتلقائية رائعة ، بل ويتبعها بابتسامة الرضى والقبول ( وهم للأسف قلّه )
( 2 ) – الصنف الثاني من الناس كان يرد السلام ولكن يتبعه بنظرة يملأها الاستغراب من ذلك الذي ألقى عليه السلام ، فربما يكون أحد المعارف السابقين ، ولكن ما يلبث أن ينصرف دون أن يقوم برد أكثر من ذلك .
( 3 ) – أما هذا الصنف فأنت تسلّم عليه فلا يرد السلام ولا يلقي لك بالاً مطلقاً وأعتقد أنه يظن السلام لغيره .
( 4 ) – وصنف آخر من الناس يرد السلام ولكن يتبعك ويرمقك بنظرة ( ازدراء واحتقار ) من أخمص قدميك إلى قمة رأسك وكأني به يقول ( من هذا الساذج أو الأبله ؟؟ ) ولكنه يكتفي بذلك وينصرف .
( 5 ) هذا الصنف وهو الأشرس ممن ذكرتهم جميعاً حيث إن ألقيت عليه السلام تبعك واستوقفك وبدأ استجوابك ( لماذا تسلم عليّ ؟؟ ، من متى المعرفة ؟؟ ، ماذا تقصد بكلامك ؟؟ .... الخ ) وقد يكرمك ( بلكمة على هامة الرأس أو في مقدمة الوجه ) تقديراً لك على سلامك ( وأحمد الله أنني لم أنل هذا التكريم حتى الآن ) .

وحتى أثبت لنفسي ( أولاً ) ثم لمن يقرأ هذا الموضوع ( ثانياً ) وامتدادا لهذه التجربة ورغبة في أن نعرف أننا لن نختلف كثيراً عن هذه الحالات التي أوردتها في المقال ، فقد كتبت موضوعاً في المفتوحة جعلت عنوانه ( السلام عليكم ) ومحتواه ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فقط ، وجعلته مبهماً دون ذكر أي سبب لهذا ، وقد كتب فيه بعض الاخوة ( جزاهم اله خيراً )
فمنهم من رد وتساءل وكان مستغرباً لماذا يسلم الأمير
ومنهم من فسّر الأمر بأن له علاقة بمشكلة أو ( بمصيبة ما )
ومنهم من فسّره على أنه بالفعل إلقاء للسلام والتحية الإسلامية ورد بأحسن منها فجزاهم الله خيراً على ذلك
ولكن ......
الكثيرون هم الذين لم يلقوا للموضوع بالاً ولم يردوا فيه بكلمة واحدة بالرغم من أنهم قرأوه واطلعوا عليه .

وقد بحثت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة عن ما يثبت فضل السلام وإلقائه فخرجت بالتالي :-

( أولاً ) ---- في القرآن الكريم ....
يقول الحق تبارك وتعالى :-
( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ .... الآية ) يونس:10
وقال تعالى :-
( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ ) ابراهيم:23
وقال جل من قائل :-
( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) النحل:32
وقال تعالى :-
( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً ) الأحزاب:44

( ثانياً ) ---- في الحديث الشريف ...

ورد في صحيح البخاري ومسلم
(12) .... عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما«أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»

وجاء أيضاً في صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد والترمذي وسنن بن ماجه وأبي داوود
(157) ... عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله : «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا. ولا تؤمنوا حتى تحابوا. أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ «أفشوا السلام بينكم».

وورد في صحيح مسلم ما يوجب السلام حتى على الصبيان
(12604) ... عن قيس عن ثابت عن أنس قال: مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نلعب فقال: «السلام عليكم يا صبيان» .

وأيضاً ورد في صحيح مسلم ما يوجب السلام حتى على الموتى
(2210) ... حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه، قال: كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر. فكان قائلهم يقول: في رواية أبي بكر: السلام على أهل الديار، وفي رواية زهير: السلام عليكم أهل الديار، من المؤمنين والمسلمين. وإنا ، إن شاء الله، للاحقون. أسأل الله لنا ولكم العافية

وورد في مسند الإمام أحمد في فضل السلام
(19572) .... « أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس فقال: عشر، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه ثم جلس فقال عشرون، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه ثم جلس فقال: ثلاثون».

وورد في ذلك أحاديث كثيرة جداً لا يتسع المجال لذكرها في هذا الموضوع .

في الختام نستخلص ( أمراً هاماً ) ألا وهو ...
إن إلقاء السلام على من نعرف ومن لا نعرف فيه توليد للمحبة والألفة بيننا، وأن إلقائه ( سنّة ) من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فمن ألقى عليك السلام كان ( واجباً ) عليك الرد عليه بمثل ما قال أو بأفضل منه ، إمتثالاً لقول الحق تبارك وتعالى :-
( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ) النساء:86

ودمتـــــــم ،،،،،
__________________

عين الرضى عن كل عيب كليــلة
لكن عين السخط تبدي المساويا