الجزء الرابع
أيهما ... ولماذا ؟
17 ـ أيهما أعتى وأنكى جرح .. ولماذا ؟
الصمصام :
بالنسبة لي لا أرى فرقا بينهما
فالإغتيال هو الإغتيال
سواء أكان للجسد أو للكلمة أو للعزة أو للكرامة أو للشرف
السنونو المهاجر :
اغتيال الجسد هو النهاية الصغرى، والروح نهاية عظمى، أما قتل كلاهما معا فنهاية النهاية.
18ـ أيهما تختار.. ولماذا ؟
صديق جاهل .. أم عدو عاقل ؟
الصمصام :
سأختار العدو العاقل فعلى الأقل سينصفني
السنونو المهاجر :
كلاهما يقود للحتف، لكن الصديق الجاهل أنكى.
19 ـ أيهما يوصل الى الموت .. ولماذا ؟
الجوع .. او التخمة ؟
الصمصام :
هي التخمة الداء القاتل
فالمتخم قد مات قبل خروج روحه بكسله وتبلد مشاعره وأحاسيسه وأنانيته
أما الجائع فلا يزال يحاول أن يحظى بفرص الحياة
السنونو المهاجر :
الإجابة البراغماتية توحي بأن الموت شبعا خير من الطوى، أتفلسف أحيانا ناكرا جميل القديد والثريد لأقول أن التخمة مرض خبيث لا علاج له. وعموما كلنا يموت على الطوى ونعاني من جوع وفقر مدقع على كافة الصعد: اجتماعية، فكرية، ثقافية، سياسية وهلمجرا. وما رأينا التخمة في يوم مضى..!
20 ـ أيهما المنتصر في واقعنا .. ولماذا ؟
دنيا الحب .. أم دنيا الحرب ؟
الصمصام :
وأين دنيا الحب في عالمنا المتناحر؟
السنونو المهاجر :
الحرب:
لابد وأن أسوأ أنواع السلم أفضل من أنجح الحروب. ولا أرى ضيرا في الجنوح للسلم إن جنحوا له. أما أن يرفع أحدنا راية بيضاء مسالمة على عتبة حجرة نوم أمه بقصد رد زناة الليل عن مداهمتها بابتسامة عريضة، فها هو سلام الشجعان الذي يدعو له شيخ قبيلتي..
الحب:
هو ميزة تلازم كل البشر، في ذات الوقت يمكن لعدد منا أن يحب بأشكال عدة: حب الطبيعة، حب الورود، حب الموسيقى، حب الأم، حب البرتقال وحب الحب. فلا أرى جامعا يربط دنيا الحب بدنيا الحرب، وليس هناك من يحب الحرب إلا إن كان لا يحب ولا يعرف الحب.
21ـ أيهما برزت أكثر ؟
العولمة الفكرية الأمريكية .. أم العولمة الفكرية الإسلامية ؟
الصمصام :
القاعدة هي سيطرة الغالب على المغلوب
السنونو المهاجر :
قبّحنا وعهرنا بفكر السابقين وأظهرناه على أنه عدواني يريد قتل كل من يختلف عنا فصرنا أرهابيين. نمقوا قبيحهم وسوقوه ملاكا للعالمين. حتى الهدايا التي أمطرت ناغازاكي وهيروشيما أخذت منحى وطنيا. وخلاصة القول: إن تحسن تقديم كذبة صارخة بغلاف الحقيقة الوهمي يقبلها الناس خير من الحقيقة الفجة التي يعلوها الغبار. العلة فينا حين نبرر لأنفسنا ونبحث عن حل لنواقصنا في الآخرين.
لذا أرى أن أمريكا تابعت تطورها الطبيعي ولم تأت بجديد، بل نحن توقفنا عن السير قدما ونبخس العالم تقدمه. لابد وأن العلة تكمن في شر خلف لخير سلف.
22 ـ أيهما أصح ؟
وقتنا من " ذهبْ " بتسكين الباء .. أو وقتنا من " ذهبَ " بفتح الباء ؟
الصمصام :
ذهبَ مع الريح
السنونو المهاجر :
ذهبْ " بتسكين الباء:
عزيزي المنسق، حتى رمال الصحراء العربية ترفض هذه الصياغة: (وقتنا من " ذهبْ " بتسكين الباء..). لابد وأن المراد (مِن ذَهَبٍ... إن كان المراد معدن الذهب. وإلا فلا استقامة للعبارة. إن كان (من) حرف جر فلابد من تحريك كلمة ذهب بتنوين الجر لأنه نكرة، أو الكسرة مع التعريف.
" ذهبَ " بفتح الباء:
في هذه الحالة يفترض أن تكون الأداة (مَنْ) وليس (مِنْ) أي شرطية وليس حرف جر. وبنفس الوقت (ذَهَبَ) فعل ماض لازم. وفي الحالة الثانية تصير جملة صحيحة ولكنها غير مفيدة. كما هي حال: غرد الحمار على الشجرة – وهي عبارة صحيحة ولكنها غير مفيدة .