عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 17-09-2001, 07:54 PM
ميثلوني في الشتات ميثلوني في الشتات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 2,111
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميثلوني في الشتات
Post

في وقت تستعد واشنطن و حلفاؤها لبدء حرب "كاسحة وشاملة و طويلة" - على حد تعبير بوش- ضد أفغانستان، بدأت أطراف تربطها مصالح استراتيجية في المنطقة بإعادة حساباتها فيما يخص التدخل الأمريكي غير المقيد في المنطقة بدعوى القضاء على بن لادن. فروسيا التي أبدت أول الأمر استعدادها غير المشروط لدعم واشنطن في مسعاها لمعاقبة مدبري الانفجارات، غيرت موقفها على لسان وزير الدفاع سرغي إيفانوف الذي عارض بشدة أي تدخل للحلف الأطلسي في جمهوريات آسيا الوسطى قائلا، حسب تصريح أوردته "لوفيغارو" الفرنسية أنه " لا يرى أي أساس-و لو هش- لإمكانية انتشار (الناتو) في أراضي جمهوريات آسيا الوسطى". و ما يعنيه وزير الدفاع الروسي بالضبط -حسب الصحيفة الفرنسية- هي جمهوريات تركمنستان و أوزباكستان و طاجكستان المجاورة لأفغانستان. ساعات بعد ذلك أعلنت طاجكستان رفضها السماح باستعمال مجالها الجوي من قبل الطائرات الأمريكية، بعد تشاور مع السلطات الروسية حسبما يبدو.
فبعد أن تخلى الروس جزئيا عن نفوذهم في المنطقة في العام 1991 -تقول الصحيفة- عادوا خلال السنوات الأخيرة لينافسوا الأمريكان على موارد الغاز و البترول و...المخدرات في الجمهوريات الخمس. و منذ أن استولت طالبان على أفغانستان في العام 1995، تحول القلق الروسي إلى التلويح "بالخطر الأصولي" في المنطقة وهو ما يشكل في حد ذاته إلى "سجل تجاري" لتبرير عمليات "محاربة الإرهاب" في شمال القوقاز ضد المقاتلين الشيشان.

المبرر نفسه يقود رسميا الروس في تعزيز نفوذهم على مجموع آسيا الوسطى. و هو نفسه الذي قاد موسكو إلى إمضاء اتفاقية "تعاون أمني" جماعي مع أرمينيا و بلوروسيا و ثلاث جمهوريات أخرى في آسيا الوسطى لتشكيل قوة تدخل سريع لمواجهة تغلغل المقاتلين الإسلاميين في المنطقة . أضف إلى ذلك، تواجد 20 ألف من حرس الحدود الروس على الحدود الطاجيكية الأفغانية إثر اتفاق موقع بين موسكو و دوشانبي. غير أن التواجد الروسي بدعوى مواجهة "الأصولية" لا يخفي تورط الروس في المتاجرة بالمخدرات بين أفغانستان و طاجكستان. وفي جمهورية أوزباكستانن سعى الروس - في مواجهة التقارب الأمريكي مع الدكتاتوري إسلام كريموف- لمساندة الحركة الإسلامية المعارضة -مؤقتا- حتى يضغطوا على كريموف لكي يقطع علاقاته مع الغرب.

وواضح أن الروس تمكنوا من تعويض النقص بالنسبة لشراء نفوذ جمهوريات آسيا الوسطى بفضل التلويح "بالتهديد الأصولي"، وهو ما يجعل الأمريكان اليوم مضطرين لطلب تعاون موسكو في إطار مسعى عزل أفغانستان. إذ إن الولايات المتحدة اهتمت أكثر بجمهوريات جنوب القوقاز حيث اعتمدت سياسة "أنابيب النفط و الغاز". و عليه لم تكن أفغانستان مهمة في نظر واشنطن إلا من جهة موقعها الجغرافي، على طريق تمرير أنبوب الغاز من تركمنستان إلى باكستان الذي يسمح بتفادي إيران والجمهوريات الواقعة تحت النفوذ الروسي، حسب تحليل دبلوماسي فرنسي.

و اليوم بعد إعلان الحرب، ينبغي على الولايات المتحدة أن "تلطخ يدها" إذا لم يقم طالبان أو باكستان من إخلاء جبال قندهار من "العدو". و عليه، لا خيار لواشنطن سوى التوجه متوددة إلى روسيا التي بدورها سوف لن ترى مانعا في لعب دور "السمسار" الضروري للقوة العظمى مع التمسك بوضع خطوط حمراء : استبعاد بقاء الأمريكان في المنطقة مثلما فعلوا في البلقان بعد البوسنة و كوسوفو.

و تشكل إيران كذلك طرفا لا يمكن تجاهله على ضوء التطورات القادمة على الساحة. إذ يمكن أن تتجسد شراكة استراتيجية غير مسبوقة بين طهران وواشنطن بفعل العداوة المشتركة تجاه نظام طالبان و سعي إيران لقلب نظام طالبان مما ينبئ باتفاق مصالح بين نظام "الملالي" و "الشيطان الأكبر" (سابقا؟).

أما بالنسبة لسيناريوهات الهجوم الأمريكي على أفغانستان فتبقى مرهونة إلى حد بعيد بموقف باكستان "التي تملك صندوق المعلومات" عن الجماعات الإسلامية داخل أفغانستان، حسب تصريح الخبير الفرنسي أوليفي روا لصحيفة "لوموند" الفرنسية. وفي نظره توجد الولايات المتحدة بين فكي كماشة - على غرار باكستان- إذا ما قررت الهجوم على أفغانستان. إذ إن الاكتفاء بالضربات الجوية وإعلان الحصار على كابول أمر غير كافي بالنظر إلى السوابق و مثلما حصل مع العراق. أما اجتياح أفغانستان بريا فيتضمن خطر الانزلاق إلى حرب استنزاف غير مضمونة العواقب، في وقت يبقى احتمال رضوخ باكستان مجرد تمويه واردا وقائما.. غير أن رقم المعادلة الآخر قد يتمثل في المعارضة الأفغانية المتمثلة في تحالف الشمال التي قد تقبل التزود بالأسلحة الأمريكية كفرصة أخيرة للإطاحة بحكم طالبان بعد مقتل قائدها الميداني أحمد شاه مسعود. و قد يتم حينها دعوة الملك السابق لتولي الحكم لتأتي القوات الأمريكية "بطلب من الشعب الأفغاني"...
===================
عن

http://216.39.197.144/alasrnew/artic...6&sectionid=16
__________________
الشعب الذي يرفض دفع ضريبة عزه من دماء خيرة أبنائه يدفع أضعاف أضعافها ضريبة لذله من دماء كل أبنائه