عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 27-07-2001, 10:12 PM
أسعد الأسعد أسعد الأسعد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 47
Lightbulb

الأخ الغيور على دينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإني أرجو فعلا أن تكون غيورا على دينك بشكل حقيقي بحيث يكون الحق هو ما تسعى إليه فتقبل أن تتخلى عن أي فكرة أو أي معتقد يثبت لك أنه خطأ وتقبل أن تعتقد بكل ما يثبت لك أنه صحيح وأن يكون الحق مقدما لديك على كل موروث ورثته وتربيت عليه فإذا كنت كذلك فسوف يطيب الحديث معك أما إذا كنت من الذين لا يقبلون التراجع عن أي موروث مهما كان باطلا فإن الحديث معك سيكون بلا فائدة..

وأما بخصوص ما أوردته في مقالتك فإن لنا بعض الملاحظات نذكرها لعل يكون فيها بعض الفائدة :

أولا : لقد أنكرت على التيجاني أنه قسم الصحابة إلى أقسام وقلت ( أن أهل السنة لا يقسمون الصحابة إلى أقسام أصلاً بل يعدون صحابة رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كلهم عدول وهذه القضية عندهم من أصول الدين التي لا يجوز الخلاف فيها ) وتعليقا على هذه العبارة أقول أن التقسيم الذي أورده التيجاني هو تقسيم موجود فعلا شئنا ذلك أم أبينا ولا يمكن نكرانه فهل يمكن نكران أن هناك بعض الصحابة قد نالوا احترام ومحبة الشيعة والسنة ؟وهل يمكن نكران أن هناك بعض الصحابة اختلف الشيعة والسنة في محبتهم وإجلالهم ؟ وهل يمكن نكران أن هناك منافقين مردوا على النفاق هم محل بغض الشيعة والسنة ؟
بالطبع لا يمكن نكران مثل هذا التقسيم ورفضك لهذا التقسيم في غير محله .. ومن الواضح أن الذي دفعك لعدم قبول هذا التقسيم غيرتك الشديدة على الصحابة بحيث انفعلت انفعالا شديدا واندفعت بلا روية مما جعلك ترى أن هذا التقسيم يتنافى مع نظرة أهل السنة إلى الصحابة والحال أن هذا التقسيم لا يتنافى أبدا مع نظرة أهل السنة إلى الصحابة ولا يلغيها وإنما يبين ويوضح كيف ينظر الطرفين إلى الصحابة لا أكثر ولا أقل .. ولكن الانفعال والاندفاع دائما يتسببان في عدم إدراك أبسط الأمور.

ثانيا : في نفس عبارتك السابقة ذكرت أن أهل السنة يعدون صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم عدول وهذه القضية عندهم من أصول الدين التي لا يجوز الخلاف فيها .. وأنا أستغرب مثل هذا الكلام فالذي أعرفه أن أصول الدين عند أهل السنة ثلاثة هي : التوحيد والنبوة والمعاد ولا أدري هل تم إضافة أصل رابع ؟؟ ليتك تخبرنا متى تم إضافة هذا الأصل ومن الذي أضافه وكيف تم ذلك ؟

أما قولك أن هذه القضية لا يجوز الخلاف فيها ( مع أن الأصح أن تقول لا يجوز الاختلاف وليس الخلاف ) فأقول أن الاختلاف في ذلك قد وقع بالفعل عند أهل السنة .. صحيح أنه يقتصر على فـئـة قليلة من الصحابة كمعاوية وأتباعه ولكنه موجود فالكثير من العلماء السنة ( من غير أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) يحملون معاوية مسؤولية حرب صفين وقتل ألوف من الصحابة ويقررون بأن معاوية وجيشه هم الفئة الباغية التي قتلت عمار ابن ياسر لقول الرسول ( عمار تقتله الفئة الباغية ) فهل قتل ألوف من الصحابة من الأمور الهينة البسيطة التي ينبغي التسامح فيها هل الصحابة الذين قتلوا في هذه المعركة من التفاهة بحيث يجب التغاضي عمن تسبب في قتلهم وهل من تسبب في مقتل الصحابة يكون عادلا وهل خروجه لمحاربة الخليفة الشرعي من الأمور الهينة ؟ ألا تعرف ما حكم من خرج على إمام زمانه ؟ وهل محاربته الإمام الحسن سبط رسول الله وريحانته وسيد شباب أهل الجنة من الأمور الهينة التي يجب التغاضي عنها ؟ وهل قتله حجر بن عدي من الأمور التي يجب التغاضي عنها أيضا ؟ هل من المعقول أن كل تلك الأمور لا تؤثر في العدالة ؟مالكم كيف تحكمون !

إن هذه الأمور واضحة ولا يتجاهلها إلا معاند


ثالثا : لقد اتهمت التيجاني بالجهل العظيم لأنه قال أن آية ( الانقلاب ) صريحة وجلية في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرةً . ثم قلت أن ذلك يؤدي إلى القول بأن الله يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وآله بكل وضوح أنهم سينقلبون في المستقبل القريب ( أي بعد وفاة الرسول ) واعتبرت أن ذلك هراء من جملة الهراء الموجود في تفاسير الشيعة.

وتعليقا على هذا القول أود أن أتساءل ألستم تقولون وبكل إصرار أن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ارتد جماعة من الصحابة وكان عددهم من الكثرة بحيث استطاعوا أن يكونوا لأنفسهم جيشا يواجه جيش أبي بكر ؟ فإذا كان كذلك لماذا نستبعد أن الله أراد أن يخبر الرسول بما سوف يقع بعد وفاته ؟ هل يعتبر ذلك من الهراء ؟ فإن أصررت أن ذلك من الهراء فينبغي لك أن تبين لماذا هو هراء . هل لأنه ليس من المعقول أن ينقلب بعض الصحابة على أعقابهم ؟ بالطبع لن تقبل بذلك لأنكم تقولون بالردة. أم لأنه ليس من المعقول أن الله سبحانه وتعالى يخبر نبيه بما سوف يحدث بعد وفاته ؟ أين الهراء في ذلك ؟
على أنك لابد أن تلاحظ هنا أنني لا أقول أن سبب نزول هذه الآية هي أن الله سبحانه وتعالى يريد إخبار النبي بأن بعد وفاته سوف ينقلب بعض الصحابة على أعقابهم ولكن أقول أننا نستطيع أن نستفيد من هذه الآية إمكانية حدوث الانقلاب لدى جماعة من الصحابة بعد وفاة رسول الله وخير شاهد على ذلك ما حدث في غزوة أحد لما شاع خبر استشهاده صلى الله عليه وآله وما حدث أيضا بعد وفاته وحسب ما تروونه فإن هناك من ارتد فعلا وأن هناك من ارتج حتى خطب فيهم أبو بكر من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.

ألا تستنتج معي من هذا العرض أن كلامك هو الهراء بعينه؟

ثم إنك قلت أن تفاسير الشيعة تقول بأن هذه الآية نزلت بمناسبة ما حدث في غزوة أحد وقلت أن الطبرسي ذكر ذلك وأنا أقرك على ذلك وأضيف لمعلوماتك أيضا أن السيد الطباطبائي ( أعلى الله مقامه ) صاحب ( الميزان في تفسير القرآن ) أيضا يقول بذلك وهو من عمدة المفسرين الشيعة فهل تتفضل علينا وتخبرنا أي التفاسير رأيت فيها ذلك الهراء.

رابعاً : لقد استبعدت أن يكون هناك من سينقلب على عقبيه بحجة أنه لو كان هناك من سينقلب على عقبيه فإن القرآن لابد وان يخبر بهم فقلت مستنكراً : ( ولا يُعتقد أبداً أن القرآن يبهم هذه القضية الخطيرة ليتلقفها السفهاء ويتلاعبوا بها فيضعوا صحابة رسول الله صلى الله عليه[ وآله ] وسلم على رقعة الشطرنج فيلفظوا من أرادوا ويبقوا من شاءوا ) فأقول إذا كان هذا هو استنكارك لماذا لم تضع نفس هذا الاستنكار في قضية المرتدين ؟ ولماذا لم تضع هذا الاستنكار في قضية المنافقين ؟ بمعنى لماذا لم يخبر القرآن بالمنافقين فردا فردا بأسمائهم حتى لا يتلقفها السفهاء ويتلاعبوا بها فيضعوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله على رقعة الشطرنج فيلفظوا من أرادوا ويبقوا من شاءوا ؟


خامسا : ذكرت في جملة كلامك أن الصحابة كلهم عدول بالنص المنقول والمنطق المعقول.فأقول فأما بالنص المنقول فإليك هذا النص : جاء في صحيح البخاري في باب غزوة الحديبية : ( عن أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال : لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت طوبا لك صحبت النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وبايعته تحت الشجرة . فقال يابن أخي إنك لا تدري ما أحدثناه بعده )

وإليك هذا النص أيضا : روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( إني فرطكم على الحوض من مر علي شري ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول : أصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي )

أما بالمنطق المعقول فأقول أننا جميعا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وآله قد أوصى بأهل بيته واعتبر أن كل من آذاهم فقد آذاه وأن من حاربهم فقد حاربه وهذا من المسلمات بحيث لا نحتاج إلى تقديم الأدلة على إثباته ( ومن أرادها فليخبرني لأخبره بها عن طيب خاطر ) ومن الثابت أيضا أن بعض الصحابة قد حاربوا أهل البيت وأرادوا قتلهم فماذا يقول العقل هنا ؟ فنحن هنا أمام خيارين إما أن نقر بقول الرسول بأن من حارب أهل بيته كمن حاربه أو أننا ننكره . وبما أننا لا نستطيع أن ننكره لثبوته عند الشيعة والسنة فلابد لنا أن نقره فإذا أقررناه فنحن أمام خيارين إما أن نعمل به أو لا نعمل به . وبما أننا لا نستطيع أن نرد أو نعطل قول الرسول صلى الله عليه وآله فلابد أن نختار الخيار الأول وهو أن نعمل به وهذا يتطلب منا أن نعتبر كل من حارب الإمام علي والإمامين الحسن والحسين معاملة من حارب النبي . فهل من المعقول أن من حارب النبي نحكم عليه بالعدالة ؟؟


سادسا : أنك أخذت على التيجاني أنه أهمل تماماً قول أهل السنة في الصحابة وقلت تعليقا على ذلك :
( فمرحى بالإنصاف !؟ )
فإذا اعتبرت ذلك مغايرا للإنصاف فلماذا وقعت فيه عند ردك على استدلاله بالآية الثانية ؟ فإنك خلال ردك على استدلاله بالآية الثانية اقتصرت على المصادر السنية فقط فمرحى بالإنصاف !؟ ثم كيف تريد أن ترد على شيعي بأدلة من المصادر السنية ؟ مرحى بالفطنة !؟

سابعا : في ردك على استدلاله بالآية الثالثة أيضا اقتصرت في أدلتك على المصادر السنية ووقعت في نفس ما وقعت فيه عند ردك على استدلاله بالآية الثانية ومع ذلك لم تأت بما ينافي ما قاله التيجاني سوى الاختلاف في عدد سنوات الفترة التي بين إسلام بعض الصحابة وبين نزول آية العتاب أما المعنى الأساسي الذي أقرته الآية فلم يتم نفيه أما محاولتك تخفيف هذا العتاب بقولك انه مجرد عتاب فهذا لا يغير شيئا فالعتاب موجود وسببه قد تم توثيقه بهذه الآية وهو سبب ليس هين وبسيط فهل من البساطة أن يصف الله أي أحد بأنه لم يخشع قلبه لله وان يشبهه باليهود والنصارى ؟

أما مقارنتك هذه الآية بآيات نزلت في الرسول فأقول أين هذا من ذاك فالفرق بين تلك الآية وبين هذه الآيات كبير وواضح فليس في ظاهر هذه الآيات ما يثبت صدور أي تقصير من الرسول بينما آية ( ألم يأن ) تدل بوضوح على أن ألئك الذين عوتبوا في هذه الآية لم تخشع قلوبهم لذكر الله وان عدم الخشوع هذا قد طالت مدته واستنفذ مداه بدليل لفظة ( ألم يأن ) والتي لا تستخدم عادة إلا بعد نفاذ الصبر ..

ثامنا : أنك لم توثق المصادر التي اعتمدت عليها حيث انك اكتفيت بوضع أرقام أمام بعض النصوص ولا ادري ما قيمة تلك الأرقام حيث لم أجد في أسفل الصفحة أي مصدر.

هذا وأرجو أن يكون الحق هو ما نصبو إليه وأن لا تأخذنا العزة فنتعصب لرأينا حتى عندما يثبت بطلانه
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

[ 28-07-2001: المشاركة عدلت بواسطة: أسعد الأسعد ]
__________________
فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني