عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 16-07-2007, 10:46 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي




• نقطة تحوله في حياته إصرار أبيه على إلحاقه بالأزهر، ورفض تفرغه للزراعة.
• امتلك قدرةً فذةً على نقل أعمق الأفكار بأيْسر الكلمات، وجعل القديم يبدو جديدًا.
• أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء بنك إسلامي في مصر.
• من أقواله: "أهم شيء في التربية القدوة الصالحة التي يأخذها الطفل تقليدًا".

عُرف بأسلوبه العذب البسيط في تفسير القرآن، وتركيزه على النقاط الإيمانية في تفسيره؛ مما جعله يقترب من قلوب الناس، نتيجةَ أسلوبه الذي ناسب جميع المستويات والثقافات.. إنه الشيخ "محمد متولي الشعراوي"، الذي يُعتبر أشهر من حاول تفسير القرآن الكريم في العقود الأخيرة، حتى أطلق عليه البعض وصف: "إمام الدعاة".

هذه محطَّات في حياته .. نحاول أن نستلهم منها الدروس والعبر:

• نشأته وتعليمه
وُلد الشيخ محمد متولي الشعراوي في 5 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.

وفي عام 1926م التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغًا في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ثم رئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

وكانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشعراوي يودُّ أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، لكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.

فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده أن يشتري له أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية، لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم، فما كان أمام الشيخ إلا أن يطيع والده، ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية، فأخذ يغترف من العلم، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه.

التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فكان يزحف هو وزملاؤه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م.

أسرته:
تزوج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي اختار زوجته له، ووافق الشيخ على اختياره، وكان اختيارًا سليمًا لم يتعبه في حياته.

وأنجب الشعراوي ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة، وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين.

وعن تربية أولاده يقول: أهم شيء في التربية القدوة، فإن وجدت القدوة الصالحة سيأخذها الطفل تقليدًا، وأي حركة عن سلوك سيئ يمكن أن تهدم الكثير، فيجب أن نراعي كل ملكاته بسلوكنا المؤدب معه وأمامه، فنصون أذنه عن كل لفظ قبيح، ونصون عينه عن كل مشهد قبيح، وإذا أردنا أن نربي أولادنا تربية إسلامية، فإن علينا أن نطبق تعاليم الإسلام في أداء الواجبات، وإتقان العمل، وأن نذهب للصلاة في مواقيتها.

• التدرج الوظيفي
تخرج الشيخ عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.
وبعد تخرجه عُين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد خبرة طويلة انتقل إلى العمل في السعودية عام 1950م أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى.

ولقد اضطر "الشعراوي" إلى أن يدرِّس مادة العقائد برغم تخصصه أصلاً في اللغة، وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أنه استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع. وفي عام 1963م حدث خلافٌ بين الرئيس "جمال عبد الناصر" وبين الملك "سعود"، وعلى إثر ذلك منع "عبد الناصر" الشيخ "الشعراوي" من العودة ثانية إلى السعودية، وعُين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ "حسن مأمون"، ثم سافر بعد ذلك إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك، ومكث بها نحو سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967م، وقد تألَّم الشيخ الشعراوي كثيرًا لأقسى الهزائم العسكرية التي مُنيت بها مصر والأمة العربية وحين عاد إلى القاهرة وعُين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلاً للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.

وفي نوفمبر 1976م اختار "ممدوح سالم" رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ "الشعراوي" وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م.

وبعد أن ترك بصمة طيبة على جبين الحياة الاقتصادية في مصر، باعتباره أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر هو (بنك فيصل) ومع أن هذا ليس من اختصاصاته، لكن مجلس الشعب وافق على ذلك، وفي سنة 1987م اختير عضوًا بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين).

• عرفوني شاعرًا
عشق الشيخ "الشعراوي"- رحمه الله- اللغة العربية، وعُرف ببلاغة كلماته مع بساطة في الأسلوب، وجمال في التعبير، وكان له باع طويل مع الشعر، فكان شاعرًا يجيد التعبير به في المواقف المختلفة، وخاصةً في التعبير عن آمال الأمة أيام شبابه، كما كان يستخدم الشعر في تفسير القرآن الكريم، وتوضيح معاني الآيات، وعندما يتذكر الشعر كان يقول "عرفوني شاعرًا".
وعن منهجه في الشعر يقول: حرصت على أن أتجه في قصائدي إلى المعنى المباشر من أقصر طريق.. بغير أن أحوم حوله طويلاً..

ومن أبيات الشعر التي اعتز بها، ما قلته في تلك الآونة في معنى الرزق ورؤية الناس له، فقد قلت:
تحرى إلى الرزق أسبابه
فإنـك تجـهل عنـوانه
ورزقـك يعرف عنوانك

__________________
السيد عبد الرازق