عرض مشاركة مفردة
  #103  
قديم 06-12-2005, 03:07 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ تحريض اليهود لغطفان ]
قال فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ونشطوا لما دعوهم إليه من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا لذلك واتعدوا له . ثم خرج أولئك النفر من يهود حتى جاءوا غطفان ، من قيس عيلان ، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروهم أنهم سيكونون معهم عليه وأن قريشا قد تابعوهم على ذلك فاجتمعوا معهم فيه .
[ خروج الأحزاب من المشركين ]
قال ابن إسحاق : فخرجت قريش ، وقائدها أبو سفيان بن حرب ; وخرجت غطفان ، وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ، في بني فزارة والحارث بن عوف بن أبي حارثة المري ، في بني مرة ومسعر بن رخيلة بن نويرة بن طريف بن سحمة بن عبد الله بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان ، فيمن تابعه من قومه من أشجع .
[ حفر الخندق وتخاذل المنافقين وجد المؤمنين ]
فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما أجمعوا له من الأمر ضرب الخندق على المدينة ، فعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ترغيبا للمسلمين في الأجر وعمل معه المسلمون فيه فدأب فيه ودأبوا .
وأبطأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المسلمين في عملهم ذلك رجال من المنافقين وجعلوا يورون بالضعيف من العمل ويتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا إذن .
وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته النائبة من الحاجة التي لا بد له منها ، يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأذنه في اللحوق بحاجته فيأذن له فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان فيه من عمله رغبة في الخير واحتسابا له .
[ ما نزل في العاملين في الخندق مؤمنين ومنافقين ]
فأنزل الله تعالى في أولئك من المؤمنين إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهمالله إن الله غفور رحيم
فنزلت هذه الآية فيمن كان من المسلمين من أهل الحسبة والرغبة في الخير والطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم . ثم قال تعالى ، يعني المنافقين الذين كانوا يتسللون من العمل ويذهبون بغير إذن من النبي صلى الله عليه وسلم
لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
[ تفسير ابن هشام لبعض الغريب ]
قال ابن هشام : اللواذ الاستتار بالشيء عند الهرب قال حسان بن ثابت :

وقريش تفر منا لواذا أن يقيموا وخف منها الحلوم
وهذا البيت في قصيدة له قد ذكرتها في أشعار يوم أحد .
ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه .
قال ابن إسحاق : من صدق أو كذب . ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم
[ ارتجاز المسلمين في حفر الخندق ]
قال ابن إسحاق : وعمل المسلمون فيه حتى أحكموه وارتجزوا فيه برجل من المسلمين يقال له جعيل سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرا ، فقالوا :
سماه من بعد جعيل عمرا وكان للبائس يوما ظهرا
فإذا مروا " بعمرو " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرا ، وإذا مروا " بظهر " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهرا .
[ ما ظهر من المعجزات ]
قال ابن إسحاق : وكان في حفر الخندق أحاديث بلغتني ، فيها من الله تعالى عبرة في تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحقيق نبوته عاين ذلك المسلمون .
[ معجزة الكدية ]
فكان مما بلغني أن جابر بن عبد الله كان يحدث أنه اشتدت عليهم في بعض الخندق كدية فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بإناء من ماء فتفل فيه ثم دعا بما شاء الله أن يدعو به ثم نضح ذلك الماء على تلك الكدية فيقول من حضرها : فوالذي بعثه بالحق نبيا ، لانهالت حتى عادت كالكثيب لا ترد فأسا ولا مسحاة .
[ البركة في تمر ابنة بشير ]
قال ابن إسحاق : وحدثني سعيد بن مينا أنه حدث أن ابنة لبشير بن سعد أخت النعمان بن بشير قالت دعتني أمي عمرة بنت رواحة ، فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي ، ثم قالت أي بنية . اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بن رواحة بغدائهما ، قالت فأخذتها ، فانطلقت بها ، فمررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألتمس أبي وخالي ، فقال تعالي يا بنية ما هذا معك ؟ قالت فقلت : يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبد الله بن رواحة يتغديانه قال هاتيه قالت فصببته في كفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ملأتهما ، ثم أمر بثوب فبسط له ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب ثم قال لإنسان عنده اصرخ في أهل الخندق : أن هلم إلى الغداء .
فاجتمع أهل الخندق عليه فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب .
[ البركة في طعام جابر ]
قال ابن إسحاق : وحدثني سعيد بن مينا ، عن جابر بن عبد الله ، قال عملنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق ، فكانت عندي شويهة غير جد سمينة . قال فقلت : والله لو صنعناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأمرت امرأتي ، فطحنت لنا شيئا من شعير فصنعت لنا منه خبزا ، وذبحت تلك الشاة فشويناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال فلما أمسينا وأراد رسول الله الانصراف عن الخندق - قال وكنا نعمل فيه نهارنا ، فإذا أمسينا رجعنا إلى أهالينا - قال قلت : يا رسول الله إني قد صنعت لك شويهة كانت عندنا ، وصنعنا معها شيئا من خبز هذا الشعير فأحب أن تنصرف معي إلى منزلي ، وإنما أريد أن ينصرف معي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده .
قال فلما أن قلت له ذلك ؟ قال نعم ثم أمر صارخا فصرخ أن انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت جابر بن عبد الله ; قال قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون قال فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل الناس معه قال فجلس وأخرجناها إليه .
قال فبرك وسمى ( الله ) ، ثم أكل وتواردها الناس كلما فرغ قوم قاموا وجاء ناس حتى صدر أهل الخندق عنها .
[ ما أرى الله رسوله من الفتح ]
قال ابن إسحاق : وحدثت عن سلمان الفارسي ، أنه قال ضربت في ناحية من الخندق ، فغلظت علي صخرة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قريب مني ; فلما رآني أضرب ورأى شدة المكان علي نزل فأخذ المعول من يدي ، فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة قال ثم ضرب به ضربة أخرى ، فلمعت تحته برقة أخرى ; قال ثم ضرب به الثالثة فلمعت تحته برقة أخرى . قال قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب ؟ قال أوقد رأيت ذلك يا سلمان ؟ قال قلت : نعم قال أما الأولى فإن الله فتح علي بها اليمن ; وأما الثانية فإن الله فتح علي بها الشام والمغرب وأما الثالثة فإن الله فتح علي بها المشرق
قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن أبي هريرة أنه كان يقول حين فتحت هذه الأمصار في زمان عمر وزمان عثمان وما بعده افتتحوا ما بدا لكم فوالذي نفسي أبي هريرة بيده ما افتتحتم من مدينة ولا تفتتحونها إلى يوم القيامة إلا وقد أعطى الله سبحانه محمدا صلى الله عليه وسلم مفاتيحها قبل ذلك .
[ نزول قريش المدينة ]
قال ابن إسحاق : ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق ، أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة ، بين الجرف وزغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من بني كنانة وأهل تهامة ، وأقبلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد ، حتى نزلوا بذنب نقمى ، إلى جانب أحد .
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع ، في ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب هنالك عسكره والخندق بينه وبين القوم .
[ استعمال ابن أم مكتوم على المدينة ]
قال ابن هشام : واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم .
قال ابن إسحاق : وأمر بالذراري والنساء فجعلوا في الآطام .
[ حمل حيي كعبا على نقض عهده للرسول ]
( قال ) : وخرج عدو الله حيي بن أخطب النضري ، حتى أتى كعب بن أسد القرظي صاحب عقد بني قريظة وعهدهم وكان قد وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه وعاقده على ذلك وعاهده فلما سمع كعب بحيي بن أخطب أغلق دونه باب حصنه فاستأذن عليه فأبى أن يفتح له فناداه حيي : ويحك يا كعب افتح لي ; قال ويحك يا حيي : إنك امرؤ مشئوم وإني قد عاهدت محمدا ، فلست بناقض ما بيني وبينه ولم أر منه إلا وفاء وصدقا ; قال ويحك افتح لي أكلمك ; قال ما أنا بفاعل قال والله إن أغلقت دوني إلا عن جشيشتك أن آكل معك منها ; فاحفظ الرجل ففتح له فقال ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وببحر طام جئتك بقريش على قادتها وسادتها ، حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال من رومة ، وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى إلى جانب أحد ، قد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه .
قال فقال له كعب جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هراق ماءه فهو يرعد ويبرق ليس فيه شيء ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه فإني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء .
فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمح له على أن أعطاه عهدا ( من الله ) وميثاقا : لئن رجعت قريش وغطفان ، ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك .
فنقض كعب بن أسد عهده وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ تحري الرسول عن نقض كعب للعهد ]
فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر وإلى المسلمين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ بن النعمان ، وهو يومئذ سيد الأوس ، وسعد بن عبادة بن دليم ، أحد بني ساعدة بن كعب بن الخزرج وهو يومئذ سيد الخزرج ومعهما عبد الله بن رواحة ، أخو بني الحارث بن الخزرج ، وخوات بن جبير ، أخو بني عمرو بن عوف . فقال : انطلقوا حتى تنظروا ، أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا ؟ فإن كان حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس قال فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم ( فيما ) نالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : من رسول الله ؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد . فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه وكان رجلا فيه حدة فقال له سعد بن عبادة : دع عنك مشاتمتهم فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة . ثم أقبل سعد وسعد ومن معهما ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ثم قالوا : عضل والقارة ; أي كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع ، خبيب وأصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين