عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 17-04-2002, 05:08 AM
مراقب الاسلامية مراقب الاسلامية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 60
إفتراضي

ولأن الشيعة –فيما عدا الزيدية- قد قاسوا "الإمامة" على "النبوة"، وليس على "الإمارة..
والولاية"، كما صنع، أهل السنة، فلقد أضافوا على الإمام صفات فاقت حتى صفات الأنبياء فهو –عندهم- معصوم في كل شيء، بينما الأنبياء معصومون فيما يبلغونه عن الله.
وروح القدس "الذي حمل النبي به النبوة" قد انتقل بعد النبي إلى الإمام"..
وهو يعلم –بالعلم الديني- كل ما يريد علمه "بالقوة القدسية الإلهامية، بلا توقف، ولا ترتيب مقدمات، ولا تلقين معلم، تتجلي في نفسه المعلومات كما تتجلى المرئيات في المرآة الصافية" حتى ليستطيع علم كل العلوم، والحديث بجميع اللغات، والكتابة بكل الحروف، دون معلم ولا مدرسة ولا كُتّاب ولا كِتاب!..
"فالأئمة –كما يقولون- لم يتربوا على أحد، ولم يتعلموا على يد معلم، من مبدأ طفولتهم إلى سن الرشد، حتى القراءة والكتابة.

ولم يثبت عن أحدهم أنه دخل الكتاتيب أو تتلمذ على يد أستاذ في شيء من الأشياء، مع مالهم من منزلة علمية لا تجارى، وما سئلوا عن شيء إلا أجابوا عليه في وقته، ولم تمر على ألسنتهم كلمة "لا أدري" ولا تأجيل الجواب إلى المراجعة أو التأمل، أو نحو ذلك.."!..

ولعصمة الإمام عند الشيعة.. ولأن كل الأمة برأيهم –يمكن أن تجتمع على ضلال، كان الإمام وحده مصدر الشريعة، والحجة والقيمّ حتى على الدين والقرآن.. أما سلطات الإمام عندهم فهي كل سلطات الرسول، التي هي كل سلطات الله المفوضة إلى الرسول، ولذلك، فإن الراد على الإمام راد على الله تعالى، وهو على حد الشرك بالله.. وللإمام كل الدنيا –وبعبارتهم "فإن الدنيا كلها للإمام، على وجه الملك، وأنه أولى بها من الذين هي في أيديهم"..

وغير عقيدة الإمامة –بما فيها من "النص والوصية والتعيين".. وصفات الإمام.. وسلطاته-انفردت الشيعة بعقائد.. منها:-

التقية: أي إظهار الإنسان غير ما يبطن، اتقاء لضرر محقق الوقوع.. وهي عندهم دين، يروون فيه عن جعفر الصادق: "التقية ديني ودين آبائي.. ومن لا تقية له لا دين له"!..

والرَّجعة: وتعني –عندهم- أن الله سيعيد إلى الحياة، قبل قيام الساعة –وعند قيام المهدي- قوما قد توفاهم، في صورهم التي كانوا عليها قبل موتهم، وفي مقدمتهم أكثر المظلومين من آل البيت، وأكثر الظالمين لهم، وبعد أن يُعز المظلومين ويُذل الظالمين يتوفاهم ثانية. ثم، إن الشيعة، بعد ذلك- باستثناء الباطنية الغلاة- يتفقون مع العديد من الفرق الإسلامية الأخرى في ثوابت العقائد الإسلامية وشعائر وعبادات الإسلام..
فهم جزء من الأمة الإسلامية. ولو أنهم جعلوا الإمامة –كما فعل أهل السنة- من الفروع، وليس من أصول وأمهات العقائد، لكان الخلاف بينهم وبين أهل السنة مجرد تنوع في المذهب الفقهي- المذهب الجعفري- الذي لا تزيد الاختلافات بينه وبين مذاهب الفقه السنية عن الاختلافات التي بين المذاهب السنية ذاتها.

ولأن عقيدة الشيعة في الإمامة والإمام، هي "حلم مثالي" أفرزته معاناة الاضطهاد من قبل السلطة البشرية –في الدولة الأموية- فلقد ظل هذا "الحلم" مستعصيًا على التطبيق حتى عندما حكم الشيعة في إيران عقب إسقاط النظام الشاهنشاهي سنة 1979م.. فلقد استمر الحكم بالمؤسسات الشورية. والنظام النيابي، والدستور، وسلطة الأمة والرأي العام.. ولم يطرأ على هذا النظام الديمقراطي- مع المرجعية الإسلامية- إلا منصب "ولاية الفقيه"- الذي هو محل خلاف بين مراجع الشيعة..
والذي تنبئ المساجلات الدائرة حوله عن أنه في طريقه إلى الزوال.. أما التوزيع الجغرافي للشيعة الإمامية، فهو في إيران والعراق ولبنان وأذربيجان وأفغانستان والإسماعيلية في الهند وباكستان وتركيا وسوريا ولبنان.. أما شيعة اليمن فهم من الزيدية.. وإذا كان تعداد الأمة الإسلامية يبلغ الآن مليارًا وثلث المليار- 1.384,800,000 فإن نسبة أهل السنة تبلغ 90% من هذا التعداد، والباقي شيعة –بفرقها المختلفة- وخوارج وإباضيون.
وإذا كانت فرق الشيعة، التي لا تزال موجودة في عصرنا، هي "الاثنى عشرية، والزيدية، والإسماعيلية، -الباطنية-.. فإن الاثنى عشرية تتعدد في إطارها المرجعيات بتعدد مراجع "الاجتهاد" وجمهور المقلدين لهذه المرجعيات.. كما تعددت "فرق" الزيدية، واشتهر منها.

1- الصالحية: نسبة إلى الحسن بن صالح بن حي الهمذاني [100-168هـ 718-784م].
2- والسلمانية: وهم أصحاب سليمان بن جرير الرقي..
3- والجارودية: أصحاب أبي الجارود، زياد بن أبي زياد المنذر الهمداني [150هـ 767م]. وكذلك الإسماعيلية –الباطينة- تعددت في إطار باطنيتها الفرق.. ومنها –في عصرنا- "البُهَرَة" وابتاع أغاخان، والنصيرية، والدروز.. أما في التاريخ القديم، فلقد حدثت انشقاقات عديدة في الفرق الشيعية، وخاصة الغلاة منهم، حتى بلغ تعداد "فرقهم" قرابة المائة.. ولكنهم انقرضوا جميعًا.. ومن تلك الفرق التي انقرضت "الكيسانية" و"الخطابية"، ,"إخوان الصغار"، و" الأفطحية"، و"الباقرية"، و"الجناحية"، و"الحلولية"، و"السبئية"، و"الشريعية"، و"الطيارية"، و"العبيدية –الفاطمية"، و"الكاملية"، و"القرامطة" الخ. الخ.
ولأن الشيعة –غير الغلاة- يؤمنون- مثل أهل السنة –بالله الواحد- صاحب الأسماء الحسنى، والموصوف بصفات الكمال-.. وبنبوة ورسالة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم- الخاتم للنبوات والرسالات-.. وبالقرآن الكريم وحياً إلهياً معجزًا، وجامعًا للعقيدة والشريعة والقيم الإسلامية.. كما يعبدون الله وفق أصول وأركان الإسلام، فإنهم –لذلك- جزء أصيل من الأمة الإسلامية، لا يجوز لعنهم ولا تكفيرهم.. وإذا كانوا قد خالفوا أهل السنة في نظرية الإمامة، وخاصة بوضعهم إياها في أصول العقائد- التي معايير الخلاف فيها الكفر والإيمان- على حين وضعها أهل السنة في الفروع- ومعايير الخلاف فيها هي الصواب والخطأ- بحسبانها من مناطق الاجتهاد، وليست من نصوص العقائد- فإن ذلك الذي صنعته الشيعة- وهو جوهر خلافهم مع أهل السنة- لا يجيز تكفيرهم، لأن هذا الذي أحدثوه –من وضع الإمامة ضمن أصول الاعتقاد- لا يؤدي إلى نقص أو جحود لأصل من أصول الإيمان أو ركن من أركان الإسلام أو معلوم من الدين بالضرورة..

وأقصى ما يمكن أن يوصف به هذا الذي أحدثوه وتميزوا به هو انه "بدعة"، والبدعة لا تستوجب ولا تجيز اللعن أو التكفير. وإذا كان الشيعة قد خالفوا أهل السنة –كذلك- باعتمادهم "سنة" رووها عن أئمة آل البيت، فإن هذا الخلاف لا يجيز لعنهم ولا تكفيرهم، وإنما الواجب هو عرض هذه المرويات على معايير علوم الحديث الخاصة بتحرير السند والمتن –الرواية والدراية- ليتم القبول أو الرفض والتصحيح أو التضعيف لهذه المرويات بناء على هذه المعايير، مثلها في ذلك مثل المرويات التي رواها أهل السنة، والتي خضعت وتخضع لهذه المعايير.
إننا، نحن المسلمين –سنة وشيعة- أمة واحدة.. عصمنا الله سبحانه وتعالى، من الاختلاف في "التنزيل"، وما بيننا هو اختلاف في "التأويل"، والتأويل –حتى لو كان فاسدًا- لا يستوجب ولا يجيز التكفير. والله أعلم

المراجــع:
1- الكليني [الأصول من الكافي] طبعة طهران سنة 1388هـ.
2- محمد رضا المظفر [عقائد الإمامية] طبعة بيروت سنة 1973م.
3- محمد باقر الصدر [التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية] طبعة القاهرة سنة 1973م.
4- ابن النديم [الفهرست] طبعة ليبزج سنة 1871م.
5- د. محمد عمارة [تيارات الفكر الإسلامي] طبعة دار الشروق القاهرة سنة 1998م.
6- د. محمد عمارة [الإسلام وفلسفة الحكم] طبعة

-------------------------------------------------

وأقول:

بعد هذا هل يجوز أن نعمم في لفظنا وحكمنا على جميع هذه الفرق التي تندرج تحت كلمة ( شــيــعــــــــــــــــــــــــــة )
يرجى إعادة النظر في إطلاق كلمة ( شــيــعــــــــــــــــــــــــة ).

والسلام ختام.