عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-06-2004, 12:33 PM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي بيان من أحد علماء الجزيرة حول مقتل المقرن((هام جدا))

بيان من أحد علماء الجزيرة حول مقتل المقرن


بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله الذي لا يستحق الحمد المطلق سواه فله الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون والصلاة والسلام على رسول الله إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم على درب الحق إلى يوم الدين

أما بعد فقد تألم كل مؤمن عاقل لما حصل ويحصل بين أبناء الملة الواحدة من سفك دماء فرح لها أعداء الإسلام وطربت بها نفوسهم وهم الأساس فيها والوقود لإذكاء نار فتنتها

ويعلم الله أنني كلما هممت أن أدلو بدلوي في كل ما يستجد إذا بالخوف يلجمني كما ألجم الكثير من أهل العلم ممن التقيت داخل المملكة بل وخارجها فإن السيف مصلت ولا يرحم وأصحاب النفوس الدنيئة الذين يفسرون كل كلمة تعقل وحكمة بما يغرون به الحاكم للبطش بأولى النهى والعلم أوقف الكثيرين عن الصدع بما في أنفسهم حقا .

أعلم أن كلامي لن يروق لكثير من الناس ولكن هذا هو الحق الذي يجب علينا أن نقوله ولو على هذا الوجه من الخفاء سائلين الله تعالى أن يصفح عنا لضعف إيماننا وتعلقنا بهذه الدنيا الفانية . وسأجعل كلامي في هذا البيان الذي يعد استكمالا لبيان سابق صدر باسم اعترافات حول مسائل محددة تسهيلا للاستيعاب وآمل أن يتمكن بعض طلبة العلم من إفراد كل مسألة بمقال وأن ينشر البيان كاملا أو مفرقا على مسائله في المنتديات حيث لا أملك اشتراكا لنشر ذلك بنفسي .

المسألة الأولى : تحريم قتل الذمي أو المعاهد أو المستأمن :

ونتكلم عنها من أوجه ثلاثة :

منزلة هذا التحريم ، مقارنة ذلك بغيره من المحرمات ، الحكم فيمن فعل ذلك

إن قتل المعاهد أو الذمي أو المستأمن الذي صح له العهد أو الذمة أو الأمان أعني أن تتوفر فيه الشروط المطلوبة من جهته هو ثم من جهة من عقد له الذمة أو العهد أو الأمان ثم من جهة نص عقد الذمة أو العهد أو الأمان آمل الانتباه جيدا لهذه النقطة فليس كل كافر في بلاد الإسلام يصح أن يطلق عليه أنه معاهد أو ذمي أو مستأمن إلا بانطباق هذه الشروط عليه .

فمن صح أن يطلق عليه ذلك بشروطه فإن قتله بغير حق كبيرة من كبائر الذنوب أما إن قتل بجريرة ارتكبها فلا يدخل في ذلك ومن ذلك ما رواه عبد الرزاق أن أبا عبيدة بن الجراح وأبا هريرة قتلا كتابيين أرادا امرأة مسلمة عن نفسها . وروى البيهقي عن سويد بن غفلة قال كنا عند عمر وهو أمير المؤمنين بالشام فأتى نبطي مضروب مشجج يستعدي فغضب عمر وقال لصهيب : انظر من صاحب هذا فجيء به فإذا هو عوف بن مالك رضي الله عنه فقال : رأيته يسوق بامرأة مسلمة فنخس ال**** ليصرعها فلم تصرع ثم دفعها فخرت عن الحما فغشيها ففعلت به ما ترى فقال عمر : والله ما على هذا عاهدناكم فأمر به فصلب ثم قال : يا أيها الناس فوا بذمة محمد صلى الله عليه وسلم فمن فعل منهم هذا فلا ذمة له .
ومن أمثلة ما يشترط لصحة عقد الذمة أو العهد في المعقود له ألا يكون جاسوسا لبلده فإن كان جاسوسا لبلده فلا ذمة له ولا عهد ويقتل كما دل عليه حديث سلمة بن الأكوع في الصحيح وحديث فرات بن حيان عند أحمد وغيره .

إذن هو كبيرة من الكبائر بهذه الضوابط والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : من قتل معاهدا _ وفي لفظ : نفسا معاهدة بغير حقها _ وفي آخر : في غير كنهه _ لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما . رواه البخاري وغيره

وهذا الوعيد قد جاء في معاص أخرى فما بالنا نطير بهذا الوعيد في هذا الموضع لحاجة في أنفسنا وقد ورد هذا الوعيد فيما نغض عنه الطرف كثيرا فمثلا قال صلى الله عليه وسلم : لا تسأل المرأة زوجها الطلاق في غير كنهه فتجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما .

وقال : صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا .

وقال : من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام .

وقال : ما من رجل يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر لم يدخل الجنة ولم يرح ريحها ... الحديث . وقال : ثلاثة لا يجدون ريح الج

نة وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام : العاق لوالديه ومدمن الخمر والبخيل المنان .

وقال : من استرعي رعية فلم يحطهم بنصيحة لم يجد ريح الجنة فإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام . وغير ذلك من الأحاديث .

فكم من امرأة تسأل زوجها الطلاق ليل نهار وكم من شرطي تسلط على عباد الله وكم من كاسية عارية تملأ صحفنا وتلفازنا ولقاءاتنا الرسمية وكم من متكبر يختال بمرتبته في إدارة كذا ومجلس كذا وكم من مدع النسب الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون حجة أو برهان وكم من عاق لوالده حتى وصل الأمر ببعضهم أن قفز على كرسي حكم والده وكم من شارب خمر في القصور الفارهة وفي الحواري المنتنة وكم من إمام غاش لرعيته قد فتح أبواب الفساد في بلاده وشيد صروح الربا ووالى أعداء الله حفاظا على كرسيه وهلم جرا

أليست هذه المعاصي تطفح بها مجتمعاتنا(( الهلالى يقول: الشيخ يقصد جميع بلاد المسلمين)) فما بالنا طارت أفئدتنا بقتل المعاهد من دونها ؟؟؟؟
من وقع في هذا الفعل بعد استيفاء ما تقدم من شروط أحد أربعة :

إما أنه فعله خطأ : فهذا لا إثم عليه ويلزمه الدية ودية المعاهد نصف دية المسلم .

وإما فعله متأولا : فهذا لا إثم عليه ويرجى له الأجر على تأوله فإن المجتهد إذا أخطأ له أجر ولا تلزمه الدية ويدفعها ولي أمر المسلمين وهذا كما روي في قصة قتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب لكل من جفينة والهرمزان لاعتقاده أن لهما يدا في مقتل عمر وكانا معاهدين فوداهما عثمان رضي الله عنه .

وإما فعله عامدا بحقه : فهذا مأجور أجرين اثنين أجر اجتهاده في الحق وأجر إصابته له كما تقدم فيمن قتل من راود المسلمة عن نفسها .

وإما فعله عامدا بغير حقه : فهذا آثم مستحق للوعيد ولا يعدو أن يكون مثل كل من ارتكب كبيرة يجب عليه التوبة وهو أخ لنا مسلم ولا يحل أن يقتل به ولا بمائة مثله فإنه لا يقتل مسلم بكافر ولا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة ولم يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا وتجب عليه الدية ولولي الأمر تعزيره إما بتغليظ الدية عليه كما روي في بعض الآثار أو ما يراه مناسبا في حدود الشرع .

ولا يحل لأحد من المسلمين لعنه فإن لعن المسلم كقتله (( الهلالى يقول : أيها اللاعنون هذا هو الشرع يا من لعنتم المقرن وغيره)) كما ثبت في الحديث ولا الدعاء عليه بل الدعاء له بالهداية والمغفرة والرحمة فإنما المؤمنون إخوة وهم يد على من سواهم .

والوعيد الوارد في ذلك لا يعني الحرمان من الجنة وإنما المراد كما اتفق أهل السنة على ذلك حرمانه لو لم يعف الله عنه أو حرمانه في أول الأمر أو حرمانه من أعلى المنازل ولم يخالف في ذلك إلا الخوارج الذين يكفرون مرتكبي الكبائر .

قال ابن حبان رحمه الله : هذه الأخبار كلها معناها لا يدخل الجنة يريد جنة دون جنة القصد منه الجنة التي هي أعلى وأرفع ... إلخ . (( فى هذه المسألة نظر))


المسألة الثانية : القتل والتشريد والاختباء في الكهوف :

كثير من الجهلة يظن أن هذه الأمور تدل على الخطأ المنهجي أو على الخوف والهلع والجبن عن المواجهة وهو في ذلك يقع في أمر عظيم حيث يتهم خيرة الخلق وهم أنبياء الله وأولياؤه بذلك قال تعالى : وكأين من نبي قتل _ وفي قراءة قاتل _ معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا
وقتل من أنبياء الله يحيى عليه السلام لأجل امرأة بغي وحرق بالنار أصحاب الأخدود جميعهم وقتل مع نبي الله صلى الله عليه وسلم من خير أصحابه العشرات ومنهم عمه حمزة الذي تمكن منه أهل الكفر ومثلوا بجثته .

وهرب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين حتى استخرجه عمه أبو طالب من حفش كان يختبئ فيه ولجأ إلى غار ومعه أصحابه عندما نزلت عليه سورة المرسلات ومكث بضعة عشر ليلة مختبئا ومعه بلال ليس له مايسد جوعه إلا ماوارى إبط بلال وكمن في الغار هو وصاحبه ثلاث ليال لتجنب رصد الكافرين لهما وقد جعلا لمن يأت بكل واحد منهما مائة ناقة ....

فلا أدري كيف يسخر هؤلاء الجهلة ممن سلفه في ذلك رسل الله صلوات الله عليهم وخيرة الحلق بعدهم من أولياء الله وأصفيائه ؟؟؟؟؟

ولو كان للاستدلال على صحة المنهج أو فساده تعلق بذلك لكان العكس هو الصحيح ولدل ذلك على صحة منهج من تعرض لهذا الأذى .

وقد طالعتنا الأخبار بمقتل المقرن وزملائه فطغت فرحة عامرة على كثيرين وليت شعري كيف يفرح مؤمن بمقتل إخوان له مسلمين حتى وإن سلم بخطئهم فهل يستوي دم *** من **** الروم بدم مسلم طاهر له تاريخ مشرف حافل بالجهاد في سبيل الله قد باع نفسه رخيصة لهدف نبيل وإن لم يصب الحق فلا يعني غمطه شرفه وفضله ...

وقد وصل الأمر ببعضهم أن أنكر الشواهد الظاهرة على حسن الخاتمة من الوجه المنير المشرق والابتسامة الهادئة وادعى أن ذلك له تفسيرا طبيا كأن الذي يقرأ لا يعقل .. أين هذه الوجوه النيرة من سائر القتلى ؟؟؟؟؟؟ لقد شاهدنا كثيرا من الموتى فلم نر معشار هذا الإشراق فلماذا نكذب على أنفسنا ؟

وقد يظن ظان أن الاعتراف بهذا الواقع يلزمه بتصحيح منهجهم وهذا باطل فالصحابة رضي الله عنهم تقاتلوا وكل قتيل من الطرفين نرجو له الشهادة ولاشك أنهم جميعا من خير قتلى على أديم الأرض فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم وقد سمى الله المتقاتلين جميعا مؤمنين فقال : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ... إلى أن قال : إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ...

المسألة الثالثة : أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا :

لا أخفي ثنائي على ولاة الأمر في المملكة في بعض الجوانب ولكن لقد بالغ البعض حتى أصبح كمن يخفي الشمس بغربال فضاع لديه ميزان الولاء

وكثير من أهل العلم ممن قابلت يرقعون بقدر المستطاع درءا للفتنة واعتقادا منهم أن ذلك أخف ضررا في حين أن الدافع لكثير منهم أن يفعل ذلك هو الخوف من تبعات الجهر بالحقائق وما يترتب عليها من عظائم الأمور ولكن لقد اتسع الخرق على الراقع ..

تابع ========>