عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 28-03-2001, 08:56 AM
أبو حمزة الخليلي أبو حمزة الخليلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 117
Post

أخي الصوفي،
الجهل بالضروريات لا يعذر صاحبه، ولو كان الجهل عذرا لكان أفضل من العلم و هذا رد لقوله تعالى:"قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون".
و مسألة تنزيه الله عن المكان من ضروريات الاعتقاد التي لا يعذر فيهابالجهل، وكذلك الشك في أي صفة من صفات الله الواجبة له اجماعا كالوجود و الوحدانية والقدم و البقاء و القدرة و الإرادة و العلم و السمع و البصر و الحياة و الكلام و قيامه جل و علا بنفسه و تنزهه عن مشابهة الحوادث. و لا يخفى أن تنزيه الله عن الجهة و المكان من مدلولات تنزيهه جل وعلا عن مشابهة الحوادث، فإنه ما من جسم إلا و في جهة، و قد جاء في القرآن أنه "ليس كمثله شئ"، فليس يشبه الأجسام بأي وجه، لذلك قال الطحاوي في تقرير عقيدة أهل السنة "لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات"، وهذا مما يشترك في معرفته العلماء و العوام، فلا عذر فيه.
وما أوهم من النصوص عدم كفر الشاك في بعض الصفات المذكورة فإنه متأول كما بينه علماء أهل السنة في مواضعه.
اما إعذار قريب عهد بإسلام أو من نشأ في بادية بعيدة عن العلماء، فليس محله أصول الاعتقاد فتنبه لذلك أخي العزيز.
و للشيخ عبدالغني النابلسي كلام نفيس في هذه المسألة بين فيه أن السبب في تلبس الكثيرين بهذا الكفر إنماهو الجهل، فليحذر الإنسان منه. ولعلي أجد كلام هذا العارف فيما بين يدي من الكتب لأنشره إن شاء الله تعالى.