[مواطن مصري]

أخي الحبيب : أبو مروان
أوأكد لك يا أخي الحبيب أن الاخوان المسلمين هم الأخوان المسلمين في كل مكان في العالم ، نفس الفكر الاسلامي المستنير بنور القرآن المسترشد بهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، نفس الوسائل ، نفس الأهداف ، نفس المقاصد .
فالأخوان المسلمين في مصر هم الاخوان المسلمين في الأردن هم الاخوان في أندونيسيا وماليزيا وأمريكا وبريطانيا واليمن وسوريا والجزائر والمغرب وفلسطين وفي كل مكان في العالم .
فالتنظيم الدولي للأخوان المسلمين له فكر واحد مستمد من الكتاب الكريم وسيرة النبي الامين صلى الله علبه وسلم وفهم السلف الصالح ،أما من يشذ عن هذه الأفكار ويحيد عن الطريق القويم يتم فصله من التنظيم الدولي ويذهب ليبحث عن مظلة أخرى ليعمل تحتها غير أسم الاخوان المسلمين ، كما حدث في السودان مع الترابي وجماعته .
أخي الحبيب : لقد قلت أنك تشربت فكر الأخوان وعرفته عن قرب وتربيت عليه ، وأنا أقول لك أنك لم تعرف فكر الأخوان المسلمين ولم تتعرف عليه أبدا ولم تفهمه .
هذا مافهمته من انكارك على الاخوان المسلمين في مصر ممارسة السياسة ، فهذا يدل على أنك لا تعرف فكر الاخوان المسلمين ولم تقرأ يوما رسائل الامام الشهيد حسن البنا .
قال الامام البنا في الأصل الأول من الأصول العشرين للفهم عند الاخوان المسلمين الاسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا ، فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة ، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة ، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى ، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة ، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء ).
وقال رحمه الله في رسالة الى الطلاب التي القيت في مؤتمر طلبة الاخوان المسلمين في المحرم سنة 1357 ه : ( فحدثوني بربكم أيها الأخوان ، اذا كان الاسلام شيئا غير السياسة وغير الاجتماع ، وغير الأقتصاد ، وغير الثقافة ، فما هو اذن ؟... أهو هذه الركعات الخالية من القلب الحاضر ، أم هذه الالفاظ التي هي كما تقول رابعة العدوية : استغفار يحتاج الى استغفار ، الهذا أيها الاخوان نزل القرآن نظاما كاملا محمكا مفصلا "تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " )
أرأيت يا أخي الحبيب:
أن السياسة في فكر الاخوان المسلمين هي جزء من الدين ، فاذا تركناها لغيرنا من العلمانيين والفاسدين والظالمين نكون قد تركنا جزء من الدين .
وهذا ما يؤكده الامام الشهيد في نفس الرسالة التي ذكرتها سابقا حين قال : ( دعوني أيها الاخوة أسترسل معكم قليلا في تقرير هذا المعنى الذي يبدوا مفاجأة غريبة على قوم تعودوا أن يسمعوا دائما نغمة التفريق بين الاسلام والسياسة ، والذي قد يدع بعض الناس يقولون بعد أنصرافنا من هذا الحفل : ان جماعة الاخوان المسلمين قد تركت مبادئها ، وخرجت على صفتها ، وصارت جماعة سياسية بعد أن كانت جمعية دينية ، ثم يذهب كل متأول من ناحية من نواحي التأويل متلمسا أسباب هذا الانقلاب في نظره ، وعلم الله أيها السادة أن الاخوان ماكانوا يوما غير سياسيين ، ولن يكونوا يوما من الأيام غير مسلمين ، وما فرقت دعوتهم أبدا بين السياسة والدين ، ولن يراهم الناس في ساعة من نهار حزبين " واذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين " ، ومحال أن يسيروا لغاية غير غايتهم أو يعملوا لفكرة سوى فكرتهم أو يتلونوا بلون غير الاسلام الحنيف : " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون " . )
أخي الفاضل :
هذه هي أفكار الاخوان المسلمين التي يعتنقها كل الاخوان في العالم ، وهذه هي غايتهم التي يعمل لها الاخوان في العالم ، والذي يحيد عن هذه الأفكار فليس من الاخوان المسلمين .
والله أعلى وأعلم