[وليد الظهران]

في أحد الليالي الربيعية …
مع نسمات الهواء الجميل …
خرجت إلى الحديقة …
وجلست على مقعدي المفضل …
وبدأ فكري كعادته …
يصول ويجول …
تتطاير الأفكار …
منها المفرح والمحزن …
منها الجميل والسيء …
ولكن كان هناك شيء شاغل فكري كله …
وبينما أنا في أفكاري …
إذا بي أرفع رأسي فجأة …
وأقول …
يا قمر ……
نظر القمر تجاهي وقال …
ماذا تريد ؟؟؟
قلت له …
لي حبيبة بعيدة عني …
في مكان آخر …
اسمع عنها …
وأتكلم معها …
واشتاق لها وأنا معها …
فهل تراها يا قمر ؟؟؟
فرد علي وقال :
أوصفها لي !!!
فرددت عليه :
حسنا سوف أوصف لك …
ولعلك تعرفها …
هي نجمة ساطعة …
هي نور بلدها …
هي الشمس الحانية …
هي الجميلة …
بل الفاتنة …
شعرها يتطاير مع نسمات الهواء …
فيكون في حركته كموج البحر الجميل …
لها عينان واسعتان …
لو نظرت فيهما …
لوجدت نفسك تغوص وتبحر في بحار كثيرة …
تشعان مثل النجوم …
لها أنف وشفتان متناسقتان …
إنها رائعة يا قمر …
بل جميلة …
لها نظرات تفتن …
حتى الحجار تتحرك قلوبها …
لها صوت كأنغام الموسيقى الهادئة …
ينساب من بين شفتاها إلى القلب …
ابتسم القمر وقال :
ألهذه الدرجة جمالها !؟
فأجبته :
يا قمر …
الناس يقولون للجميل …
أنت مثل القمر …
ولكن …
أنت الآن يقولون لك …
أنت جميل مثل حبيبتي …
لأنها أشد جمالا منك …
فوجهها صبوح …
منير أكثر منك …
نظر لي وقال :
الآن عرفتها …
أَوَ تعلم أني الآن أتأمل جمالها …
حسنا يا محب أوصف لي تصرفاتها !!
قلت له :
إنها تحمل أروع الصفات
جميلة …
رقيقة …
حنون …
هادئة …
محبة …
طيبة …
رائعة …
من خفتها ورقتها في المشي
أنها لو سارت على الماء لما كسرت صفحته …
ولو خَطَّت بقدميها على الزجاج لما حدث له شيء …
قال القمر :
يبدو أنك فرح بأن لك حبيبة مثلها ؟
قلت له :
الفرح قليل …
بل الأرض لا تسعني من فرحتي …
سألني القمر وقال :
يا محب لك آخر أسألتي …
ماذا تعني لك ؟
قلت له :
الكثير الكثير …
هي الهواء الذي أتنفسه …
هي الماء الذي أشربه …
هي الدم في عروقي …
هي نبض قلبي …
هي روحي في جسدي …
هي ابتسامتي أثناء حزني …
هي مقلتي في عيني …
هي قلبي …
هي روحي …
هي حياتي …
هي عمري …
هي عيني …
هي سعادتي …
صدقني يا قمر لو جلست عمري بأكمله أوصف لك ما أعطيها حقها
وأيضا لن أنتهي …
أَوَلاَ يكفيك قولي ..
بأنها …
حبيبتي ……
إني احترق شوقاً
ولهفتاً
وولهاً للقياها
ولإبتسامتها
ولهمسها
ولعينها
كم أحبها يا قمر …
وكم أهواها …
وكم أعشقها …
قال لي القمر :
أتعلم أني حزين جدا !؟
قلت له : ولماذا ؟!
قال :
لأنها خطفت مني ..
كلام الناس عني ..
أصبح الكل يشبه الجميل بها …
بدلاً مني …
ابتسمت وقلت :
وهي تستحق ذلك ..
يا قمر لي طلب صغير..
أريد منك أن تهدي …
سلامي ..
وحبي ...
وشوقي ..
ولهفتي ..
وولهي ..
وقبلاتي ..
لحبيبتي ..

وقل لها …
حبيبك ……
يحبك …
ولن يتركك أبدا