عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 31-08-2003, 12:51 AM
خشان خشان خشان خشان غير متصل
عضو قديم
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 300
إفتراضي

أخي الكريم أبا حسن

أكرمك الله كما تكرمني، وإن مجرد اهتمامك بما أقدم رفضا أو موافقة هو موضع تقديري وامتناني، فبغير اختلاف وجهات النظر وتفاعلها لا يتم فهم ولا تقدم.

ولي على رد أخي الرد التالي

1- أوردتَ في المرة الماضية صيغتين لكل من بحري الرمل والطويل دليلا على صلاحية التفاعيل دون الأرقام في تمثيل كل من البحرين. وقمت بالرد عليك، وكنت أطمح أن تقيم لي وجهة نظري في ذلك أهي صحيحة أم خطأ.
2- الآن تنتقل إلى بحور التفعيلة الواحدة، وما ذكرته بصددها من دقة تمثيل التفعيلة للأوزان صحيح، فما الذي يترتب على ذلك؟
أ‌- بودي أن أذكر بالفرق بين الوهمي والاصطلاحي في أمر التفعيلة.
ب‌- وهنا فإن سوق نجاح التفعيلة في تمثيل البحور ذات التفعيلة الواحدة قد يوحي بأمرين
ب1- إستنتاج عدم نجاح التفعيلة في تمثيل البحور متعددة التفاعيل
ب2- استنتاج أن نجاح التفعيلة في تمثيل هذه البحور يعني خطأ العروض الرقمي.

لم أقل يوما إن التفعيلة لم تنجح في تمثيل الأوزان، بل أقول إنها ناجحة جدا في ذلك، وأضيف أن الثمن الذي اقتضاه نجاحها كان باهظا وذلك بهذا الكم الهائل من المصطلحات لتكريس حدودها من جهة، ثم لربط أدائها عبر هذه الحدود كونه مترابط واقعا من جهة أخرى. ثم تقليص الاهتمام بمنهج الخليل في التفكير لصالح التعبير الجزئي الذي يدرس كل بحر وكل تفعيلة فيه على حدة. في حين أن تفكير الخليل كما تضمنته دوائرة وكما يطرحه العروض الرقمي كلي كلي، وفاقم من الثمن تحول التفاعيل من أداة إلى هدف.

ثم إن العروض الرقمي هو ناتج استقراء هذه التفاعيل في التوصل إلى الكليات التي لا تعدو هذه التفاعيل أن تكون نواتج جزئية لها. فهو الابن الشرعي البار لعروض الخليل.
وهذا واضح في البحور المركبة وكنت أظن استشهادك بالرمل والطويل تجسيدا منك لذلك. والرقمي والتفعيلي ليسا متناقضين في المحتوى بل متباينين في التعبير عن ذات الحقيقة، ويتقلص هذا التباين في البحور أحادية التفاعيل.
ويبقى قولك:" والأرقام كما قلت سابقاً تبقى فقط رمزاً للأجزاء ولا يجب أخذها على أنها أرقام فعلاً وإلا قلنا إن 1+1=2 وهذا ما لا يتحقق بالعروض الرقمي وليس له معنى في الواقع وكذلك 3+1=4 هي غير صحيحة في العروض الرقمي (لأن 3 عند الأستاذ رمز الوتد و1 رمز الحركة وهؤلاء لو كانا يساويان 4 على قدم المساواة لكانت فعلن=مستف وهذا خطأ كما هو معلوم"

واتفاقي معك في أول قولك ها هنا مائة بالمائة.
فكل اللغات والأرقام والأسماء رموز إلى ذوات " وعلم آدم الأسماء كلها"
ومما أردده بهذا الصدد أن الوزنالرقمي إن لم يكن هو الإيقاع ذاته فهو اسمه الذي لا يتغير والتفاعيل صفات له أو كنى تتعدد.
أما الشق الثاني من قولك، فله وعليه،
أما ما له فهو أن الجمع ليس جزافيا وبودي أن أختصر هنا قواعد لذلك وإن كنت أوردتها في كل ما قدمته
أولها أن الإيقاع في الشعر العربي نوعان بينهما نوع وسط، وكلها لا وجود مستقلا أصيلا فيها للرقم 1
1 – الإيقاع الخببي وفيه 11 =(2) تكافئ 1ه =2 وبالتالي فيه 1 3 = ((4) تكافئ 22=4
2- إيقاع بحري فيه الرقم 1 أصله 2 ففيه 1 3 أصلها 2 3
3- يتداخل الإيقاعان في بحري الكامل والوافر حيث في التركيب 331 = 2 2 3 حيث 2 مزدوجة الانتماء للخببي والبحري.
وهكذا ففي الإيقاع الخببي يمكنك القول إن لم ترد الدخول في تفاصيل ذلك إن 1 3 = 4 بدل تكافئ

ولكن افتراض أن العروض الرقمي لا يكون صحيحا إلا بدون أية قواعد أو ضوابط للجمع ظلم لهذا العروض، وحري بمن يعرف التخفيف في المصطلحات والاختصار الشديد لقواعد العروض التقليدي الذي حازه العروض الرقمي أن لا يطالب هذا العروض بإزالة كل القواعد فيه.


ثم إليك ما يقطع شكك باليقين من إدراك الخليل التام للتوافيق والتباديل وتفكيره على أساس ذلك هذه الفقرة من مادة ستنشرها مجلة أمريكية:
لكل موضوع مضمون وأسلوب. ولا يشذ العروض عن هذا. وأعتقد أن الخليل في كل تفكيره كان علميا ومتفاعلا مع الأرقام. وإن وضوح دور الأرقام في معجمه "كتاب العين" مثلاً لا يمكن إغفاله. وهو دليل واضح للغاية على إفادته من الأرقام في حصر جذور المفردات العربية
فالخليل كان يعرف التوافيق والتباديل وقد جاء في كتاب المدارس العروضية عن كتاب العين ما يلي :" وقيل بل أكمله وأنه بدأه بسياق مخارج الحروف ثم بإحصاء أبنية الأشخاص وأمثلة الأحداث الأسماء فذكر أن عدد أبنية كلام العرب المستعمل والمهمل على مراتبها الأربع من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي من غير تكرير اثنا عشر ألف ألف وثلثمائة ألف وخمسة عشر ألف واربعمائة واثني عشر" (=412 ,315 ,12). وهذا يكون كالتالي:
وهنا تفسيري لمعرفته بذلك وطريقة الحساب:
"الثنائي سبعماية ووستة وخمسون" =28×27 = 756
[الثلاثي =19656] = 28×27×26 = 656 ,19
"والرباعي أربعمائة ألف وإحدى وتسعون ألفا وأربعمائة = 28×27×26×25= 400 ,491
"والخماسي أحد عشر ألف ألف وسبعمائة وثلاثة وتسعون ألفا وستمائة" =28×27×26×25×24 600 ,793 ,11
المجموع = 412 ,305 ,12

أنا واثق أن حكمك من الداخل على العروض الرقمي سيختلف عن حكمك هذا عليه من الخارج. ألا تفضلت بالدخول !
----------
كتاب المدارس العروضية لمؤلفه عبد الرؤوف با بكر السيد، ( ص 101) نقلا عن السيوطي في كتابه (بغية الوعاة)
إنني أحزم حقائبي للسفر ولن أستطيع مواصلة هذاالنقاش الممتع إلى حين بإذن الله
أراك على خير.
الرد مع إقتباس