عرض مشاركة مفردة
  #90  
قديم 22-12-2005, 04:59 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Smile اللهم زدني فيك تحيرا ...

بسم الله الرحمن الرحيم ،
و الحمد لله رب العالمين ،
و الصلاة والسلام على حبيب رب العالمين ،
سيدنا و مولانا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
***-***
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ،
و بعد،
لم أكن أتصور البتة أن اختنا (الملاك الحائر) هي التي غيرت إسمها ، وقتيا ، على الأقل إلى (السوسنة السوداء) ؟!!!
ماهذا أيتها الفاضلة ملاك ؟!!!
مع كامل إحترامي للإسم الجديد و مع كل ما يمكن أن يرمز له ، إلا أنني شخصيا لا أرى له وجها للمقارنة مع الإسم الرائع : الملاك الحائر !!!
و المعذرة أيتها الأخت العزيزة عن هذه الصراحة .

نأتي الآن إلى صلب الموضوع : هل إسمي حرام ؟
ياسيدتي المباركة ، حتى الرجل الذي أبى أن يغير إسمه من حزن إلى سهل و بعد أن أشار إليه رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ، لم يَــرد أنه ارتكب محرما سوى أنه أساء الأدب مع رسول الله ، بأبي هو و أمي !!!

ثم لو أننا تتبعنا حركة تغيير الأسماء التي قام بها الرسول عليه الصلاة و السلام ،
لوجدنا أن الخيط الرفيع التي يربط بينها هي البحث عن الحُسن و الذوق و الجمال بدل الأسماء القبيحة أو المخلة بالذوق العام ،
دون نسيان بطبيعة الحال الأسماء الشركية فالقوم آنذاك مازالوا حديثي عهد بالجاهلية فهم ينسبون العبد أو الأمة إلى اللات أو العزى أو مناة أو الشمس أو غيرها من الأرباب ، و لا أعتقد أن موضوعنا يندرج في هذا المجال .

و كي أساهم بقليل مع ما تقدم به الإخوة الأفاضل من أدلة ،
وإنطلاقا من كون الشارع عليه الصلاة و السلام لا يغير إلا الأسماء القبيحة أو الشركية ،
أراني مضطرا بالتذكير بأن إسم ( الملاك الحائر ) هو إسم جميل و حسن إن لم يكن في غاية الحسن ، و هو إسم لا يفهم منه لا من قريب أو بعيد أي معنى شركيا .

نأتي الآن إلى الشبهة التي أحدثت هذه الضجة ألا و هي اقتران إسم ( الملاك )
بصفة ( الحائر ) ، فعلاوة إلى ما ذهب إليه الأخ الحبيب ( أبو إيهاب ) حفظه الله تعالى من أن إطلاق إسم الملاك يعنى به إسم شخص بشري و بالتالي فإن صفة الحيرة تعود إلى البشر المسمى الملاك و ليس للملاك المخلوق النوراني المعروف ،
يرى العبد الفقير مهما أم أورد عليكم بعض الأحاديث النبوية الشريفة في الغرض :

* قال رسول الله صلى الله عليه و سلبم : << تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة >>
التخريج (مفصلا): البخاري في الأدب وأبو داود والنسائي عن أبي وهب الجشمي
تصحيح السيوطي: حسن.
أورده الامام جلال الدين السيوطي ، المجلد الثالث >> باب: حرف التاء .


* كان ( صلى الله عليه و سلم ) يغير الاسم القبيح
التخريج (مفصلا): الترمذي عن عائشة .تصحيح السيوطي .
الجامع الصغير.لجلال الدين السيوطي
المجلد الخامس >> باب "كان" وهي الشمائل الشريفة .


و هذا رأي أو فتوى ( لعاشقين الفتاوي ! )، للإمام للصنعاني رحمه الله أورده في مصنفه "سبل السلام ، شرح بلوغ المرام".
كتــاب الأطعمــة - باب العقيقة - ما يلي : << وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ونحوهما وأصدقها حارث وهمام، ولا تكره التسمية بأسماء الأنبياء ويس وطه خلافاً لمالك وفي مسند الحارث ابن أبي أسامة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
"من كان له ثلاثة من الولد ولم يسم أحدهم بمحمد فقد جهل" فينبغي التسمي باسمه صلى الله عليه وآله وسلم،
فقد أخرج في كتاب الخصائص لابن سبع عن ابن عباس "أنه إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ ألا ليقم من اسمه محمد فليدخل الجنة تكرم لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم"
وقال مالك: سمعت أهل المدينة يقولون: ما من أهل بيت فيهم اسم محمد إلا رزقوا رزق خير، وقال ابن رشد: يحتمل أن يكونوا عرفوا ذلك بالتجربة أو عندهم فيه أثر
.>>

و أخيرا ، أستغرب من من يستهجن ربط الحيرة بالملائكة عباد الله المكرمين ؟
!!!



و الله أعلم و أحكم