الموضوع: بحر المديد
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 18-12-2002, 06:55 AM
خشان خشان خشان خشان غير متصل
عضو قديم
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 300
إفتراضي بحر المديد

تقرأ هذه المشاركة على خلفية المشاركة:
http://hewar.khayma.com/showthread.p...pagenu mber=1

الأخ الكريم محمد ب.
أشكر لك حسن ظنك بي وأرجو أن أكون عند بعضه.
أما ما تفضلت به عن ندرة المديد فيقول في ذلك د. محمد الطويل بعد أن يستعرض صور المديد:" هذه هي صور المديد التي وردت بالفعل في الشعر العربي، ولكن اللافت للنظر أن الباحثين قديما وحديثا، قد وقفوا من هذا الوزن موقفا إدّا. يتهجّمون عليه ويرمونه بالاضطراب الموسيقي وقلة المنظوم عليه."
ويورد الأقوال التالية لكل منهم
أبو العلاء المعري:"إذا اعترضت الديوان من دواوين الفحول كان أكثر ما فيه طويلا وبسيطا. والمديد وزن ضعيف لا يوجد في أكثر دواوين الفحول والطبقة الأولى ليس في ديوان أحد منهم مديد، أعني امرأ القيس والنابغة والأعشى في بعض الروايات.هذا ما يقوله أبو العلاء وبالفعل ليس في ديوان زهير والنابغة والأعشى شعر على هذا الوزن ولكني وجدت في ديوان امرئ القيس قطعة على المديد عدتها اثنا عشر بيتا يقول في مطلعها:
ربّ رامٍ من بني ثُعَلٍ ..........مثلجٍ كفّيهِ في قُتَرهْ

الدكتور إبراهيم أنيس :" إن المديد وزن قديم جدا هجره الشعراء وأهملوا النظم منه. وذلك أننا لا نكاد نرى شاعرا قديما قد نظم منه ما يستحق الذكر إلا تلك الأبيات التي تنسب للمهلهل بن أبي ربيعة:
يا لبكرٍ أنشروا لي كليبا ...........يا لبكرٍ أين أين الفرارُ

الدكتور محمد عوني عبد الرؤوف:" إننا نجد الشعراء القدامى قد نظموا في أبحر نادرة الاستعمال مثل رائية المهلهل في المديد ( يا لبكرٍ ....) ويعود مرة أخرى فيقول: ومن أمثال المديد المضطرب قول عدي بن زيد:
يا لبيني أوقدي النارا ............إن من تهوين قد حارا
رب نارٍ بتّ أرمقها ...........تقضم الهنديّ والغارا
وبها ظبي يؤججها .............عاقد في الخصر زنّارا
وليس هذا الوزن بكثير في الشعر الجاهلي."
ويعقب د. الطويل على هذا قائلا:" ولكن الدكتور لم يبين لنا أين اضطراب هذه الأبيات وما مظاهره."

الدتور أمين السيد:" وقد قلّ استعمال هذا البحر قديما وحديثا وعلّل العروضيون هذا بإن فيه ثقلا."

ويقول :" وأنا لا أفهم هذا الكلام فما معنى أن فيه ثقلا ..هل موسيقاه مضطربه أو أن بها خللا لا ترتاح الأذن لسماعه؟
والإجابة قطعا بالنفي واقرأ معي قول الدكتور زكي مبارك أجمع من ترجموا للعباس بن الأحنف أن شعره كان أوفى الأشعار حظا من الغناء، وهذا هو المنتظر من حظ شاعر كانت أحاديثه المنثورة ألوانا من الألحان وله قصيد مخطوط في الغناء لكثرة ما فيه من الصنعه واشتراك المغنين في ألحانه، وهو قصيد:

نام من أهدى لي الأرقا ........مستريحا زادني قلقا
لو يبيت الناس كلهم ..........بسهادي بيّض الحدقا
كان لي قلبٌ أعيش به ....فاصطلى بالخوف فاحترقا
أنا لم أرزق مودتكم ..............إنما للعبد ما رزقا

ولم يكتف الدكتور زكي مبارك بما قاله وهو كثير فعاد يقول : وهذا من الشعر المرقص وهو يشهد أن العباس كان مفطورا على الغناء0"

وإلى لقاء في هذا الموضوع بإذن الله لأستكمل ما عرض لي فيه من أقوال ثم أدلي فيه بما ندبني إليه مشكورا أخي محمد ب.
الرد مع إقتباس