عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 09-02-2004, 03:36 AM
أبي عبد الرحمن أبي عبد الرحمن غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 17
Post التداوي بعسل النحل ... (بقية3) ومعذرة فالمقال السابق(بقية)2

ويجب الحذر من استعمال المبيدات الكيميائة :

فقد أجرى فريق علمي من المركز القومى للبحوث بمصر وأساتذة الباطنة والتغذية دراسة حول تلوث عسل النحل وتأثيره على صحة الإنسان .

وقد أثبتت الدراسة أن عسل النحل يتأثر بالمبيدات ، ووجدت بقاياها فى العسل خاصة المبيدات الفوسفورية مثل الملاثيون والدايمثويت .
وهذه البقايا أثرت على وظائف الكبد فى الإنسان ... حيث أعطيت ملعقة كبيرة من عسل النحل مدة 3 شهور لبعض الأشخاص ، وتبين تأثر وظائف الكبد لديهم ، بالإضافة إلى أن آثار المبيدات قللت من القيمة العلاجية والغذائية لعسل النحل.

وقد ذكر خبراء النحل أن المبيدات الكيماوية إذا وُجدت في العسل فلايمكن أن تكون النحلة هى التي أدخلتها إلى الخلية :

لأن النحلة لاتقف على زهرة ملوثة بهذه المبيدات ، ولو وقفت عليها أو امتصت رحيقها الملوث بالمبيد فإنها ستموت فبل أن تعود إلى الخلية وإن رجعت بهذا التلوث فإن النحل الحارس للخلية سيمنعها من الدخول لتغير رائحتها المميزة والتي تُعتبر بصمة خاصة بها . وهكذا نستنتج أن هذا التلوث الكيماوي للعسل قد يكون ناتجاً عن سوء استعمال بعض النحالين للمبيدات الكيماوية بإدخالها إلى الخلية وبكميات كبيرة ( وقد تكون هذه الجرعات مُمرضة وليست مُميتة ) كمحاولة منهم للقضاء على بعض أمراض النحل مثل مرض أيدز النحل ( الفاراو ).
المواصفات القياسية العالمية لعسل النحل

( والمأخوذة عن وكالة كودكس للأغذية والمتعلقة بمو اصفات العسل الأوروبي لعام 1988، والتي تم تعديلها عام 1992 لاختبار جودة العسل ، والمعمول بها في مصر والمملكة العربية السعودية )

1- تقدير محتوى السكر المختزل ( الجلوكوز والفركتوز ) لايقل عن 65%.
2 - تقدير محتوى السكروز ( السـكر الثنائي ويدخل معه سـكر المالتوز ) لايقل عن 10%.
3- تقدير نسبة الفركتوز إلى الجلوكوزعلى حسب نوع العسـل ( في عسل الزهور تكون 2, 1 : 1 ).
4- تقديـر نسـبة الرطـوبة لاتزيـد عن 23% في بعـض الأجواء ذات الرطوبة العالية ، ولكن يُفضل ألا تزيد عن 17- 5 , 17%.
5- التقديرالوزني للموادالصـلبة الغيـرذائبة في الماء لايزيد عن 5,%.
6- تقدير الرماد لايزيد عن 6,% .
7- تقديرالحموضة لاتزيد عن 40 ملليمكافئ حمض/ كجم.
8-تقديرفعالية إنزيم الدياستازلايقل عن3 ( لبعض الأنواع مثل عسل الحمضيات حيث يكون العسل ذا محتوى إنزيمات طبيعية منخفضة ، ولا تقل عن 8 في أعسال أخرى ).
9- التقدير الضوئي لمحتوى هيدروكسي ميثيل فورفورال لايزيد عن80 مجم/كجم عسل في البلدان الحارة ( دول الخليج ) ، ويقل فى عسل الحمضيات ( وفي مصر ) إلى 15 مجم/ كجم عسل.
( زيادته تعكس تعرض العسل للحرارة لفترة طويلة وتجعل لونه أكثر غمقاناً ).

وهناك اختبارات أخرى إضافية مثل : اختبار حبوب اللقاح لمعرفة هل هي أضيفت للعسل أم أنها من أصل تكوينه.

لهذا نوصي منتجي العسل بوضع بيانات الجودة السابقة وبيان نسبة الرطوبة ودرجة الحموضة ونسبة السكريات المحولة ، ونسبة السكروز وغير ذلك من المواصفات القياسية على العبوات خصوصاً العسل المعد للاستخدامات الطبية واعتماد ذلك ومتابعتة من قبل الهيئات الصحية.
************************************************** ********
وهكذا نرى أن عسل النحل - كما ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد - غذاء مع الأغذية ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربة وحلو مع الحلو وطلاء مع الأطلية ، ومفرح من المفرحات فما خُلق لنا شئ في معناه أفضل منه ولامثله ولاقريباًمنه.


فصل
وبعد استعراضنا لبعض الفوائد الطبية لمنتجات النحل
يجب ألا نفهم من ذلك أن نترك العلاجات النوعية الأخرى.

بل يجب :
العرض على الطبيب المختص لكل حالة ، وتنفيذ تعليماته بدقة فهو الذى يحدد - بإذن الله - التشخيص الصحيح الدقيق لكل حالة
( ومعرفة الداء نصف الدواء ) - وقد أتاح لنا الطب الحديث - بإذن من الله - وسائل تشخيصية حديثة جداً بِدءاً من التحاليل المعملية المتطورة ومروراً بالأشِعَّات التصويرية الدقيقة جداً مثل الأشعة التليفزيونية ، والأشعة المقطعية بالكمبيوتر والرنين المغناطيسى ، وكذلك التصوير الدقيق الملون للأوعية الدموية وتحديد سرعة سريان الدم بها بالصوت والصورة ، وغير ذلك من التقنيات التكنولوجية الحديثة السريعة التطور والتى سخرها الله للإنسان وأنعم بها عليه وعلمه إياها ، كما قال تعالى :
 عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ  العلق.

وكذلك فالطبيب هو الذى يكتشف - بتوفيق الله عز وجل - مسببات المرض والعوامل التى أدت إلى حدوثه ( حتى لايكون العلاج مجرد مسكن للأعراض فقط وإنما يكون علاجاً جذرياً ناجحاً بإذن الله تعالى ) .


والطبيب - أيضاً- هو الذى يحدد - بفضل الله تبارك وتعالى - مايناسب هذا التشخيص ، ومايناسب طبيعة هذا المريض من أدوية أو أغذية أو أشربة ، ويحدد له طريقة تعاطيها والوقت المناسب لذلك والجرعات العلاجية المناسبة له ولنوعيته ولسنه ولحالته ، ويحدد أيضا المدة اللازمة لعلاجه ، وينظر هل هناك موانع لهذا العلاج ، أو تعارض أو تداخل بينه وبين علاجات أخرى أو أمراض أخرى بالجسم أم لا .

وهكذا يجب أن يأ خذ الطبيب كل هذا فى الاعتبار عند علاج أى مريض حتى يقابل الدواء الداء - بدقة - فيصيبه فيكون الشفاء بإذن الله.
وأيضاً وبعد هذا الاستعراض لبعض فوائد منتجات النحل وكما قال تعالى :  ... وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا  الإسراء.
نجد أن العلم الحديث يلهث والأبحاث تجرى للوقوف على بعض الأسرار الشفائية والعلاجية للعسل ومنتجات النحل ، والتى أشار إليها القرآن الكريم منذ حوالي خمسة عشر قرنا بقوله تعالى فى سورة النحل :
 وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ  النحل.

فهلا تفكرنا وبحثنا فى هذه الآيات - وهذا التفكر والبحث هو نوع من العبادة ينال فاعلها الأجر والثواب - التى ولابد أن يكون من ورائها النفع العظيم والخير العميم ، وإن أصدق الكلام كلام الله.

 ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثًا  النساء.
 ... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلا  النساء.

فلا يوجد كلام أصدق من كلام الله رب العالمين ، ولا يوجد هدى خير من هدى نبينا محمد  الذي أشار فى أكثر من حديث للأهمية الشفائية الجازمة لعسل النحل ... والتي منها هذا الحديث :

( جاء رجل إلى النبي  فقال إن أخي استطلق بطنه فقال رسول الله  * اسقه عسلا * فسقاه ، ثم جاءه فقال إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال* اسقه عسلا * فقال لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا فقال رسول الله  * صدق الله وكذب بطن أخيك * فسقاه فبرأ ) رواه البخاري ومسلم.
ومن الفوائد المستوحاة - أيضاً - من هذا الحديث أن تكرار الدواء تحت إشراف الطبيب مع مراعاة تعليماته هى من دواعى الشفاء .
وهذا من إعجازه  ، وهو الذي قال الله تبارك وتعالى فيه :
 وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى  النجم.

وقد دلت التجارب والملاحظات الدقيقة والمتابعات المنتظمة على أن مربي النحل يتمتعون بصحة جيدة ونادراً مايُصابون بمرض السرطان ، وهذا بفضل الله أولاً ثم بفضل تناولهم وتعرضهم المستمر لكل أنواع منتجات النحل مثل : عسل النحل ، وغذاء ملكات النحل ، وسم النحل وصمغ النحل ، وشمع النحل ، وحبوب اللقاح .

وقد لوحظ أن قمة الاستفادة من منتجات النحل بإذن الله حينما تكون مجتمعة مع بعضها البعض في خليط واحد.

وكذلك لكى يؤتى العلاج بمنتجات النحل أوغيرها من أنواع العلاجات الأخرى النتيجة المرجوة بإذن الله يجب أن يكون هناك توافق بين هذا العلاج وبين النمط الحياتى والسلوكى للمريض ، فيجب الاهتمام بالراحة الجسمانية والهدوء النفسى ، والبيئة الصحية المريحة البعيدة عن مصادر التلوث ، وكذلك التغذية الصحية المتوازنة المعتدلة فى الأوقات الصحيحة المناسبة ، بالإضافة إلى الوقت الناسب للنوم بما يُعيد للجسم المرهق نشاطه وحبويته بدون إفراط أو تفربط.


مع ضرورة تغيير السلوكيات والعادات الخاطئة مثل التدخين وغيرها مما سيأتى تفصيله فبما بعد ، فكثير من المرضى يهتم باتباع العلاج الدوائى الذى يصفه الطبيب بدقة وفى مواعيده المحددة وللفترة المناسبة ، ولكنه لايهتم بتغيير أسلوب حياته وسلوكياته وعاداته الخاطئة ، والتى يكون لها دور هام فى حدوث مايعانى منه من مرض وتغييرها يكون له دور هام أيضاً فى علاج هذا المرض بإذن الله ثم يشتكى المريض بأن العلاج الدوائى لم يكن له الأثر الشفائى المطلوب.
وهكذا نعلم أن هناك توافقاً وتعاوناً بين العلاج الدوائى والعلاج السلوكى وبهذا التوافق وهذا التعاون يكون العلاج أكثر فاعلية فى إحداث الشفاء بإذن الله ، وهكذا يكون الانسجام والتوافق العلاجى .

مع الأخذ فى الحسبان أن المريض يُعتبر وحدة واحدة متضامنة تُعالَج بطريقة كلية ، لأنه إذا مرض منه عضو تداعى له سائر الأعضاء وهذا ماأثبته الطب ، وقد أخبرنا به مِن قبل مَن لاينطق عن الهوى ... نبينا المُصطفى محمد  في تشبيهه للمؤمنين بالجسد الواحد فقال :

* مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى * رواه البخاري ومسلم.

وقد لوحظ أن أكثر الأبحاث التى أجريت ، وأثبتت القيمة العلاجية لمنتجات النحل تمت فى مستشفيات الدول الشيوعية التى تنكر وجود الإله وكذلك فى بلاد غير المسلمين . ومن ثقتهم فى نتائج هذه البحوث وفوائدها للإنسانية ، أقاموا مراكز طبية عالمية متخصصة للاستشفاء بواسطة منتجات النحل ، كأن الله سبحانه وتعالى يثبت على أيدى أشد الناس عداوة للإسلام أنه هو الخالق العالم بأسرار الحياة قبل أن يكتشفها العلماء ، كما قال تعالى :


 قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ ...  البقرة.

وأن القرآن الكريم حقاً من عنده سبحانه وتعالى ، وقد حفظه الله بألفاظه وتعبيره ، ولم يسمح بتداوله بلغة غير عربية لكى لاينحرف تفسيره ، وحتى تتأكد حقيقته ، كما وصفه الله عز وجل بقوله :

 الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ  هود.

فعلينا نحن المسلمين أن نكمل اكتشاف الفوائد العلاجية لمنتجات النحل حتى نستفيد مما أنزله الله بين أيدينا ونطبق تعاليم القرآن ونحقق أنه شفاء ورحمة للمؤمنين.

د/أبو عبد الرحمن
الرد مع إقتباس