عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 29-03-2007, 05:07 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة غــيــث
هل تدير حياتك وفق برنامج معد مسبقآ منك وبإصرار حتى لو عكس التيار في بعضه ؟

أم أن الحياة هي من يديرك وفق عجلتها الكبيرة ولا تجد بأسآ في التكيف مع ذلك؟

أيهما أجدى ...وأيهما تفضل ؟ ولماذا ؟

أخي الحبيب / غيث

قرأت ما كتبته في أول موضوعك ، وتوقفت عنده لبعض الوقت
ليس لعدم القدرة على الإجابة على ما سألت
ولكن لأنني لا أتوقع أن يكون بيننا اليوم من يسير وفق ما ورد في السؤال الثاني
فالأيام تغير وقعها ، والأعمال تغيّر رتمها ، بل إن الناس تغيروا عن ذي قبل
فأصبح الوقت عندنا أفصر من أن ننجز فيه أعمالنا
ولا زلت أذكر أننا كنّا نحضر بعض الدورات في ( إدارة الوقت ) لنتعرف على الطريقة المثلى التي بها نستغل أوقاتنا لننجز فيها ما هو مطلوب منا
وهذا الأمر لا يقتصر على من كان يملك عملا خاصا أو حكوميا بل إن ( العاطل ) عن العمل يحتاج إلى معرفة كيف يدير وقته .
ومن الجميل أنني إكتشفت مؤخرا أننا مهما حاولنا أن ( ندير أوقاتنا ) فإننا لا نستطيع ذلك ، لأن الوقت كالقطار الذي يسير على القضبان بإستمرار لا ينتظر أحد أن يصعد إليه أو أن ينزل منه ، ويبقى الأمر على الواحد منا كيف يستطيع أن يدير نفسه ليتوافق مع الوقت الذي يسير إلى الأمام دائما ولا يتوقف ، وبهذا فإن مصطلح إدارة الوقت عندي تغيّر إلى إدارة الذات للتوافق مع الوقت ، وعليه فإن من الواجب ، وأقول من الواجب أن نعمل جاهدين على أن نرسم لأنفسنا خطا نسير عليه ونتبعه على المدى القصير وعلى المدى الطويل أيضا ، لأن من لم يفعل ذلك سيكون بالتأكيد ( جزء من مخططات الآخرين ) كما يقول الدكتور / صلاح الراشد .
بل إن الأمر يتعدى إلى أن وضع الخطط قد يكون تعبديا في المقام الأول ، فأمور العبادة كلها تسير وفق خطة منتظمة يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية ، فالصلاة لا تكون إلا وفق خطة يجب أن نرسمها لها ، فإن أهملنا التخطيط لها ولحضورها في وقتها فاتت ، وكذلك الصوم وما يتطلبه من الإستعداد للسحور والفطور والقيام والتهجد ، وكذلك الحج ، وصيام أيام البيض وهكذا ...
وبالنسبة لي شخصيا فأنا أملك خطة واضحة المعالم ( بعد مشيئة الله ) أعمل من خلالها جاهدا على أن أحقق الهدف الذي أسعى إليه مهما كانت الصعوبات ، لأنه لا يوجد عمل على وجه البسيطة يأتي دون عناء أو عقبات أو عوائق أبدا.
لهذا أرى أن من الواجب على كل إنسان أن يضع لنفسه هدفا لحياته واضحا ، فالأهداف الواضحة تجعل سبل تحقيقها ميسرة دون تخبط أو عشوائية أو تجريب ، ثم إن المفكرة اليومية الصغيرة في الجيب عن الأعمال المطلوبة في ذات اليوم أو في الغد هي طريقة أتبعها ,قد وجدت أنها ناجحة إلى أبعد مدى في تنظيم كل أمر أريد أن أفعله أو أقوم به ، وأنا في ذات الوقت على ثقة بأنه ليس كل ما كتبته فيها سينفذ حرفيا ، ولكن إن تم تنفيذ أغلبها فإن ذلك بالنسبة لي إنجاز كبير ، ثم إن هناك أمر ثالث عندي وهو المقارنة بين كل ما هو متاح أمامي القيام به في ذات الوقت إن اجتمعت علي الأعمال ، فتجدني أبدأ بالأهم ثم المهم وأترك ما سواهما إلى أوقات لاحقة ، ولعلي من خلال ذلك كله تعلمت أن أكون منظما ( هكذا أرى ) لأن التنظيم في المواعيد على إختلاف أنواعها ، وفي ما كل هو حولي سواء في المكتب أو المنزل أو مكان العمل يساعدني على أن أحقق ما خططت له سابقا
وإني أنصح كل من لا يهتم بالتخطيط ليومه أو غده أن يبدأ (( بمفكرة الجيب )) فهي بعد الله السحر الذي سيحل أغلب الأمور التي يظهر لنا أنها معقدة ، فبمجرد أن نكتب ما سنفعله في الغد من المساء فإن ذلك يعني أن لدينا أمرا يتوجب علينا القيام به ، ولكن إن تركنا الأمر للظروف والصدف ، فإن محادثة واحدة مع أحد الزملاء قد تذهب بيوم كامل دون الإستفادة منه ، فهي قد تبدأ بالسلام ثم الدعوة على الغداء فالذهاب إلى نزهة بالسيارة ، وتنتهي بجلسة سمر رائعة ، وعندما نعود إلى المنزل سنجد أننا رغم ما كنا فيه من سعادة وإنشراح إلا إننا قد ضيعنا مهام كان من الواجب أن نقوم بها ، وبذلك نكون قد أرسلناها إلى الواجبات التي سنقوم بها في الغد ، وبتراكم الواجبات يوما بعد يوم يبدأ الإنسان بالسير في طريق الفشل أو الإخفاق

أعتذر عن الإطالة ، وعن الحديث عن الذات ، ولكن السؤال الأساس موجه لمن سيكتب الجواب فلذها تحدثت عن نفسي ، ولا أزكيها على الله أبدا
ولأن الموضوع كان يستحق ذلك فعلا

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس