عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 14-11-2006, 07:25 PM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

( كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون ‏.‏ يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ‏.‏ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ‏.‏ ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ‏)

اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي السَّبَب الْجَالِب لِهَذِهِ .. الْكَاف .. فِي قَوْله " كَمَا أَخْرَجَك رَبّك "

فَقَالَ بَعْضهمْ شُبِّهَ بِهِ فِي الصَّلَاح لِلْمُؤْمِنِينَ اِتِّقَاؤُهُمْ رَبّهمْ وَإِصْلَاحهمْ ذَات بَيْنهمْ طَاعَتهمْ لِلَّهِ وَرَسُوله ..

وَمَعْنَى هَذَا .. أَنَّ اللَّه تَعَالَى يَقُول كَمَا أَنَّكُمْ لَمَّا اخْتَلَفْتُمْ فِي الْمَغَانِم وَتَشَاحَحْتُمْ فِيهَا فَانْتَزَعَهَا اللَّه مِنْكُمْ وَجَعَلَهَا إِلَى قَسْمه وَقَسْم رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسَمَهَا عَلَى الْعَدْل وَالتَّسْوِيَة ..

فَكَانَ هَذَا هُوَ الْمَصْلَحَة التَّامَّة لَكُمْ ...

وَكَذَلِكَ لَمَّا كَرِهْتُمْ الْخُرُوج إِلَى الْأَعْدَاء مِنْ قِتَال ذَات الشَّوْكَة وَهُمْ النَّفِير الَّذِينَ خَرَجُوا لِنَصْرِ دِينهمْ وَإِحْرَاز عِيرهمْ فَكَانَ عَاقِبَة كَرَاهَتكُمْ لِلْقِتَالِ بِأَنْ قَدَّرَهُ لَكُمْ وَجَمَعَ بِهِ بَيْنكُمْ وَبَيْن عَدُوّكُمْ عَلَى غَيْر مِيعَاد رُشْدًا وَهُدًى وَنَصْرًا وَفَتْحًا كَمَا قَالَ تَعَالَى " كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَال وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْر لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرّ لَكُمْ وَاَللَّه يَعْلَم وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ..


وماكان ذلك النصر الا من عند الله .. ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) .. فتتاكد ثقة المؤمنين بربهم الكريم ورسوله الرحيم بهم صلى الله عليه وسلم ..

وبعد ذلك .. نرى الله ينادى المؤمنين في عدة مواضع في تلك السورة الكريمة .. كما نادى رسوله الكريم عليه افضل الصلوات واتم التسليم ..


اليس حري بهم وبنا .. الامتثال والطاعة واليقين .. واتباع الاموار واجتناب النواهي فيما امرنا به وخاصة بما يلينا من آيات ..

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ {8/15} وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ {8/20} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ..

فمن نصر جنده ببدر .. وهم بين ضعف وقلة .. وانجز وعده .. وهزم الاحزاب وحده .. قادر على نصر المسلمين .. فهل يصدقونه باتباع اوامره .. بما سبق من آيات كريمات ..

ام يريدون ان يضمن لهم النصر والسلامة .. كما ضمنت لاصحاب موسى عليه السلام .. حتى ما خذلوه اذ دعا عليهم .. ( قال ربي أني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ) ..

فاستجاب له ربه .. ( قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين ) ...

ان الله لم يجعل المسلمين كأصحاب موسى .. ولم يجعل الاسلام .. كباقي الاديان .. بل كان افضلها وخاتمها ومكملها .. وجعل نبيه سيدها .. فمن تبعه نال الشرف والافضلية على غيره .. اذن يجب ان يكون اهلا لذلك الشرف ..

فكان خير المسلمون هم صحابته صلى الله عليه وسلم وخير القرون قرنه .. فاتبعوا رسولهم .. وعزموا على الاحقية .. واندفعوا الى ماوعدهم الله ورسوله .. واتبعوا رضوانه .. فسنوا لنا الاقدام .. واثبتوا لنا صدق الوعد بالنصر .. فكانوا اهلا للثناء .. والرضوان .. والقرآن ..

اما نحن .. فكأننا قوم موسى الذين خذلوه .. لما يرينا الله من آياته .. واعجازه .. حتى ماعلمنا ان الله ناصر جنده .. فكانه يقول اذا امتثلتم فقط .. بما ورد من آيات .. فلكم النصر ..

ان الله عاقب اصحاب موسى .. لما خذلوه وابدله بغيرهم بعد اربعين سنة من التيه ..

ونحن الان .. تحت رحمته .. عسى ان يرحمنا .. وينصرنا .. ويتوب علينا .. فلا يضلنا او يغضب علينا .. اويهلكنا ..

قال صلى الله عليه وسلم .. ( سألت ربي ثلاثا فاعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألته ان لا يهلك امتي بالسنين فاعطانيها وسألته الا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فاعطانيها ، وسألته ان لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها ) ..

على الرغم من تقصيرنا .. فخيريتنا على الانسانية باقية .. ورحمتنا بهم ظاهرة .. وزكواتنا تدفع لاهل الكتاب .. وتعمر الارض والاوطان .. وتنميها .. وترفع اسم الله .. ومازالوا يهلكون الحرث والنسل .. ( قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ )
نسأل الله ان يحبنا بما بنا .. من ما اجتباه لنا .. وصلى الله على سيدنا محمد
__________________
]
الرد مع إقتباس