عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 16-04-2005, 11:37 AM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي

إن الواجب على الداعية الناصح الذي يريد وجه الله ألا يعرض نفسه وإخوانه للبلاء والفتنة؛ فرب متعرض للبلاء لا يقوى على دفعه فإذا به أول مفتون0
إن بعض الناس يعيشون في بلاد يتمتعون فيها بالحرية في ممارسة دينهم وعقيدتهم وعبادتهم، يعبدون ربهم دون خوف، ويمارسون دعوتهم بكل أمان دون ضغوط، ولكن سرعان ما تغشاهم الأفكار الدخيلة التي تدفعهم لتغير هذا الواقع الطيب بتصرفات هوجاء لا ينظرون إلى عواقبها.
تأملوا 00 كم من دولة كانت تتمتع بالدعوة إلى الخير؛ مع إقبال أهلها على الدين والاستقامة والتوجه إلى السنة، فلم يهدا أصحاب الدعوات السياسية والثورات حتى قاموا ببعض الأعمال المناوئة للحكومة ؛ فضيقت عليهم، ومحت رسوم الدعوة، بل إنك لم تعد تجد من يتزي بزي الإسلام، بسبب الحماس غير المنضبط وعدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته 0
إن من قواعد الإسلام العظيمة التي جاء بها : ( جلب المصالح وتكثيرها ودفع المفاسد وتقليلها وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) فلماذا لا يستعمل كثير من دعاة السياسة هذه القاعدة؟!
لقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل عبد الله بن أبيّ بن سلول- رأس المنافقين- بالرغم من إيذائه الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ وما ترك قتله إلا خشية المفسدة، وذلك مخافة أن يسمع به البعيد فيقول: محمد يقتل أصحابه؛ فلا يدخل في الإسلام ظناً منه أن ابن سلول من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فترك النبي صلى الله عليه وسلم قتله مع ما فيه من المصلحة العظيمة وهي كف الأذى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا وقد كان في العمل مصلحة فكيف إذا لا يوجد وراء هذه الأعمال إلا مفسدة مثلها أو أكبر منها كما هو الواقع اليوم.
__________________