الموضوع: عصا الترحال
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 12-08-2003, 06:49 AM
الاشعث النتي الاشعث النتي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 38
إفتراضي عصا الترحال

**
و ها أنا أحمل عصا الترحال لوقت قد يطول اكتب بعض خواطري:

**
*

إذا ما الدهرُ بشَّ لنا و طابا
فكمْ من قبل ِ ذلكَ قد أرابا
و دهركَ لا يدومُ على سرور ٍ
على دأبٍ يدومُ لنا انقلابا
فجهزْ للرحيل ِ إذا استحالتْ
رياضكَ في مراتعها يبابا
و لا يحزنكَ من قوم ٍ نكوصٌ
على الأعقابِ لا تبغي اقترابا
فمعظمُ من يخاصمُ عند فحص ٍ
يساوي – في مضرتهِ – الذبابا
يضايقُ بالطنين ِ و باشتباكٍ
و لكنْ لا أعاقَ و لا أصابا
و شخصٌ لا يسُـرُّ و لا يفيدُ
سواءٌ إن أقامَ بنا و غابا
و أعرجُ في القريض ِ إذا تباطا
فلا عجبٌ فقدْ بلغَ النـِّـصابا
فلمْ يمنعهُ عنكَ مرادُ نفس ٍ
و لكنْ ها أعيقَ فها فاستجابا
و خل ٍ قدْ عرفتُ كريمَ نفس ٍ
بدهر ٍ قدْ أجابَ لهُ الطـِّـلابا
سوى أن الفطانة َ قد تـَزِلُّ
لظن ٍ قدْ يؤولُ بهِ استلابا
و من حسبَ الظـِّـبا خلصاءَ ودٍ
سيلفاهنَّ في غدهِ ذئابا
لهنَّ من المكائدِ حِـمْـلُ عيْـر ٍ
تكادُ تعيقُ للجبل ِ انتصابا
و في دهر ٍ أرى أبناءَ حوّا
أسارى في حبائلها غلابى
و إني قدْ نصحتُ بصدق ِ قولي
و كشّـفـْتُ عن العَوَر ِ النقابا
فألفيتُ المسامعَ من صخور ٍ
و ألفيتُ الجزاءَ لنا اجتنابا
سيأتي مشرقٌ و يهلُّ ضوءٌ
نرى منهُ المُـكِـيدَ و لو تخابى
و من زرعَ القنابلَ و الشظايا
سيحصدُ من مزارعهِ اكتسابا
و إن غضبَ الرفاقُ فمن بذنبٍ
عليهِ نقيمُ في الملأِ العقابا
سوى أخشى الفواتَ لأنّ خصمي
خفيٌ ما كشفتُ لهُ حجابا
يدورُ على الأنام ِ بألفِ قول ٍ
و يزرعُ في مسامعها الكِـذابا
فافلحَ ها رحلتُ و ها عصاتي
و ألغيتُ من الروض ِ انتسابا
هنيئا للخصيم ِ و ها عصاتي
تحققُ ما أرادَ و ما أهابا
و ذا أني تدورُ على فؤادي
لواعجُ لا أطيقُ لها اصطحابا
فما أنا في الحروبِ بدنكشوتٍ
محاربهُ الغبيُّ و ما تغابى
و ظنَّ بنا و لمْ يسألْ فأكدى
و كانَ يظنُّ قدْ بلغَ السحابا
فألـَّبَ في الخفاء ِ و باقتدار ٍ
فأغضبَ من أرادَ بنا و آبا
(إذا غضبت عليك "بنات حوا"
رأيتَ الناس كلهمُ غضاباً
فغضَّ الطرفَ إنكَ "من ذقون ٍ"
فلا كعبًـا " لبستَ و لا خضابا" )
بوجهٍ واحدٍ و تريدُ فوزًا
و غيركَ بالوجوهِ جنى و جابا !؟
و كيفَ تفوز أنتَ إذا أنيسٌ
من الآرام ِ هيَّـأتِ الرِّضابا!؟

*
**
الرد مع إقتباس