عرض مشاركة مفردة
  #36  
قديم 17-09-2003, 12:04 PM
ابن الوردي ابن الوردي غير متصل
السلف والخلف مؤمنون
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: أرض مباركة
المشاركات: 647
إفتراضي

بما أن دايمون تدخل بهذه الإطالة فقد أحببت أن أخبره ملاحظاتي على موضوعه وأسأله عدة أسئلة ليرد عليها:

أنت تعترض يا دايمون لأني أثبت بشهادة القرآن أن الأولياء قد يصدر منهم فعل خارق للعادة، لأنك لم تفهم لماذا قمت أنا بذلك، لذلك أحب أن أخبرك أني فعلت ذلك لأنه سبق لبعض الاعضاء في الموضوع أنه أنكر أن يصدر فعل خارق للعادة على يد رجل صالح ولي من اولياء الله وكما ترى فقد كان الحق فيما أثبته القرآن من أن ذلك فعلا قد يحصل بل وحدث. فهل عندك ملاحظة حول إثباتي لهذه النقطة؟ حول إثباتي أن الأولياء قد تصدر منهم أفعال خارقة للعادة؟ بالتأكيد لا لأنني مستند إلى القرآن في هذا، إذا لا تعترض على ايرادي لهذا الخبر لاني فعلته لأثبت هذا الامر وحسب.

ثم أنت تقول أن الأولياء كانوا يدعون الله ثم تسأل: لماذا ندعو نحن الضعفاء والفقراء إلى الله!؟ وأستغرب منك هذه الألفاظ، لأنها ليست دقيقة، وفي الحقيقة، أنت لما تعمل عملا ما تستحق عليه أجرة مالية فتقول لصاحب العمل أعطني مالا، فهل هذا عندك مثل الذي يقول يا الله ارزقني!؟ بالتأكيد لا، فثمة فرق بين هذه وهذه، والمسلم الذي يقول: يا سيدي يا رسول الله، لا يكون عبد رسول الله، كذلك من قال: يا سيدي عبدالقادر، لا يكون عبدَ الشيخ عبدالقادر، بل معنى ذلك أنهم يستعينون بهم لتحقيق دعائهم من الله، هذه هي الحقيقة الواضحة، بدليل أن أن ابن عمر رضي الله عنه وهو الصحابي الجليل الذي يفهم في دين الله أكثر منك ومن غيرك [] قالها وهو يعلم أن النافع الضار على الحقيقة هو الله سبحانه فهذه الصيغة في موقع معين لم يكرهها العلماء بل استحبوها، ولو وافقت عليها –وأنت مضطر أن تفعل لأنه فعل الصحابة- فقد بطلت القاعدة التي تقول ان الاستعانة بغير الله شرك، اذا نصل الى نتيجة دقيقة وهي ان الاستعانة بغير الله ليس شركا، لان معناه الاستعانة لتحقيق الله لطلبهم انتهى الى هنا.

ثم أنت تقول إني احرجت نفسي لما ذكرت ما ورد في القران عن الرجل الصالح الذي نقل عرش بلقيس ووضعه بين يدي سليمان، لانني قلت ما قاله المفسرون: انه كان يعلم اسم الله الاعظم الذي إذا دعي به استجاب، وهنا أعود فأذكرك أني أوردت ما ورد في القران لاثبت ان الصالحين قد يصدر منهم فعل خارق للعادة، لانه قال لسليمان اتيك به قبل ان يرتد اليك بصرك، فهل من العادة ان يتمكن رجل صالح من ذلك ام انه امر خارق للعادة؟ بالتاكيد هو امر خارق للعادة اذا اثبتنا ان الاولياء قد تصدر منهم افعال خارقة للعادة واتمنى ان لا اجد منك بعد الان مراجعة في هذا الامر لانه ثابت ولم نرد من ايراده اكثر من اثبات ان الاولياء قد يفعلون الخوارق.

أما إيرادك مجددا لحديث: اذا استعنت فاستعن بالله فليس حجة في منع الناس من الاستعانة بالاولياء لان معنى الحديث ان تمام الاستعانة يكون بالله وقد بينا ذلك مسبقا. واليك زيادة من الارشيف:

أَمَّا حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ الذي رواهُ التّرمذيُّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لهُ: "إذَا سَألْتَ فاسْألِ الله وإذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِن بالله" فلََيسَ فيهِ دَليلٌ أيْضًا علَى مَنْعِ التَّوسُّلِ بالأَنبياءِ والأَوْلياءِ لأنَّ الحديثَ معناهُ أن الأوْلى بأن يُسألَ ويُسْتَعانَ بهِ الله تَعالى، وليسَ مَعناهُ لا تَسْألْ غيرَ الله ولا تَسْتَعِنْ بغَيْرِ الله. نَظِيْرُ ذَلِكَ قَولُه صلى الله عليه وسلم: "لا تُصَاحِبْ إلا مُؤْمِنًا ولا يأكُلْ طَعامَكَ إلا تَقِيٌّ"، فكَما لا يُفهَمُ مِنْ هَذا الحَديثِ عَدَمُ جَوازِ صُحْبَةِ غَيرِ المُؤمنِ وإطْعامِ غَيرِ التَّقِيّ، وإنَّما يُفْهَمُ مِنهُ أنَّ الأَوْلَى في الصُّحبَةِ المُؤمنُ وأنَّ الأَوْلَى بالإطْعامِ هُوَ التَّقيُّ، كذلكَ حَديثُ ابنِ عبَّاسٍ لا يُفهَمُ مِنهُ إلا الأوْلَوِيّةُ، وأمّا التَّحريمُ فلَيسَ في هَذا الحَدِيثِ.

يعني يا دايمون ان كان الاولى ان نستعين بالله فاين الدليل على تحريم الاستعانة بغير الله! وكما ترى فان النبي لم يقل لا تستعن بغير الله مطلقا ولم يقل لا تتوسل بغير الله، لذلك لا نحرم من عندنا ونبيح، لان هذا شرع الله ننقله كما ورد، وانظر الى الحديث: " لا ياكل طعامك الا تقي" فهل تحرم ان تطعم الطعام لغير التقي؟ بالتاكيد لا تحرم ذلك، لان الله امتدح الصحابة لانهم اطعموا اسرى الكفار، فبالتالي اطعموا الطعام لغير الاتقياء فهل وقعوا في الذنب؟ جاوبني على هذا! اذا ان كان الاولى ان تطعم طعامك لتقي فهذا لا يعني تحريم ان ياكل طعامك غير التقي، كذلك ان كان الاولى ان تستعت بالله فلا يعني تحريم الاستعانة بغير الله، ألم تر حديث النبي ألم تقرأ الحديث الذي اوردته فيالموضوع اكثر من مرة وفيه يقول نبينا: "اذا اصاب احدكم عرجة بارض فلاة فليناد اعينوا عباد الله"، اذا كنت تعترف ان النبي وهو صاحب القران وهو من قال اذا استعنت فاستعن بالله يامرنا هنا ان نستعين بعباد الله فاين حجتك في ايراد الحديث؟ جاوبني هنا لو سمحت ولا تذهب بعيدا فليس الدين لا برايك ولا براي الاحباش الذين استفدت انا منهم كثيرا وليس الدين برأي احد من العوام انما بالتحري والدقة في نقل المعلومة الشرعية نفهم الدين كما اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

واما قولك عن المعجزات فلم يقل احد ان احدا من الناس من غير الانبياء قد يفعل معجزة، بل قلنا ان الصالحين قد يفعلون امورا خارقة للعادة، ولم نقل معجزات، فالمعجزة ليست كل امر خارق للعادة، بل المعجزة هي امر خارق للعادة تقع على يد الانبياء لتكون دلالة لهم على صدقهم، هكذا عرَّف العلماء المعجزة، اما ما يقع او قد يقع على يد الاولياء من افعال خارقة للعادة فلا يقال عنها معجزة وانما امر خارق للعادة فقط او يقال كرامة، هذا كل ما في الامر، فارجو تحري الدقة.

اما ما اوردته انت بعد ذلك من كلام عن خسارتنا للاندلس، فهل يعني ذلك انك تريدنا ان نسكت عمن يصف المسلمين بالشرك! فقط لكي لا نختلف معهم؟ ام ان المؤمن الحق لا يسكت عن منكر ولا يخاف في الله لومة خائف! هل نتوحد على تكفير المسلمين بغير حق! هذا الذي سيعيد لنا الاندلس ومن قبلها فلسطين المغتصبة ومن قبلها كل اوطاننا العربية، وهل هذا ما سيعيد الينا خلافتنا المنشودة ام ان الالتزام بدين الله هو الحل؟ وفيه الامل بالنصرة؟ لقد وعدنا الله بالنصر مشترَطا بتقوى الله فقال: إن تنصروا الله ينصركم، أي ان تؤدوا ما اوجب الله وتجتنبوا ما حرم الله فينصركم الله حينها، ولا يكون الفلاح في السكوت عن منكر بل علينا ان ندافع عن دين الله بان نحميه من التحريف المنتشر في هذه الايام لا سيما ما يسمح بتقاتلهم وقتل بعضهم لبعضهم، فتكفير المسلمين بحجة انهم قالوا يا رسول الله او يا سيدي عبدالقادر، ينطلق من عقيدة غير اسلامية، وتسبب الشقاق والتفرقة بين المسلمين، ويستبيح البعض حينها لنفسه ان يقتل الاخر لانه [مشرك] بنظره، هذا نتركه ونسكت عليه! أم نرد بالدليل الشرعي؟

ألم تسمع بقول الله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة} اي كل شيء يقربكم الى الله فاطلبوه وان كان الله قادرا على تحقيقها بدون هذه المسببات.

ألم تسمع بالصحابي الذي قال: يا رسول الله استسقِ لأمتك فأنهم قد هلكوا"
هذا لا يعني ان النبي هو منزل المطر لا انما معناه اطلب من الله المطر لامتك

وهل سمعت بحديث رواه البخاري فيه: "إنَّ الشَّمسَ تَدْنُو يَومَ القِيامةِ حَتّى يَبْلُغَ العَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ فبَيْنَما هُمْ كذَلكَ اسْتَغاثُوا بآدَمَ ثمَّ مُوسَى ثمَّ بمُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم".


خلاصة
يمنع تكفير المسلمين لمجرد هذا
يمنع تكفير المسلمين
يمنع تكفير المسلمين
__________________
[size=3][align=JUSTIFY]قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء}، الشرح: إن الله لا يشبهه شيء من خلقه، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وقد جاء في العقيدة الطحاوية المعتمدة عند عموم أهل السنة والجماعة: [من وصف الله بمعنى من معاني البشر –أي بصفة من صفات البشر- فقد كفر، من أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر].
كان بطل ملوك الاسلام ومحرر الأقصى [السلطان صلاح الدين الأيوبي] أشعريا. كذلك [[color=red]السلطان محمد العثماني[/CO