عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 15-05-2005, 09:29 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي

عمالة حسين بن علي واولاده للأتراك وبالتحديد للضباط اليهود في حزب الاتحاد والترقي تمخضت عن مذابح كبيرة ارتكبها الشريف واولاده في الحجاز وهي المذابح التي ولدت عداء كبيرا للشريف واولاده في أوساط الحجازيين وانتهت بتوحد الحجازيين وراء أميرهم عبد العزيز آل سعود الذي تمكن من طرد الشريف واولاده من الحجاز وتوحيد القبائل تحت إمرته واعلان قيام الدولة السعودية .

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى انضم الأتراك ومعهم حسين بن علي واولاده لألمانيا ... ووجه حسين بن علي ابنه البكر علي على رأس قوة هدفها دخول فلسطين للانضمام إلى القوات التركية فيها التي تخطط لمهاجمة الإنجليز في مصر ... وفتح حسين بن علي خلال هذه الفترة خطا سريا مع الإنجليز وبدأ يلعب على الحبلين ... فهو ظاهريا مع الأتراك ممثلا بفرقة يقودها ابنه البكر ... وهو عمليا مع الإنجليز بناء على اتفاق سري أجراه حسين بن علي مع ممثل بريطانيا في مصر السير هنري مكماهون ... وتمخضت هذه الاتصالات السرية على تخصيص رشاوى نقدية لحسين بن علي كان يتسلمها من الإنجليز ابنه الأصغر زيد ووعد من الإنجليز بتعيين الشريف حسين ملكا على كل العرب إن هو غدر بتركيا وساعد في إسقاط دولة الخلافة .

هذه الاتفاقات أو الاتصالات السرية مع الإنجليز هي التي تمخضت عنها فيما بعد الحدود المصطنعة للدول العربية وطارت بموجبها ولايات اضنة واسكندرون التي اعترف حسين بن علي بأنها ولايات تركية وليست سورية ... وكان الشريف الغبي يعتقد أن بريطانيا ستفي بوعودها في الوقت الذي كانت فيه وزارة المستعمرات البريطانية تنجر خوازيق لحسين بن علي ... وللعرب كافة بالاتفاق مع فرنسا .

خلال مفاوضات واتصالات الشريف حسين مع الإنجليز نفذ ابنه فيصل والحاكم التركي لبلاد الشام جمال باشا مجزرة في أوساط الوطنيين العرب حين نصب لهم في دمشق وبيروت المشانق ... وكان حسين بن علي يهدف من خلال هذه المجازر القضاء على القيادات العربية والوطنية التي يمكن أن تعترض على طموحاته وطموحات واطماع أولاده ... فتم شنق الزعماء عبد الكريم خليل وصالح حيدر ومحمد المحمصاني وسليم عبد الهادي وعبد الحميد الزهراوي وشفيق مؤيد العظم وشكري العسلي وعبد الغني العريسي واحمد طبارة والعقيد سليم الجزائري والعقيد امين لطفي الحافظ ورفيق رزق سلوم وعارف الشهابي والدكتور علي النشاشيبي وغيرهم من الزعماء العرب .

الطريف أن عمالة الشريف حسين للإنجليز فرخت ثلاثة جيوش من البدو والمرتزقة يقودها ضباط إنجليز ... والجيوش الثلاثة تحولت فيما بعد إلى قوات غزو للأردن وسوريا والعراق ليس لمحاربة الإنجليز أو الأتراك أو الفرنسيين وانما لمحاربة الحكومات العربية المحلية والقيادات الوطنية في هذه البلاد ... فدخل عبدالله مدينة معان على رأس ما عرف باسم الجيش الشرقي واسس هناك بالتعاون مع الإنجليز إمارة شرق الأردن وارتكب مجزرة بحق قبيلة العدوان حين طلب من الإنجليز قصف مضارب القبيلة من الجو ردا على تهديدات زعيمها الشيخ ماجد العدوان بطرد عبدالله من الأردن .... ودخل فيصل على رأس قواته إلى العراق ليقيم مملكة فيها بزعامته بينما أعلن ابنه البكر علي نفسه ملكا على الحجاز .

والأطرف من هذا أن عبد العزيز بن سعود الذي احتل الحجاز وطرد حسين بن علي منها ووضع حدا للنفوذ الإنجليزي في المنطقة كان يتحسب لهجوم مضاد قد يشنه حسين بن علي من شرق الأردن بعد أن لجأ إلى هناك حيث يقيم ابنه عبدالله ... لكن عبد العزيز كان اكثر دهشة من حسين بن علي نفسه لان الابن " عبدالله " رفض استقبال والده " ملك العرب " في الأردن " خوفا من منافسته له في حكم الإمارة فقام بطرده إلى قبرص حيث مات فيها مقهورا من جحود أولاده ... ومن غدر الإنجليز به رغم الخدمات الجليلة التي قدمها لهم ورغم مساعدته لهم في إسقاط دولة الخلافة الإسلامية .

هذا ملخص تاريخي سريع لما يسمى بالثورة العربية الكبرى ورئيسها " الشريف حسين بن علي " ... ولقب " الشريف " لا علاقة له بالشرف وانما هو لقب كان يطلق على الشخص الذي يتولى إمارة الحجاز ... تماما مثل لقب مشير وباشا وبيك ... وقد رأينا كيف أن ممارسات هذا الرجل واولاده الأخلاقية والدينية عدا عن ممارساتهم في قصورهم التي تغص بالنساء والخصيان لا علاقة لها بالشرف ولا الشرفاء ... وهي بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي .

ولكن يبقى السؤال الأهم : لماذا قررت بريطانيا إقامة دولة شرق الأردن وتسليمها لعبدالله ابن حسين بن علي ... وكيف دخل عبدالله الأردن وكيف نصب نفسه أميرا ثم ملكا وما هو الدور الذي لعبه في اضطهاد الأردنيين ... ثم كيف تقاسم فلسطين مع اليهود ؟

هذا سيكون موضوعنا في حلقة قادمة ... فانتظروها .


__________________