عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 28-12-2004, 07:33 AM
مشتاق للحور مشتاق للحور غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: مصر
المشاركات: 59
إفتراضي

#الحلقة (3)#

تابع مشاكل التوراة(العهد القديم)

*2-الفيضان الغامض:
الآن إنتقلنا من قصة الخلق الى الفيضان.
يجلب موضوع الفيضان معضلة أخرى، وتناقضات أكثر.
الفصول 6, 7 و8 من سفر التكوين تتناول وصف الفيضان. في الحقيقة، تبدو الرواية مفهومة جدا, و لكن عندما نبدأ ربط القصّة بالحقائق الأخرى في التوراة، سننتهي الى مصيبة حتمية. صديقتى النصرانية كانت مستعدة حتى الآن لقبول الأسوأ ؛ على الرغم من هذا، كانت تحمل التوراة باحكام.
طبقا للتكوين، فان فساد الأنسان أصبح واسع الإنتشار، لذا قرّر الله إبادته سويّة مع كلّ المخلوقات الحيّة على سطح الأرض (نقيض القرآن الذي يصرّح بأنّ الفيضان غطّى فقط المكان الشرقي حيث عاش نوح).
أمر الله نوح لبناء السفينة وبقيادته كان لا بدّ أن يأخذ معه زوجته،و أبنائه الثلاثة وزوجاتهم سويّة مع بعض الحيوانات والطيور بالتأكيد:
نقرأ فى سفر التكوين امر الرب لنوح.....
“ وخذ معك سبعة من كلّ نوع من الحيوان النظيف، ذكرا وصاحبه، وإثنان من كلّ نوع من الحيوان القذر، ذكرا وصاحبه، وأيضا سبعة من كلّ نوع من الطير، ذكرا وصاحبه, لإبقاء أنواعهم المختلفة للحياة خلال الأرض ” تكوين 7:2
ثم نقرأ ايضا....
“...أن تجلب إلى السفينة إثنان من كلّ نوع من الطير،و كلّ نوع من الحيوان، وكلّ نوع يتحرّك على طول الأرض سيجيء معك لكي يبقى حياّ ” تكوين 6:19
وكذلك نقرأ فى نقس السفر.....
“ زوج من الحيوانات النظيفة والقذرة، من الطيور ومن كلّ المخلوقات التي تتحرّك على طول الأرض, الذكر والأنثى ,جاءا إلى نوح ودخلا السفينة ” تكوين 7:8.
ان علماء الرياضيات اليوم يمكن أن يلاحظوا بأنّ إثنان لا يساويان سبعة. إذا كان وحى الله إثنان، لماذا امر ثانية بسبعة ؟ وإذا كان الوحى سبعة، لماذا دخل زوج وحيد من كل نوع الى السفينة؟
الصمت.............
إذا كان الكاتب غير واثق من الوحى، فلماذا لم يتأكّد قبل أن يكتب اللاهوت؟
مهما كان عدد الحيوانات على أية حال فقد شقّت طريقها إلى السفينة. إنّ الحقيقة الأكثر أهمية بأنّهم نجوا من الفيضان.
إنّ السؤال الجدير بالطرح في الحقيقة هو.... كم من الوقت إستمر الطوفان؟؟ّ.
لأن التكوين مصدر معلوماتنا ولا مصدر آخر حتى الآن فعلينا استنباط الأجابة منه. ان سفر التكوين غنى بالمعلومات..... لنقرأ مايقول الرب فى ذللك..
“. . و سقط مطر على الأرض، أربعون يوم وأربعون ليلة ” تكوين 7:12
“إستمرّ الفيضان… لأربعون يوم على الأرض... والماء يزداد …” تكوين 7:17
“ …. . أغرقت المياه الأرض لمائة خمسون يوم. . . ” تكوين 7:24
“ … في نهاية الأيام المائة و الخمسون ذهب الماء …. ” تكوين 8:3
، يخفق الكتاب ثانية في ان يظل ثابتا على فكر واحد أو رقم واحد. ان النصراني الذي سيقول ان الفيضان إستمرّ 40 يوم سيكون مخطئ، وبنفس الطريقة النصراني الذي سيقول 150 يوم سيكون مخطئ أيضا.
لم تعلّق صديقتي النصرانية ، من المحتمل ان تكون هذه هى مرّتها الأولى لقراءة قصة الفيضان.
طلبت منها جلب ورقة وقلم لأن الخطوة القادمة ستحتاج لبعض الحساب. شكرا لها، كان لديها قلم جاهز والورقة كان مفيدة جدا أيضا.
يخبرنا التكوين بأنّ نوح كان بعمر ستمائة سنة عندما غطّت مياه الفيضانات الأرض. “ نوح كان بعمر ستمائة سنة عندما جاءت مياه الفيضانات الى الأرض. . . ” تكوين 7:6
أيضا، التكوين يخبرنا بالضبط علم أنساب النبى إبراهيم في الفصل 4, 5, 11, 21 و25. عندما نقرأ علم الأنساب هذا ،، الذي يبدأ من آدم وينتهي في إبراهيم يمكن أن نجد نوح فيه. من هذا النسب نجد ان نوح قد ولد بعد آدم بالف و ست و خمسون (1056) سنة
حدث الفيضان عندما كان نوح بعمر 600 سنة، لذا ببساطة فانه حدث 1656 سنة بعد آدم أى 1056 + 600
ثانية، من علم الأنساب, نجد ان إبراهيم ولد بعد آدم ب948 سنة. لذا من الحساب البسيط نجد ان الفيضان حدث 292 سنة قبل ولادة إبراهيم
(1948 ناقص 1656= 292).
سألت صديقي ان هي كانت قادرة على تتبع هذه الحسابات بشكل صحيح؟. اجابت بالأيجاب بالرغم من أنّها استنكرت إستعمال الحساب في دراسة كلمة الله. على أية حال، طلبت منها الصبر ، وشكرا لها فقد صبرت


التكوين يخبرنا الآن ان مياه الفيضانات غطّيت سطح الأرض بالكامل.و لا مخلوق واحد حيّ هرب منه عدا أولئك الذىن كانوا مع نوح في السفينة. “ … وأنا سأمسح من وجه الأرض كلّ مخلوق حيّ خلقت. . . ” تكوين 7:4.

اذن أبناء نوح الثلاثة وازواجهم هم الذين أعادوا بناء الإنسانية الكاملة, حتى انه عندما جاء إبراهيم بعد حوالي 292 سنة من الفيضان وجد الأرض عامرة و قد تميزت إلى العديد من الجاليات, وملأت الشعوب المختلفة الأراضي فى كل الإتجاهات. ........ايعقل هذا؟

سألت صديقتي “ إذا بدأنا التناسل بثلاثة رجال وثلاث نساء، وهم اولاد نوح وزوجاتهم الذين نجوا من الطوفان, هلّ بالإمكان أن نعيد بناء العالم بأكمله في أقل من 300 سنة؟ قالت “ أبدا، نحتاج آلاف السنوات ” قلت “ لكن كتابك يقول بأنّه يمكن أن يحدث، وهو كتاب مقدّس، لذا مالذي ستؤمنين به، المنطق، الإحساس البسيط، العلم، البراهين العملية ام كلمات التكوين؟

ان النبى ابراهيم عليه السلام قد درس فى مصر الأمر الذى يعنى وجود حضارة تسمح بالتدريس, وانه قد عاش فى شبه الجزيرة العربية, وان اسماعيل قد نفى الى ارض الحجاز, الأمر الذى يعنى وجود اقوام وحضارات فى كل تلك الأمصار ناهيك عن الأغريق والرومان وغيرهم, فكيف امكن انتاج كل هؤلاء البشر فى هذا الوقت القصير؟”....... لم تجب أيضا.

الآن وفى أيامنا هذه ، ومن خلال علم الآثار امكن بالضبط تحديد ازمان الأحداث المنتكسة. العلم الحديث يخبرنا بأنّ إبراهيم يعود إلي 1800 إلى 1850 سنة قبل الميلاد.

وإذا كان الفيضان قد حدث 292 سنة قبل إبراهيم، لذا فهو تقريبا حوالي 2100 إلى 2150 سنة قبل الميلاد. (1800+ 292 إلى 1850+ 292). العلم الحديث يخبرنا ان في تلك الفترة (القرن الحادي والعشرون إلى الثاني والعشرون قبل الميلاد)، كان هناك حضارات طلعت في عدّة أجزاء من العالم، وعلم الآثار لم يزوّدنا بأي معلومات حول أيّ توقف في تلك الحضارات.

على سبيل المثال في مصر، تقابل هذه الفترة , الفترة التى تسبق المملكة المتوسّطة (2100 قبل الميلاد) في الفترة المتوسّطة الأولى قبل السلالة الحادية عشرة.و في بلاد بابل، السلالة الثالثة في أور. السؤال هنا....هل زالت تلك الحضارات بالطوفان ؟ نعرف بما لايدع مجالا للشك ان تلك الحضارات لم تزول ولم تنقطع بالطوفان ولكن التوراة تؤكد انها زالت لأنه كما يفول الرب … وأنا سأمسح من وجه الأرض كلّ مخلوق حيّ خلقت. . . ” تكوين ..7:4

من نصدق ؟

التفت الى صديقتى النصرانية وسالتها ماذا يبقى فى قصة الطوفان..... ان عدد الذين نجوا منه مغلوط, ومدته مغلوطة واخيرا فان مكان حدوثه ايضا مغلوط فماذا تبقى ؟؟.اجابت بعد

سكون...لاشىء

أدركت هنا أنها قد أرهقت فلملمت اوراقى وتركتها مع شكوكها , ووعدتها بلقاء آخر.