عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 03-08-2005, 04:23 AM
AL-ATHRAM AL-ATHRAM غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 22
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سـأتحدث الان عن زوجة الجندي الذي ارسله النبي محمد صلى الله عليه وسلم واسمها ((( زينب بنت جحش ))) رضي الله عنها .. كما ذكرتي في موضوعك وهذا نصه :

،، حيث يخبرنا التاريخ أن محمدا أعجب بإمرأة متزوجة، فأرسل زوجها للقتال حتى يقتل فقتل، فتزوجها!! فهل هذه شهامة؟!!

ولنرى اي تاريخ هذا الذي يخبرنا ................. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ طبعا هو الكتاب المقدس ... الذي الزمكم به كما قلت السيد المسيح فاي مسيحي ينكر ذلك سيكفر بالسيد المسيح .. سأخرج لك هذه القصة من كتابكم المقدس .. لكن ليس الان ..

والان انتقل الى الحديث عن قصة .. (( السيدة زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها ))

وقبل ان أبد بقصتها أحب ان اوضح لك إن الحكمة من ( تعدد زوجات ) النبي محمد عليه الصلاة والسلام كثيرة ومتشعبة ويمكننا أن نجملها فيما يلي:

1- الحكمة التعليمة 2- الحكمة التشريعية 3- الحكمة الاجتماعية 4- الحكمة السياسية .

وقبل ان اشرع في قصة ام المؤمنين زيب رضي الله عنها سأتكلم الان عن الحكمة التشريعية حتى تتضح لك الرؤيا .. والتي هي جزء من تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم :

وهذه الحكمة ظاهرة تدرك بكل بساطة ، وهي أنها كانت من أجل إبطال العادات الجاهلية المستنكرة ، ونضرب مثلاُ (( بـدعـة الـتـبـنّــي )) التي كان يفعلها العرب قبل الاسلام ، فقد كانت ديناً متوارثاً عندهم ، يـتـبـنّـى أحدهم ولداً ليس من صلبه ، ويجعله في حكم الولد الصلّبي ، ويتخذه ابناً حقيقياً له حكم الأبناء من النسب في جيمع الأحوال ، في الميراث ، والطلاق ، والزواج ، ومحرمات المصاهرة ، ومحرمات النكاح ، إلى غير ما هنالك مما تعارفوا عليه وكان ديناً تقليدياً متبعاً في الجاهلية ..

كان الواحد منهم ( يـتـبـنّـى ) ولد غيره فيقول له : " أنت ابني ، أرثك وترثني " وما كان الإسلام ليقرّهم على باطل ، ولا ليتركهم يتخبّطون في ظلمات الجهالة ، فمهّد لذلك بأن ألهم رسوله عليه السلام أن يـتـبـنـى أحد الأبناء .. وكان ذلك قبل البعثة النبوية فتبنّى زيد بن حارثة رضي الله عنه على عادة العرب قبل الاسلام . وفي سبب تبنّيه قصة من أروع الفصص .. حكمة من أروع الحكم .. قصة أم المؤمنين زينب رضي الله عنها . وان رغبتي بباقي الحكم ان ابينها لك فعلت ذلك ...


ام المؤمنين زينب رضي الله عنها ..

تزوجها الرسول عليه السلام وهي ثيب وهي ابنة عمته وكان قد تزوجها (( زيد بن حارثة )) ثم طلَّقها فتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم لحكمة لا تعلوها حكمة في زواج أحدٍ من أزواجه ..

وهي إبطــــال ((( بدعة الـتـــبــــــنـــي )))

وهنا يحلو لبعض المغرضين ، الحاقدين على الاسلام وعلى نبي الاسلام ، من المستشرقين الماكرين ، هم اصحاب المصادر الموجودة بين يديك والتي ترجعين اليها بين كل حين .. وهي كلها أكاذيب و شبهات حول الاسلام .. وهم يتخذون من قصة تزوج الرسول الكريم يزينب منفذاّ للطعن في النبي الطاهر الزكيّ ، ويلفِّقوا الأباطيل ، بسبب بعض الروايات الاسرائيلة ..

إن نظرة بسيطة إلى تاريخ (( زينب رضي الله عنها )) وظروفها في زواج ( زيد ) تجعلنا نؤمن بأنَّ سوءَ العشرة التي كانت بين زيد وزينب إنما جاءت من اختلافهما اختلافاً بيناً في الحالة الاجتماعية .. فزينب شريفة ، وزيد كان بالأمس عبداً ، وقد أراد الله امتحانها بزواج زيد لتحطيم مبدأ (( العصبية القبلية )) والشرف الجاهلي ، وجعل الإسلامُ الشرف في ( الدين والتقوى ) ..

فحين عرض الرسول على زينب الزواج من ( زيد ) امتنعت واستنكفت اعتزازاً بنسبها وشرفها فنزل قول الله سبحانه وتعالى :

(36 وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا )

فخضعت زينب لأمر الرسول ، وأسلمت لزيد جسدها دون روحها فكان من وراء ذلك الألم والضيق ..

ومحمد صلى الله عليه وسلم كان يعرف زينب من الصغر ، لأنها ابنة عمته .. فمن كان يمنعها منه ؟ وكيف يقدّم انسان أمرأة لشخص وهي ((((((( بــــكـــــر ))))))) حتى اذا تزوجها وصارت ( ثيباً ) رغب فيها ؟! حقاً إنهم قوم لا يعقلون .. فهم يهرفون بما لا يعرفون ، ويقولون على الرسول كذباً وزوراً ، وبهتاناً وضلالاً .. ثم انظري إليهم وهم يقولون :

إنّ الذي أخفاه محمد هو حبه لزينب كما نقلتي انت عنهم (( مصادرك )) ..

وهذا هو نصك (حيث يخبرنا التاريخ أن محمدا أعجب بإمرأة متزوجة، فأرسل زوجها للقتال حتى يقتل فقتل، فتزوجها!! فهل هذه شهامة؟!! )

ولهذا عوتب .. فهل يعقل مثل هذا البهتان ؟ وهل يعاتب الشخص لأنه لم يجاهر بحبه لامرأة جاره ؟

" سبحانك هذا بهتان عظيم "

ثم ان الآية صريحة كلَّ الصراحة ، وواضحة كل الوضوح ، في هذا الشأن .. فقد ذكرت الآية الكريمة أنَّ الله سيظهر ما أخفاه الرسول ( وتخفي في نفسك ما الله مُبْديه ) فماذا أظهر الله تعالى ؟

هل أظهر حب الرسول أو عشقه لزينب ؟ كلا.. ثم .. كلا .. إنما الذي أظهره هو رغبته عليه السلام في تنفيذ أمر الله بالزواج لإبطال حكم (( الـتـبـنـي )) ، ولكنه كان يخشى من ألسنة المنافقين أن يقولوا : تزوج محمد حليلة ابنه ، ولهذا صرّح الباري جلَّ وعلا بهذا الذي أخفاه الرسول:

((فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ))

وساكتب لك الايات من سورة الاحزاب متصلة يقول الله تعالى : ( 36 وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا {36} وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا {37} مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا {38} الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا {39} مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {40} )

وباختصار : فهذه الآيات تعرض أمر زواج النبي محمد عليه الصلاة والسلام من زينب رضي الله عنها بعد أن قضى زيد منها وطراً – وهي تدل على أمور منها :

- ان عادة الجاهلية كما قلت أن الابن المتبني يعتبر ابناً من كل الوجوه ، فألغى الله تلك العادة وقال (( ادعوهم لآبائهم ))

- كذلك اقتضت حكمة الله أن يبطل هذه العادة الجاهلية التي تدخل في الاسرة من ليس منها ، فتفسد العلاقات الاسرية . وان يكون فعل النبي عليه الصلاة والسلام تأكيداً لهذا الابطال اذ يتزوج زوجة دعيه بعد أن يطلقها كما قال تعالى ( لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا )

- كما دلت الآيات على أن محمداً عليه الصلاة والسلام لم يكن أباً لأحد من رجال العرب .

- كذلك فان الزواج من زينب كان بأمر الله سبحانه وتعالى ، وليس برغبة النبي عليه الصلاة والسلام ، ولذلك يُؤثر عن زينب رضي الله عنها قولها لضراتها :

(( زوجكن آباؤكن وزوجني ربي ))

- قال تعالى ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها )

وهكذا تبطل مزاعم المفترين أمام الحجج الدامغة ، والبراهين الساطعة ، التي تدل على عصمة سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام وعلى نزاهته وطهارته مما ألصقه به الدسّاسون المغرضون .

وللحديث بقية ... ( الدليل من كتابكم المقدس )


أخوك : الا ثــــر م

يتبع ..