عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06-04-2005, 05:40 PM
ابن الأزد ابن الأزد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 12
إفتراضي رحلتي إلى مصر الشقيييييييييييقة !!

مقدمة :

هذه اتجاهاتي ومشاعري وهموم ناتجة عن معاناة حقيقية هناك , ولا يستطيع

أحد أن يحاسبني على تلك المشاعر , أو يجبرني على تغييرها .إني لاأتهم

ولاأسخر من أحد , أو أستعدي القراء على شعب ولكني ببساطة أعرض انطباعاتي

وهواجسي لعلها تكشف أوهام الحلم ( المصري ) الذي سقط الآن بمعاول

(التفسخ ) الذي أنتجته المنظومة ( التمييعية ) للدين . ومع كل الإحترام

للرأي الذي يرى أن على الإنسان أن يسجل الإيجابيات , ويحجم السلبيات ,

فإن المبالغة الفجة في إيجابيات ( مصر ) والدعاية المفرطة لها في كل

مكان كبلد ( تاريخي حضاري )!! لاتوجد به عورات , علاوة على أنها تملك

الإمكانيات الضخمة في عرض نفسها بصورة نموذجية ( مبالغ فيها ) في كل

العالم , وبـ( أبواقها ) أيضا تمنع نشر السلبيات , حفزني ذلك على أن

أساهم بجزء صغير في تبيان الحقيقة التي عشتها , وكما نحب أن لايسخر أحد

من ثقافتنا , فإنه يجب علينا احترام ثقافة الآخرين ..


سأحاول أن أختصر ما أود قوله : كنت دائما أستعرض جوانب عنجهية وعجرفة (

التاريخ الفرعوني ) , ونقدت منطق ( الفراعنة ) السائد في تلك الثقافة ,

وبينت أن ( مصر ) ليست البلاد ( الراقية ) التي تدعيها ويتوهمها

البسطاء الواقعين تحت ضغط ( الدهشة ) فهي مثل أي مجتمع فيها الخير

وفيها الشر . وهذه الإنطباعات ناتجة عن هموم معايشة حقيقية في مدينة (

القاهرة ) وهي ( أكبر ) مدينة مصرية , ذهبت إليها سائحا !


1- بداية ( تقريف ) الذات :

عندما أنهيت إجراءات السفر وأصبح جميع المحيطين بي يعاملونني كالمشفق

عليه , وأنني ذاهب إلى الجحيم , وكان علي أن أستلم تذاكر السفر من مكتب

مصر للطيران , ولم أفاجأ بزحام شديد , ولابأطفال تصرخ , ولاأسر تفترش

الأرض . بل فوجئت بمعاملة سيئة من الموظفين المصريين , صورة حية مجسمة

للحقد , وهنا فعلا تراجعت وقررت عدم السفر , وتراجعت ثانية تحت الإغراء

القوي للحضارة والتاريخ !! فقد بدأت أحسب قيمة الفائدة الحضارية وأحلم

أنني سوف أكون متحضرا ( فرعونيا ) !!! وتحملت حقد ومهزلة مكتب الطيران

المصري ..

اتجهت صوب الطائرة البوينج المهترئةالمرسوم عليها اسم وعلم و( نسر ) مصر ,

عندما تقترب منها تكتشف فورا أنها طائرة مصرية ( من الروائح العفنة

المنبعثة من داخلها ) فما بالك إن دخلتها !! المهم أعانني الله وزوجتي

وابني وابنتي وركبنا الطائرة , وعندما جلسنا على المقاعد المتسخة

كالعادة ووسط هاتيك الروائح المنتنة تأكدت لي قيمة ( قناع الأكسجين )

وأهميته القصوى لمثل تلك الحالة !! وللحق أقول إن كل شيء في الطائرة

يوحي لك أنها مصرية بدءا من الروائح ( عن بعد ) و ( عن قرب ) من أمامك

ومن خلفك ومن كل اتجاه , ومن الإبتسامات الصفراء الخبيثة من طاقم

الضيافة ( امحق ضيافة ) ومن نظرات الركاب حولي تلك النظرات التي

تفهمونها وتعلمون كنهها !!

هبطنا على أرض مطار القاهرة التي كانت ( قاهرة المعز ) فأضحت الآن (

قاهرة المعزة ) مع الإعتذار للمعيز !!! والحذر .. الحذر .. المحفظة ,

ساعات اليد , حقيبة الزوجة , ألعاب الأطفال , بل انتبه حتى لحذائك

وجوربك !!

بدأ مسلسل طويل لاينتهي من الخداع والمكر والتحايل , ومن بعض الجنس الآخر

( التمايل ) وتعلمون لماذا !!

أحسست ساعتها حقا أنني أخطأت في حق أسرتي خطأ جسيما .

سرت أنا وزوجتي والأنظار ترمقنا باحتقار فالحجاب والحشمة عادة بالية (

رجعية ) في نظر القوم , ونحن في نظرهم أمة متخلفة ( طيب

يامتحضرين ) !!!

وفي جمرك المطار زادت حدة الحقد , فتشوا كل الحقائب بكل دقة و(

أمانة ) ! بحثا عن ( الريالات والدولارات ) ولابأس بالجنيهات !! وأدركت أن

اهتمامهم منصب على ( الفلوس ) وليس على أي شيء آخر حتى لو كان

ممنوعا !

لن أخوض في تفاصيل ماجرى في المطار فهذه أمور يعرفها القاصي والداني .

خرجت من المطار بعد ( قرف ) وركبت وأسرتي الحافلة مع الأشقاء المصريين ,

وكان منظر الناس حولي بروائحهم النتنة والنساء شبه العاريات , والذقون

الحليقة , واللهجة الركيكة , والروائح الكريهة التي أخبرتكم عنها

سابقا - مع أنه لاداعي لإخباركم - تملأ المكان . وقتها شعرت أني ركبت

عجلة الزمن التي أرجعتني آلاف السنين إلى الوراء ! وسيطرت على ذهني

الدراما التاريخية التلفزيونية عن خوفو وخفرع وقذر الفراعنة الكفار ,

إلى أن نبهتني زوجتي أننا في أوائل القرن الحادي والعشرين . ولكن منظر

الناس وسلوكياتهم جعلني أعود آلاف السنين إلى الوراء إلى الجاهلية

الفرعونية القبيحة .

لن أطيل أكثر , وقد تذكرت ماقال لي أحد( شيباننا): ما تخارجنا منهم في

بلادنا فكيف نتخارج منهم في بلدهم ) ؟!! صدق الشيبة وأجاد .

على كل حال : تتأسس سلوكيات الناس وتصرفاتهم و( أخلاقياتهم ) وفق

مانشأوا عليه وتربوا فتكون هذه التصرفات والأخلاقيات مرآة تعكس واقع وحال

مجتمعهم , وأنا لاأريد أن انتقص من قدر أحد ( كلا ثم كلا ) ولكن ذاك

الحال وذاك الواقع يفرض نفسه , وماهو بحاجة إلى مزيد من إيضاح وكثير من

تبيين فهو ( علم في رأسه نار ) !! ونعوذ بالله من تلك النار .. ولانريدها

والله لأحد من المسلمين . ولكن بما أنها حال بعض جيراننا للأسف - ونسأل الله

أن يبعدهم عنها - وإذا لم يبتعدوا فحق لنا ساعتها أن نقول : اللهم

حوالينا ولا علينا ) ..

ختاما أذكر لكم هذه الواقعة التي تغني عن كل مقال : اشتريت هناك لابني (

حلاوى مصاص ) بسعر مبالغ فيه طبعا لأني سائح عربي !! وقدمتها لولدي ,

وبينما هو مشغول بها كالأطفال , إذ بشخص يبدو على سيماه الوقار يجري صوب

ابني ويسرقها من فيه ( حرامي ) ثم يولي هاربا !! هممت أن أجري وراءه

لأقبض عليه , فاستوقفني أحدهم وقال سيبه ده ماتقدرش عليه ) , قلت :

لماذا ؟ قال : ( أصل ده قاضي ) !! عندها نظر ابني الصغير إلي وقال

بلهجتنا الجنوبية : ( خلّه يابابا ياخذها قِِد تفلت عليها ) !!

أحسنت يابني ..


[/font][/size]